الجمعة، 18 أبريل 2025

07:58 ص

الصين: "سنقاتل حتى النهاية" إذا قررت واشنطن فرض رسوم جمركية جديدة

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 02:54 م

محمد عماد

الصين

الصين

في تصعيد جديد للتوترات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، أعلنت بكين بشكل قاطع أنها "ستقاتل حتى النهاية" إذا قررت واشنطن المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية، مما ينذر بانزلاق أكبر اقتصادين في العالم نحو مواجهة تجارية شاملة قد تهز استقرار الاقتصاد العالمي.

وجاء هذا التحذير الصريح من وزارة التجارة الصينية يوم الثلاثاء، ردًا على تهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة تصل إلى 50% على المنتجات الصينية. المتحدث الرسمي باسم الوزارة شدد على أن بكين لن تقف مكتوفة الأيدي، وقال: "إذا أصرت الولايات المتحدة على تنفيذ تلك الإجراءات التصعيدية، فإن الصين سترد بإجراءات مضادة قوية للدفاع عن مصالحها الوطنية"، وأضاف بنبرة حاسمة: "إذا اختارت أميركا طريق المواجهة، فستقاتل الصين حتى النهاية"، وفقًا لما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز".

يأتي هذا التصعيد في وقت حرج، حيث تستعد الولايات المتحدة لتطبيق موجة جديدة من الرسوم الجمركية على عدد كبير من الشركاء التجاريين في التاسع من أبريل، ضمن سياسة ترامب التجارية التي تتبنى شعار "أميركا أولاً"، والتي تسببت في اضطراب ملحوظ داخل الأسواق المالية العالمية.

وقد تزامن هذا التوتر مع إعلان الرئيس ترامب الأسبوع الماضي عن رسوم عامة بنسبة 10% خلال احتفال "يوم التحرير"، مما فاقم من المخاوف لدى المستثمرين حول اندلاع حرب تجارية مفتوحة قد تقود إلى ركود عالمي جديد. الأسواق لم تتأخر في الرد، حيث شهدت الأسهم العالمية انخفاضات حادة، في حين سجل سعر صرف اليوان الصيني هبوطًا غير مسبوق ليصل إلى 7.2 أمام الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2023.

في مواجهة هذه الضغوط، سارعت الحكومة الصينية إلى اتخاذ حزمة إجراءات طارئة لدعم الأسواق المحلية، تضمنت تدخلًا مباشرًا من الصناديق السيادية لشراء الأسهم ودعم الاستقرار المالي، إلى جانب جهود مكثفة من البنك المركزي لضبط سعر صرف العملة والحد من نزيف الثقة.

ورغم هذه التدخلات، لم تسلم المؤشرات الرئيسية للأسهم الصينية من التراجع الحاد، حيث سجل كل من مؤشر شنغهاي المركب، ومؤشر شنتشن، ومؤشر تشينكست خسائر تجاوزت 7% خلال تعاملات يوم الاثنين، في إشارة واضحة إلى هشاشة الثقة وقلق المستثمرين من السيناريوهات المقبلة.

التصعيد الأخير لا ينبئ فقط عن صدام تجاري متجدد، بل يثير أيضًا تساؤلات جدية حول مستقبل النظام التجاري العالمي، ومدى قدرة المؤسسات الدولية على احتواء هذا الصراع الذي لا تقتصر تداعياته على العاصمتين، بل تمتد آثاره إلى الاقتصاد العالمي بأسره.

أخبار ذات صلة:

غرامات يومية علي المهاجرين غير المرحلين

ارتفاع متوسط الأعمار في السعودية إلى 78 عاماً

عراقجي: مباحثات أميركية إيرانية في عُمان السبت

search