السبت، 02 نوفمبر 2024

07:25 م

وفاء أنور تكتب: ولماذا إذن؟

السبت، 24 أغسطس 2024 12:39 م

وفاء أنور

وفاء أنور

وفاء أنور

ما دمت لم تنتوِ المساعدة منذ البداية، ما دمت لم تبدِ اهتمامًا بشيء سواء بقول أو عمل، فلماذا إذن كل هذا الكم الهائل من الأسئلة؟ لماذا إذن؟ هل استعبدتك رياح فضولك التي لم تهدأ يومًا ولن تهدأ أبدًا، فأوصلتك إلى هذا الحد وإلى تلك الدرجة؟

هل تعرضت لسخرية أحدهم منك أو لتنمر منهم عليك، بسبب افتقارك لمعلومات عن حياة غيرك، فتم وصفك على عقبها بالمغيب الذي هزمته قلة حيلته وهزمته غفلته؟ فقررت من هذا المنطلق ومن تلك الزاوية، ألا تغادر ساحة أحدهم دون أن تسأل عن كل صغيرة وكبيرة في حياته، عن كل حكاية تعنيه من قريب أو بعيد؛ تمس نفسه أو تخصه؟

أراهم يلتفون من حولي كما تراهم أنت من حولك، أرى هؤلاء الذين يسعون فقط لتتبع شئون غيرهم، والسرعة في تداول أخبارهم، هؤلاء الذين جذبهم فضولهم المعهود للتجول داخل سراديب عقولنا، الذين يريدون أن يضعوا أيديهم أولًا بأول على كل مكمن من مكامن تفكيرنا.

لقد سيطر عليهم فضولهم، حتى كاد أن يسلبهم عقولهم، تحكم بهم حرصهم الزائد على الدخول كل يوم في مغامرة جديدة، مغامرة تهدف إلى تعزيز خطوط إمداداهم بالمعلومات الدقيقة عن كل شخص يعرفونه ويعرفهم، يبحثون من جديد عن طريق يؤدي بهم إلى معرفة تفاصيل أكثر عن حياته، ليفسرونها بعد ذلك بحسب نواياهم.

هؤلاء الذين التهمتهم حكايات الآخرين، سجنتهم طواعية في سجن أسئلتهم، فكل ما يرغبون به هو الحديث الفارغ والثرثرة، إنهم المزعجون الذين يطوفون داخل حرم خصوصياتنا، يدخلونه ويدورون فيه معًا في نفس المكان ونفس الدائرة، ينازعوننا في ملكنا، يصرون على منازلتنا في حلبة صراع لم تمثلنا يومًا أو تشبهنا.

تتسابق كلماتهم الجوفاء، تتلون محبتهم الزائفة، تتجسد أحاديثهم عن المحبة والمودة فتتحول إلى حبال مجدولة من أسلاك شائكة، إنها أسئلتهم المستمرة، إنه فضولهم الذي تعمد جرحنا، لقد نجحت بعض خططهم المدبرة في الانتصار علينا، نالت منا وهى تدعي بأنها إنما وضعت ها هنا فقط بهدف حمايتنا ومن أجل المحافظة علينا.

قصصهم مفتراة وحججهم واهية، مشاعرهم مكذوبة، وأحاسيسهم ضالة مضللة. المغالاة هى بضاعتهم وسر أسرارهم، القسم دون داع هو كل ملكهم، اللا مبالاة هى كل مخازنهم، التحوير هو عماد مملكتهم، التمويه سلاح غادر يحملونه بأيديهم، سلاحهم الذي لا تضل سهامه الموجهة بكل دقة صوب كل قلب وثق بهم فأتمنهم.

سؤالنا الآن، الذي سوف نوجههه لمن حالفهم الحظ، من استطاعوا أن يهجرونهم ويتخلصوا منهم؟ أخبرونا بالله عليكم، كيف تخلصتم منهم؟ امنحونا إجابة شافية، اشرحوا لنا خطتكم وامنحونا خارطة طريقكم.

search