الثلاثاء، 15 أبريل 2025

02:15 م

أحمد محارم يكتب: نرمين صبري والدبلوماسية الثقافية المصرية … الوجه الأجمل لمصر

الأحد، 13 أبريل 2025 09:09 م

أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

من ذاكرة الزمن الجميل، ومن بين سطور حكاياته المضيئة، يبرز ملف المصريين في الخارج كأحد أعمدة الأمن القومي المهملة، رغم ما يحمله من طاقات جبّارة، وعقول لامعة، وقلوب لا تنبض إلا بحب الوطن.

 هؤلاء ليسوا مجرد مغتربين يرسلون تحويلات مالية تتجاوز ٣٠ مليار دولار سنويًا، بل هم رجال ونساء يحملون مصر في أرواحهم، ويسيرون بها في شوارع العالم.


هم بالفعل سفراؤها الحقيقيون، وجسورها الذهبية بين الشرق والغرب.

ومع ذلك، لا تزال أعداد المصريين في الخارج، وأماكن وجودهم، مجهولة بدرجة تثير العجب، وكأننا نسينا أبناءنا، أو أسقطناهم من حسابات الوطن!
ومن هنا بدأ السؤال الذي أشعل فينا الحماس:
“كيف لا نعرفهم؟!
تحت هذا العنوان، بدأنا جهدًا وطنيًا صادقًا، بالتعاون مع السفير البارز، معالي الدكتور سامح أبو العينين، مساعد وزير الخارجية الحالي للشؤون الأمريكية، والذي كان وقتها يشغل منصب قنصل مصر العام في شيكاغو.
وبفضل دعمه، وترشيحاته الثرية، تمكّنا من الوصول إلى نُخبة من العقول المصرية اللامعة، وجواهر مصرية متناثرة في ولايات وسط الغرب الأمريكي، لنرسم خارطة جديدة للعقول المصرية المهاجرة، ولتبدأ رحلة من التواصل، والتكامل، وإعادة وصل ما انقطع.
ومن قلب نيويورك، المدينة التي لا تنام، جمعنا لقاء استثنائي بالدكتورة نيرمين صبري، المستشار الثقافي والتعليمي لمصر في واشنطن، على هامش حضورها لمعرض الفنان الكبير عمرو فهمي داخل مقر الأمم المتحدة  بنيويورك — المعرض الذي سينتقل لاحقًا إلى مبنى السفارة المصرية، في واشنطن ليحمل رسالة الفن المصري إلى قلب العاصمة الأمريكية.

لكن اللقاء لم يكن فنيًا فقط، بل كان لقاءً ذا دلالات وطنية عميقة، حين التقت الدكتورة نرمين مع كوكبة من أبناء الجالية المصرية في نيويورك، بدعوة كريمة من المركز الثقافي المصري الأمريكي، الذي يديره المهندس الوطني طارق سليمان.

وفي هذا اللقاء الاستثنائي، لم تكن نرمين صبري مجرد مسؤولة تؤدي واجبها… بل كانت أشبه بسفيرة للروح المصرية ذاتها.
إمرأة تحمل على كتفيها مسؤولية وطن، تخوض معركة الوعي والانتماء في أرض بعيدة، بكل ما أوتيت من علم ولباقة واحترافية عالية.

هي ليست فقط سيدة بروتوكول، بل سيدة حضور وأثر… تُجيد الإنصات مثلما تُجيد الإقناع، وتزرع في النفوس أملًا صادقًا بأن مصر لن تضيع ما دام فيها أمثالها.

رأينا فيها مشهدًا حيًا من مشاهد الزمن الجميل؛ زمن كانت فيه المسؤولية رسالة، والموقع أمانة، والوطنية عمل لا شعار.

وقد عادت بنا الذاكرة إلى اثنين من أعمدة هذا الزمن في الماضي: الدكتور محمد حمزة، الذي كان مثالًا للرقي العلمي والإنساني حين شغل المنصب ذاته قبل نحو عشرين عامًا، وقبله الراحل محمد حقي، الذي ترك بصمات لا تمحى.

أما الدكتورة نرمين، فهي نموذج حداثي بامتياز؛ تُجيد التحدث بلغة العصر، وتُجيد أيضًا مخاطبة الوجدان المصري أينما وُجد، 
رأينا فيها مسؤولًا يُضيء الطريق لا يقطعه، ويبني الجسور لا يهدمها.

وفي الوقت الراهن، تضع الدكتورة نرمين صبري اللمسات الأخيرة على فعالية وطنية فريدة من نوعها هي:
“جولة السفارة”، المزمع تنظيمها يوم السبت الموافق 3 مايو المقبل، داخل مقر المكتب الثقافي المصري في واشنطن العاصمة.
حيث تُفتح أبواب مصر على مصراعيها أمام الحضور الأمريكي والدولي، وتُقدَّم في أبهى صورها: حضارةً، وثقافةً، وتاريخًا، وابتكارًا.

وما “جولة السفارة” سوى حلقة في سلسلة من الجهود التي تقودها هذه السيدة الاستثنائية، بروح عالية، وعقل ناضج، وعين لا تغفو عن مصلحة الوطن.
وللحديث بقيّة… لا تقلّ حماسةً، بل تزداد اشتعالًا ووطنيةً وانتماءً.

search