السبت، 19 أبريل 2025

11:05 ص

بكين تنفي وتتحقق بعد إعلان أوكرانيا اعتقال صينيين يقاتلون مع الجيش الروسي

الأربعاء، 09 أبريل 2025 02:29 م

محمد عماد

الصين

الصين

في تطور جديد يهدد بفتح جبهة دبلوماسية ساخنة بين الصين وأوكرانيا، رفضت بكين، يوم الأربعاء، ما وصفته بـ"الادعاءات التي لا أساس لها" بشأن مشاركة مواطنين صينيين في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. يأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اعتقال مواطنَين صينيين في منطقة دونيتسك، واتهامهما بالمشاركة في الأعمال القتالية تحت راية الجيش الروسي.

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أكد خلال مؤتمر صحفي دوري أن بلاده تتابع هذه المزاعم بجدية، موضحًا أن "الصين تقوم حاليًا بالتحقق من صحة هذه المعلومات بالتعاون مع السلطات الأوكرانية". وأشار إلى أن الحكومة الصينية توجه دومًا مواطنيها بالابتعاد عن مناطق النزاع، وعدم الانخراط في الصراعات المسلحة، أياً كانت الجهة المتورطة فيها.

وأضاف جيان أن "موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ثابت وواضح، ويستند إلى الحياد وعدم الانحياز"، مشددًا على أن "ذلك الموقف يحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي". غير أن نفي بكين لم يمنع من تصاعد الجدل حول احتمال تورط عناصر أجنبية في الصراع الذي دخل عامه الرابع دون أفق للحل.

الرئيس الأوكراني، وفي منشور مصوّر على منصات التواصل الاجتماعي، كشف أن قواته اعتقلت شخصين يحملان الجنسية الصينية أثناء قتالهما في صفوف الجيش الروسي في دونيتسك، شرق أوكرانيا. وقال: "نحن نملك وثائق رسمية تؤكد هويتهما، فضلًا عن بطاقاتهما المصرفية وبياناتهما الشخصية"، مشيرًا إلى أن الفيديو المرفق يُظهر أحد المعتقلين وهو يرتدي بزة عسكرية ويتحدث بضع كلمات باللغة الصينية المندرينية، في ما يبدو كاستجواب ميداني أجراه أحد المسؤولين الأوكرانيين.

الكرملين، من جانبه، التزم الصمت كعادته في القضايا الحساسة. وقال المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف خلال إيجاز صحفي: "لا يمكنني الإدلاء بأي تعليق على هذه المسألة"، رافضًا الرد على سؤال مباشر بشأن تأكيدات زيلينسكي.

التحرك الأوكراني قد يُنظر إليه كمحاولة لإحراج الصين دبلوماسيًا، في وقت تتزايد فيه الاتهامات الغربية لبكين بتقديم دعم تقني أو غير مباشر لروسيا. ومع أن الصين تنفي تورطها عسكريًا في النزاع، إلا أن هذه الحادثة — إن تأكدت — قد تفتح الباب أمام ضغوط دولية متزايدة على بكين، خصوصًا من أوروبا والولايات المتحدة، اللتين تراقبان عن كثب أي تحركات صينية تُفسَّر على أنها دعم ضمني للكرملين.

في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الصينية، يبقى الموقف غامضًا، وتبقى الأسئلة مفتوحة حول طبيعة وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب في خطوط المواجهة.


الصين ترد علي إجراءات ترامب برفع الرسوم الجمركية لـ84٪ علي السلع الأمريكية

search