الأربعاء، 23 أبريل 2025

04:40 م

ماهو أحد السعف في مصر 2025... أحد الشعانين احتفال ديني عريق بروح مصرية متجددة

الأحد، 13 أبريل 2025 01:00 م

محمد عماد

أحد السعف

أحد السعف

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد 13 أبريل 2025، بأحد السعف أو "أحد الشعانين"، في طقس يحمل في طياته مزيجًا من الروحانية العميقة والتراث الشعبي المتجذر في الثقافة المصرية. 

ويُعد هذا اليوم بداية "أسبوع الآلام"، وهو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وتعود أهميته الدينية إلى كونه اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح، عليه السلام، مدينة القدس وسط استقبال شعبي بالغ الرمزية.

كلمة "شعانين" مأخوذة من العبرية "هوشيعنا" أو "شيعانان"، وتعني "يا رب خلصنا"، وهي الكلمة التي رددها أهالي أورشليم أثناء استقبالهم للسيد المسيح، بينما الكلمة اليونانية المقابلة هي "أوصنا"، والتي تعني أيضًا "خلصنا". وقد دخل السيد المسيح القدس راكبًا على جحش – في رمزية قوية للسلام – محققًا نبوءة زكريا النبي التي بشرت بمجيء الملك الوديع إلى "ابنة صهيون".

أخبار ذات صلة 

موعد إجازة شم النسيم 2025 وما أهم الإجازات الرسمية المتبقية؟

موعد إجازة شم النسيم 2025

في مصر، يمتد الاحتفال بأحد السعف إلى ما هو أبعد من الكنائس، ليتحول إلى تظاهرة من الفرح الشعبي العفوي الذي يجمع المسلمين والمسيحيين على حد سواء. يصنع الناس تيجانًا وأساور وخواتم من سعف النخيل، ويهديها الجميع بعضهم لبعض في مشهد يوحد القلوب في وقت يسوده السلام والمحبة.

ولا يقتصر ارتباط سعف النخيل بالمسيحية فقط، بل له جذور ضاربة في التاريخ المصري القديم؛ إذ كان أجدادنا الفراعنة يستخدمونه في الزينة والاحتفالات والطقوس الجنائزية. كانوا ينسجون منه الضفائر، ويزينونه بالأزهار، ويحملونه في استقبال الملوك المنتصرين باعتباره رمزًا لتجدد الحياة والانبعاث، كما نقشوا رمزه في المعابد وعلى الأعمدة ليخلدوه في الذاكرة البصرية للحضارة.

أخبار ذات صلة


رسمياً: شم النسيم يفتتح موسم الإجازات في أبريل 2025... احتفالات الربيع للمصريين

موعد إجازة شم النسيم وأفضل الأماكن للاستمتاع مع أسرتك

ومن العادات الحديثة المرتبطة بهذا اليوم ظهور "رابطة سنابل القمح"، وهي رمز جديد يتزين به الكثيرون، وتُعلّق على أبواب المنازل استبشارًا بالخير والوفرة في الحصاد المقبل.

هكذا، يظل أحد السعف في مصر أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل هو تلاقٍ جميل بين الماضي والحاضر، والدين والثقافة، والتقاليد الشعبية التي تتجدد كل عام بروح مصرية خالصة.

search