محطات في حياة الدكتورة ريم بهجت... رائدة الذكاء الاصطناعي

سطّرت الدكتورة ريم بهجت، الراحلة الكبيرة، مسيرة علمية ومهنية حافلة بالإنجازات، جعلتها واحدة من أبرز رموز التعليم العالي وتكنولوجيا المعلومات في مصر والعالم العربي، وأيقونة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي كانت من أوائل المتخصصين فيه بالمنطقة. وبين أوراق حياتها محطات فارقة، تنقلت فيها بين قاعات الجامعات الكبرى ومواقع القيادة، حتى صارت قدوة ملهمة للأجيال.

بداية مبكرة نحو التميز
بدأت رحلة ريم بهجت مع العلم في كلية العلوم بجامعة الكويت، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في علم الحاسب والإحصاء الرياضي عام 1985 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. ومن هناك، فتحت لنفسها أبواب التميز، لتكمل دراساتها العليا في واحدة من أعرق جامعات العالم، "إمبريال كوليدج لندن"، فحصلت على درجة الماجستير عام 1987، ثم الدكتوراه في علوم الحاسب عام 1991، عن رسالة علمية رشحتها الجمعية البريطانية للحاسب لنيل جائزة التميز.

أدوار قيادية على مستوى محلي ودولي
لم تكتفِ الدكتورة ريم بالعمل الأكاديمي، بل كانت صاحبة حضور فاعل في مواقع صنع القرار، فقد شغلت مناصب رفيعة من بينها مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمستشار الثقافي لمصر في المملكة المتحدة وإيرلندا، ومدير البعثة التعليمية المصرية هناك، ومشرفًا على البعثة في ألمانيا. كما تولت مناصب أكاديمية مثل مساعد رئيس جامعة القاهرة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، وعميد كلية الحاسبات والمعلومات بالجامعة ذاتها.

ريادة جامعية ومشروعات عالمية
ارتبط اسمها بمشروعات ذات طابع حضاري وتكنولوجي رفيع، منها إشرافها على مشروع "مصر الخالدة" لتوثيق التراث المصري رقميًا، والذي نال جائزة القمة العالمية لأفضل محتوى ثقافي على الإنترنت عام 2005. كما أدارت مشروعات بحثية ممولة من الاتحاد الأوروبي وفولبرايت، وعملت مع مؤسسات مرموقة كجامعة بريستول البريطانية والجامعة الملكية للتكنولوجيا في السويد.

جامعة مصر للمعلوماتية... ثمرة الرؤية والطموح
ومن أبرز محطاتها تأسيس ورئاسة "جامعة مصر للمعلوماتية"، التي تحولت على يديها إلى مؤسسة تعليمية ذات شراكات عالمية، حيث عقدت اتفاقيات مع جامعات مرموقة مثل بيردو الأمريكية، مينيسوتا، أوتاوا، و"سيزي" و"إيزار ديجيتل" الفرنسيتين، ما أتاح للطلاب فرصًا للحصول على درجات مزدوجة في تخصصات الحوسبة وأمن المعلومات وتكنولوجيا الأعمال وألعاب الفيديو.

أخبار ذات صلة:

من هي الدكتورة ريم بهجت؟ رائدة الذكاء الاصطناعي ومؤسسة جامعة مصر للمعلوماتية

رحيل رائدة الذكاء الاصطناعي في مصر: عزاء الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية الجمعة بمسجد القوات المسلحة

وفاة الدكتورة ريم بهجت... رحيل قامة أكاديمية كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتعليم الجامعي بمصر

أستاذة الأجيال
مارست الدكتورة ريم التدريس في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا بجامعة القاهرة، وكانت محاضرًا زائرًا في جامعات أوروبية عديدة، منها إمبريال كوليدج لندن وجامعة سيتي بلندن، كما أشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وتركت بصمة لا تمحى في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني والبرمجة المقيدة.

بصمة إنسانية وعلمية لا تُنسى
رغم مكانتها العلمية الرفيعة، ظلت الدكتورة ريم بهجت رمزًا للتواضع والرقي الإنساني، أحبتها أجيال من الطلاب وزملاء العمل، وكان رحيلها في أبريل 2025 مناسبة حزينة ودعها فيها الجميع بكلمات الحب والتقدير والامتنان.

رحلت الدكتورة ريم، لكنها تركت أثرًا لا يزول، ومسيرة تروى بفخر، ومحطات تنبض بالإلهام لكل من يحلم أن يكون يومًا صانعًا للمعرفة وقائدًا للتغيير.