السبت، 02 نوفمبر 2024

09:32 م

قال إن "رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة" من أهم الدراما الوطنية المصرية

الناقد الفنى محمود قاسم فى حوار خاص مع "المصرى الآن": الدراما الحالية لا تهتم بالفقراء

الثلاثاء، 20 أغسطس 2024 10:07 ص

حوار : هدير جمعه

الناقد الفنى محمود قاسم

الناقد الفنى محمود قاسم

في عالم الدراما المصرية، حيث تتناغم الألوان والأصوات لتروي قصصاً تتجاوز حدود الزمن، تبرز فترة الكلاسيكيات كعصر ذهبى يتسيد فيه الإبداع. لم يكن هذا الإنجاز ليكتمل بدون رواد الفن، الذين صاغوا تاريخاً من الإبداع الفني، ومن بينهم الناقد الفني محمود قاسم، الذي يعد واحداً من أبرز الأصوات النقدية، التي تسبر أغوار هذه الحقبة الفنية الثرية. 

في حوارنا مع الناقد الفني محمود قاسم، نغوص في أعماق الدراما المصرية الكلاسيكية، ونستكشف معاً رؤى قاسم حول الشخصيات الخالدة، والقصص التي شكلت الوجدان المصري، وكيف أثرى هذا اللون من الفن حياتنا الثقافية. فمن خلال عدسة قاسم النقدية، سنعيد اكتشاف تلك الأعمال التي صاغت ذائقتنا الفنية، وأسست لمدارس درامية جديدة. تابعونا في رحلة عبر الزمن، حيث نبحث في أسباب بقاء هذه الأعمال خالدة، وكيف يمكن أن تؤثر على الأجيال القادمة.

سألناه واستفسرنا منه عن كثير من قضايا الفن المصري والعربي، وتأثير الدراما المصرية والفن المصري في الماضي والحاضر، والنجاح الذي أحرزه الفنان المصري في الأفلام والمسلسلات، والتقنيات التي كانت تعتمد عليها الدراما الكلاسيكية، والاختلاف بينها وبين تقنيات العصر الحديث، ومن هم النجوم الذين يعتبرهم أيقونات للدراما المصرية الكلاسيكية.

ليجيب عنها بكل صراحة أثناء حواره مع " المصرى الآن " :

  • ما هو تأثير الدراما المصرية الكلاسيكية على الدراما العربية بشكل عام؟

أولا: كلمة الدراما تعنى المسح، وفى المرحلة الثانية تعنى التلفزيون والدراما الإذاعية وهكذا، فإن مصر أسبق من الدول العربية الآخرى المحيطة بها بـ 50 سنة.

مستكملا : "وبعدين هم بدأوا في عمل استوديوهات وعملوا مسلسلات"، والمسلسلات الخاصة بنا صارت تتصور عندهم وكرامة الإنتاج ظهرت فى وقتها مثل مثلا استوديو عجمان الذى كانت بتصور به المسلسلات المصرية وكان لا يوجد حاجه عربية أخرى، لكن هم قامو بإغراء المصريين، فيذهبون للقيام بالتصوير هناك، أو يستأجرو لهم أستوديوهات فى جنوب أوروبا أو  قبرص أو الأماكن المحيطة بها واليونان ، فاحنا الأسبق، احنا اللى عندنا أول دراما إذاعية سنة 1938م . وعندنا أول دراما تلفزيونية أيضا، والتلفزيون بتاعنا معمول سنة 1960 م . والسينما بتاعتنا هى الأقدم وهى الأكثر والأقوى والأكثر شهرة.

  • وهل ترى أنها لا تزال مؤثرة حتى اليوم؟

  الدراما مؤثرة وقوية جدا جدا، ولكن لو عندنا سيناريو مسلسل كويس بيروح هناك، وهناك منافسات عديدة حدثت فيما بعد ، وظهر ذلك بوضوح عندما وقف الرئيس بشار الأسد بجوار الدراما السورية، ومنافسة الدراما المصرية صارت أقوى منها فى فترة قصيرة، وبعد ذلك عادت مره آخرى الدراما المصرية أقوى بعد فترة، لكن الدراما المصرية بشكل عام هى الأقوى وهى الأفضل.

  • من هم النجوم الذين تعتبرهم أيقونات للدراما المصرية الكلاسيكية؟

كل النجوم اللى انتي تعرفيهم واللى انا أعرفهم واللى المتفرج والمشاهد العادى يعرفهم وبيتابعهم ،القدامى والذين ماتوا والجدد، “يعنى حكاية الهجرة أي هجرة النجوم من الشام إلى مصر، وأنهم يعملون هنا فى مصر، ويتزوجون من المصريين وهكذا . كل ذلك يعنى أن الشئ المضمون جدا إنك تأتي إلى مصر”، فالأعمال المصرية جذبتهم إلى القاهرة، “ زى بالظبط كده متبقاش نجم عالمي زي عمر الشريف الا اذا أخدتك هوليود وخليتك تعمل فيلم لورانس العرب، دكتور زيفاغو وهكذا ”.

بمعنى أننا نقول كل النجوم المعروفين مثل زكى رستم، عادل إمام، إسماعيل ياسين نجم الكوميديا، عبدالحليم حافظ،  فريد الأطرش، يعنى أى نجم حتى النجوم الصغيرين الذى أصبح وجههم مألوفا، كلهؤلاء ينطبق عليهم هذا العنوان، نضع أسماء كما نشاء هنجد الناس عارفاهم .

  • وما هي العوامل التي جعلتهم يحققون هذا النجاح المستمر حتى الآن؟

وجود صناعة جيدة جعلت من الدراما أعمالا مقبولة ومشاهدة ومتنوعة بتتحدث فى الموضوعات الوطنية وقصص حب جيدة ومتميزة، وكل هذه العوامل تتمثل فى طاقم العمل وأولهم المخرج، وكاتب السيناريو، وبعد ذلك الفنانين لأن المخرج مثل مدير المصلحة الحكومية “بيمشيها على العجين متتلخبطش ”، وبعد ذلك معه فريق الذى يمشى تحت رؤيته بينتج أفضل ما لديه، فكل دول بتكون أسماء مميزة لدى المتفرج، والمتفرج بيشعر أن جميعهم بذلوا جهدا، وهذا بيظهر أكثر لدى المخرجين الكبار  مثل محمد فاضل.

بمعنى ان محمد فاضل عندما عمل مسلسل بابا عبده وأبنائى الأعزاء شكرا، نجح نجاحا كبيرا جدا، لكن عندما عمل مسلسل نجيب الريحاني كان متقدم شويةه فلم يحكم الأمور، فكان أضعف من أعماله وهو شاب أصغر.

“رأفت الهجان انتصر ”ودموع فى عيون وقحة" نجحا نجاحا كبيرا في مصر والعالم العربي

  • ما هي أبرز القضايا والموضوعات التي كانت تتناولها الدراما المصرية الكلاسيكية؟

أولا: القضايا الوطنية بمعنى أننا عندما نرى رأفت الهجان وكيف كان استقبال الجمهور له؟ وإذا كان هناك هزيمة فى الواقع فكل هذه الأشياء تفعل لنا نصرا، حالة من النصر حتى إذا لم تحدث فى الواقع، فالقضايا الوطنية أول شئ، رأفت الهجان انتصر، ودموع فى عيون وقحة، بمثابة حروب وسياسة وصراع مع إسرائيل.
والحدث الكبير الوطنى بيخص الشعب بأكمله ،الشعب المصري والشعب العربى.



 اسرائيل عدو شرس جدا ولا تزال تقتل وتدمر

  • وهل ترى أن هذه القضايا لا تزال موجودة بالواقع المعاصر؟

بالطبع أكيد، لأن القضايا الوطنية،  بمعنى أن “ العرب  لا يزال عدوهم هو هو منذ حوالي أكثر من ٧٦ سنة تقريبا فهو هنا ”إسرائيل“، وهو  عدو شرس جدا  وبيقتل فينا ويدمر وكل هذه الأشياء الوقحة، فإذا عملنا مسلسل اليوم عن شهيد من شهداء فلسطين فى اى زمن حتى أحداث 8 أكتوبر، كل هذا بيصحى فينا جرحا كبيرا ”لأن القضايا الوطنية لا تموت .

  • كيف كانت التقنيات المستخدمة في إنتاج الدراما المصرية الكلاسيكية تختلف عن التقنيات المستخدمة حاليًا؟

أول أشياء تدخل البلد تقينيتها عالية بتبقى هى تقنيات الدراما والسينما والمسرح، بمعنى أن المسرح نرى فيه ابتكارات جديدة خارج مصر، وبينقلوه إلى مصر ، مثلا شراء إضاءة جديدة،  وفى المسرح ستائر،  وقوة صوت، وقوة ضوء وهكذا، كان بداخل مبنى الإذاعة والتلفزيون وجزء الاستوديوهات أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، كان دائما صفوت الشريف يعزم الرئيس السابق حسنى مبارك لمشاهدة التطورات التى تحدث فى هذه الاستوديوهات، وهذا دليل على أن مصر بها أفضل وأحدث ما فى العالم بما يعنى أننا غير متأخرين بل بالعكس متقدمين إلى حد كبير.
 

  • وهل تؤثر هذه التقنيات على جودة الأعمال؟

بالطبع أكيد،  لأن الأمور تحولت، بمعنى أن الأشياء التى كانت تستخدم فى الاول بآليات بسيطة أصبح التلاميذ والطلبة بيتعلموها فى معهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ومعهد التلفزيون، وأصبح بيعملوا فيها عن علم، وأكبر شئ مميز فى هذه الأيام الحاليه منذ 12 سنة تقريبا، هى التقدم التقنى للأجهزة الحديثة، بمعنى أن الصورة بتلمع والمصور أو مدير التصوير يأخذ صورة من زاوية أو من جانب تعبر عن أن المخرج يريد ايه او هو نفسه مدير التصوير يريد أيه ؟ فنشاهد أعمالا بسيطة جدا حتى اذا كان التمثيل أضعف شوية".
 

  • ما هي أبرز الاختلافات بين الدراما المصرية الكلاسيكية والدراما المعاصرة من حيث المضمون والشكل؟
     

الديكورات أصبحت أفخم، " أتذكر مرة كنت بتابع مسلسلات، 30 مسلسل فى شهر رمضان، ولاحظت أن كل أبطال العمل ساكنين فى كمبوند، ممكن يبقى ممثل واحد أو بطل واحد ساكن فى كمبوند فى دورين بمفرده وقاعد بقى فى السيارة الخاصة به منتظراه بره  وهذه الأشياء ".

بمعنى انه لا يوجد اهتمام بالفقراء ولا يوجد أحاديث للفقراء، فهو بيتعامل مع الأغنياء، فيجب أن يقدم لهم دراما تناسبهم، يقدم لهم شيئا يناسب الفقر، مثلا يذهب ليشترى سندوتش فول فى مطعم ويتزاحم على الاتوبيس،  يعنى منذ فترة طويلة "الناس بطلت تركب أتوبيس فى المسلسلات وتتزاحم"، ومعنى أن الناس أصبحت لا تتزاحم  فإن الصلة دى خلاص زالت من الأعمال الفنية، حتى وإذا كانت متواجدة بالواقع، بمعنى إن هذه الأعمال تجمل الواقع.

search