الأحد، 22 ديسمبر 2024

05:14 ص

أحمد الأنصاري يكتب ساخرا: طريقة عمل السلطة البلدي

السبت، 17 أغسطس 2024 12:19 م

أحمد الأنصاري

أحمد الأنصاري

أحمد الأنصاري

ذات مساء خطر إلى عقلي، ربنا يجازيه، أن اطلع على مستجدات احداثنا واتابع التطلعات والتوجهات والمستقبليات، فتوجهت إلى التلفزيون طبعا، واخترت أحد قنوات الطبخ المحلية، لا تتعجب الأن، فالطبخ هو الأساس.
العجب في حديث الشيف الذي ظل يؤكد أنه بناء على طلب الجمهور والمتابعين، سيقدم طريقة عمل "السلطة البلدي"، ما استدعى أن ارفع الصوت لأتأكد مما يقول وأحاول (تسليك وداني) فمن الممكن أن يكون سمعي قد خانني وأن تكون السلطة التي يتحدث عنها هي أحد الأنواع المبتكرة الجديدة، لكنها برضة طلعت سلطة بلدي.
لعنت حظي وعقلي، فلسنوات كنت (كافي خيري شري) واتعامل مع التلفزيون على أنه أداة إلهاء لعقلي عن التفكير في التساؤلات التي تتزايد ولا توجد لها إجابات.
هذه السلطة البلدي التي أمامي طرحت مزيداً من الأسئلة، من هو الجمهور الذي يبحث عن طريقة السلطة البلدي، أصل احنا عايشين مع سلطة بلدي منذ عقود، ولم تتغير طريقة عملها ولم تقدم أي إضافة لمعدتنا أو حياتنا، هي مجرد طماطم وخيار ثابت وبصل حامي وشوية ملح، وعلى سبيل تغيير الطعم بنضيف ليمون وحتى يكون لاذعاً مفيش مانع من شوية خل.
هل جمهور السلطة البلدي اعتاد على التكرار لا مؤخذة، وعدم الابتكار وعدم البحث عن القيمة، أم أن من يخاطبهم هذا الشيف بسلطته البلدي يستفيدون منها حقا، فسلطته تخدم معدتهم وتضيف إلى أطباقهم الفاخرة طبقا جديداً يفتح النفس ويزيد القيمة لامؤخذة الغذائية، ثم من هذا الشيف اصلاً، الذي يواصل تقديم طريقة عمل السلطة البلدي رغم علمه أنها مكررة ولن تضيف جديد للجمهور بل ستكرر الطعم الذي يذوقه كل يوم والذي فاض به الكيل منه.
طيب ممكن يكون الشيف يسعى للاستسهال، أو ربما يكون لديه فقر ونقص في الوصفات، أو يمكن ميكونش شيف من الأساس، أو ربما يريد الشيف سلطة يمكنه التحكم فيها ليسهل عليه تشكيلها بحسب هواه.
الغريب ان الشيف لم يبتكر اطلاقاً من باب (التغيير لا مؤخذة)، يعني لم يضف قليلا من بهارات جبال الهملايا، أو الروزماري، أو أي حاجة انطلاقا من باب التطوير، بل حافظ على تكرار سلطته وسلطتنا البلدي، لكن أصر على وضع (قته) أو باللغة العربية الفصحى قثاء، وهنا قررت العودة إلى التفكير في الولا حاجة وإتاحة المجال لعقلي ليسرح في السرمديات مرة أخرى، وأعدت التلفزيون إلى مكانته الأساسية لدي، التي لا تتعدى دوره كمصدر للزن بجانبي فحسب، ما هي اصلها مش ناقصة (قته).

search