الأربعاء، 16 أبريل 2025

11:10 ص

البابا ثيودوروس الثاني يترأس صلاة جنازة الملياردير ميشيل أحد

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 12:17 ص

آيه بدر

صورة من الجنازة

صورة من الجنازة

في مشهد يجمع بين الوقار والحزن، شيّعت مدينة الإسكندرية، ظهر اليوم رجل الأعمال السكندري المعروف ميشيل أحد، حيث أقيمت صلاة الجنازة على جثمانه داخل الكاتدرائية اليونانية بحي المنشية الصغرى، وسط حضور حاشد من أبناء الطائفة الأرثوذكسية، إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال والمحبين والأصدقاء.

وترأس صلاة الجناز البابا ثيودوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، بمشاركة عدد من الآباء الكهنة والقساوسة الذين قدّموا صلاة الوداع الأخير على روح الراحل، وسط أجواء خيم عليها الحزن والتأثر، لا سيما مع ترديد التراتيل الجنائزية التي غلّفت المكان بروح من السكينة والرهبة.

وكانت أسرة الراحل، وعلى رأسهم نجله جوزيف ميشيل أحد، في استقبال المعزّين الذين توافدوا منذ الساعات الأولى إلى محيط الكاتدرائية، لتقديم واجب العزاء في رجل وصفه الكثيرون بأنه كان استثنائيًا في حياته، كما في رحيله. وقد وُري الجثمان الثرى في مقابر الروم الأرثوذكس بمنطقة الشاطبي، عقب انتهاء مراسم الصلاة.

ورحل ميشيل أحد، عن عالمنا مساء الأحد، بعد صراع قصير مع المرض، حيث دخل إحدى مستشفيات الإسكندرية قبل أيام من وفاته لتلقي العلاج، لكن حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ، وفارق الحياة عن عمر يناهز السبعين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا واسعًا من الذكريات والمواقف الإنسانية والمهنية التي لا تُنسى.

ويُعد ميشيل أحد من أبرز رجال الأعمال في الإسكندرية، حيث ذاع صيته ليس فقط لكونه من كبار تجار الأدوات الكهربائية، خاصة في شارع "السبع بنات" الشهير، بل كذلك بفضل شغفه الشديد بعالم السيارات، وهو الشغف الذي حوله إلى مالكٍ لأحد أندر وأضخم جراجات السيارات الفارهة في مصر وربما في المنطقة بأسرها.

وقد عُرف عن الراحل اقتناؤه لأسطول من السيارات النادرة، ضمت ماركات عالمية مثل رولز رويس، فيراري، لامبورجيني، بنتلي، مرسيدس، وحتى بوجاتي، وكانت كل سيارة تُطلب خصيصًا له بمواصفات خاصة، وبتكلفة تُقدَّر بالملايين.

وكان يحتفظ بهذه السيارات داخل جراج ضخم تحت عقار يمتلكه في منطقة شرق الإسكندرية، وقد أُشيع عنه أنه إذا اكتشف وجود نسخة مماثلة لسيارته في السوق المصرية، كان يتخلّى عنها فورًا حفاظًا على فرادة مقتنياته.

ميشيل أحد لم يكن رجل أعمال تقليدي، بل كانت له طقوسه الخاصة وعاداته التي تميز بها، ومنها رفضه التام لتناول الطعام في أي مكان خارج منزله إلا إذا كانت أدوات الطعام مُعقّمة وخاصة به، في دلالة على دقته الشديدة وحرصه الدائم على التفاصيل.

وقد نعاه العديد من المقربين والمعارف بكلمات حملت ألم الفقد، مؤكدين أن الراحل كان إنسانًا محبًا للخير، داعمًا للكنيسة، ولم يتأخر يومًا عن مساعدة المحتاجين في صمت. كما لُقّب بـ"محب السيارات الأول في الإسكندرية"، نظرًا لما كان يملكه من ذوق رفيع وشغف استثنائي بهذا العالم.

برحيل ميشيل أحد، تطوي الإسكندرية صفحة رجل عاش فريدًا في نمط حياته، ومتفردًا في تفاصيلها، تاركًا خلفه سيرةً لا تُنسى بين أروقة الأعمال والكنيسة والمجتمع السكندري.
 

إقرأ أيضاً:

سامح حسين يعلق على إلغاء العرض الخاص لفيلم "استنساخ".. ماذا قال؟

ماكرون قبل يدها.. من هي فرح الديباني السوبرانو المصرية العالمية؟

search