الجمعة، 18 أبريل 2025

12:44 ص

الصين ترد على إجراءات ترامب برفع الرسوم الجمركية لـ84٪ على السلع الأمريكية

الأربعاء، 09 أبريل 2025 02:13 م

محمد عماد

الرسوم الجمركية الصينية ردا علي إجراءات نرامب

الرسوم الجمركية الصينية ردا علي إجراءات نرامب

في خطوة تصعيدية جديدة على مسرح الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت الصين رفع الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية من 34% إلى 84%، اعتبارًا من 10 أبريل 2025، ردًا على حزمة الرسوم القياسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي بلغت 104% ودخلت حيز التنفيذ صباح الأربعاء. هذا التصعيد يمثل نقطة تحول حادة في العلاقات التجارية المعقدة بين واشنطن وبكين، ويعيد للأذهان أشد لحظات التوتر التي شهدتها الولاية الأولى لترامب.

وأكدت وزارة المالية الصينية، في بيان رسمي، أن هذه الخطوة تأتي ردًا على ما وصفته بـ"التصرفات الأحادية والاستفزازية" من جانب الولايات المتحدة، مضيفة أن بكين لا تزال تلتزم بمبدأ الحوار، لكنها "لن تتردد في الدفاع عن مصالحها الوطنية بكل الوسائل المتاحة". وشملت الإجراءات الصينية كذلك رفع دعوى قضائية ضد واشنطن لدى منظمة التجارة العالمية، وإدراج ست شركات أميركية على "قائمة الكيانات غير الموثوقة"، إلى جانب فرض قيود تصديرية على 12 شركة أخرى.

ردة الفعل في الأسواق المالية كانت عنيفة، إذ تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بنسبة 1.7% فور إعلان الرسوم الصينية، فيما انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية بأكثر من 4%، في مشهد يعكس قلق المستثمرين من تداعيات هذه المواجهة. كما هوَت أسهم الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2024، متأثرة بانخفاض مؤشر MSCI بنسبة تتجاوز 1%، وسط خسائر تجاوزت 1.7 تريليون دولار خلال أسبوع.

الرسوم الأميركية الجديدة، التي أعلن عنها ترامب الأسبوع الماضي، دخلت حيز التنفيذ في الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش، وشملت منتجات صينية واسعة النطاق. وأوضحت الإدارة الأميركية أنها احتسبت تلك الرسوم وفق معايير تشمل العجز التجاري، والدعم الحكومي، والتحكم في أسعار الصرف.

ورغم اللهجة التصعيدية، تركت الصين نافذة مفتوحة للحوار، حيث وصف مسؤولون صينيون قرار ترامب بأنه "خطأ فوق خطأ"، لكنهم شددوا على أن العودة إلى طاولة المفاوضات لا تزال ممكنة إذا أبدت واشنطن حسن نية. وتأتي هذه التطورات في وقت لم يتحدث فيه ترامب بعد إلى نظيره الصيني شي جينبينغ، رغم مرور أكثر من شهرين على عودته إلى سدة الحكم في يناير الماضي.

وتبقى مسألة الفنتانيل نقطة خلاف شديدة الحساسية في المشهد الثنائي، حيث تتهم واشنطن بكين بالتقاعس في منع تصدير مكونات هذه المادة المخدرة إلى الولايات المتحدة. في المقابل، وصفت الصين هذه الاتهامات بأنها "ابتزاز سياسي"، واتهمت إدارة ترامب باستغلال الملف لتبرير فرض الرسوم.

ويبدو أن الجولة الحالية من التصعيد لن تكون الأخيرة، إذ تتوقع مصادر مطلعة أن تشهد الأشهر المقبلة المزيد من الإجراءات المتبادلة، ما لم تحدث انفراجة دبلوماسية غير متوقعة. وبينما تترقب الأسواق العالمية بحذر تطورات هذا الصراع المتجدد، يبقى الاقتصاد العالمي بأسره مهددًا بمزيد من الاضطراب والتقلبات.

أخبار ذات صلة 

إيران تهدد برد "مدمر" في حال استهداف صناعتها النووية

إندونيسيا تعرض استقبال 1000 جريح ومريض فلسطينيين من غزة مؤقتاً

6 قتلي و 16 جريحا.. حصيلة غارات أمريكية على مدينة مقبل باليمن

search