الأربعاء، 16 أبريل 2025

04:32 م

توغل إسرائيلي جديد خارج المنطقة العازلة جنوب غربي سوريا

الأحد، 06 أبريل 2025 03:42 م

محمد عماد

توغل إسرائيلي جديد خارج المنطقة العازلة جنوب غربي سوريا

توغل إسرائيلي جديد خارج المنطقة العازلة جنوب غربي سوريا

في خطوة تصعيدية جديدة، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية توغل عسكري خارج نطاق المنطقة العازلة التي أنشأها في جنوب غربي سوريا، وذلك في خرق مباشر للتفاهمات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية فصل القوات لعام 1974 الموقعة بإشراف الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن سكان محليين في قرية الحميدية الواقعة في الجولان السوري المحتل، قولهم إن الجيش الإسرائيلي "أنشأ منطقة عازلة داخل أراضينا، ومنعنا من دخولها منذ سنوات"، مؤكدين أن التوغلات الأخيرة تجاوزت حدود تلك المنطقة العازلة، وتعمقت باتجاه الأراضي السورية. وأشار بعض السكان إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت حملة اعتقالات داخل الأراضي السورية، طالت مواطنين سوريين اتهمهم الجيش بالضلوع في أنشطة إرهابية.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله إن "قواتنا احتجزت عدداً من السوريين ممن يشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية تهدد أمن إسرائيل"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن طبيعة تلك الأنشطة أو الأدلة المتوفرة ضد المعتقلين.

يُشار إلى أن إسرائيل كانت قد أعادت رسم حدود المنطقة العازلة خلال الأشهر الماضية، مستغلةً الانهيار الكامل لنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، وهو ما فتح المجال أمام تحركات عسكرية إسرائيلية أكثر جرأة داخل الأراضي السورية.

وقد عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء هذه التحركات، معتبرةً دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة انتهاكاً مباشراً لاتفاقية 1974، وهو ما قد يعرض المنطقة لتصعيد عسكري خطير يصعب احتواؤه.

من جهته، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن "إسرائيل ستُبقي سيطرتها على المنطقة العازلة إلى حين تشكيل قوة سورية رسمية قادرة على تطبيق اتفاقية فصل القوات"، في إشارة إلى عدم وجود طرف سوري موحد قادر على ضبط الحدود من الجانب الآخر.

أخبار ذات صلة:

الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 2.7 مليار دولار لدعم سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الاتحاد الأوروبي يعقد مؤتمرًا للمانحين لدعم سوريا وسط تحديات اقتصادية وإنسانية

اشتباكات دامية في سوريا وتصاعد في التوتر

في تطور خطير آخر، شهدت محافظتا درعا والقنيطرة جنوب سوريا تصعيداً كبيراً خلال الأيام الماضية، بعد أن تقدمت القوات الإسرائيلية لأول مرة إلى عمق جديد داخل الأراضي السورية. وقالت مصادر محلية إن تسعة مدنيين قُتلوا، وأُصيب آخرون الخميس الماضي، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة حرش سد الجبيلية، بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا.

الاستهداف المفاجئ أثار موجة غضب واستنفار واسع في صفوف الأهالي، الذين وصفوا ما حدث بـ"المجزرة"، فيما خرجت احتجاجات محلية تعبيراً عن رفضهم للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيهم.

وكانت الصحيفة الأميركية قد كشفت في تقارير سابقة عن اندلاع اشتباكات مباشرة بين المدنيين في درعا وعناصر من القوات الإسرائيلية قرب سد الجبيلية، وهو ما يُنذر بتوسع رقعة الاشتباك وعودة الجنوب السوري إلى واجهة التوترات مجدداً.

الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على الجنوب، إذ سبقتها غارات جوية عنيفة على مطاري حمص وحماة، وكذلك على مركز البحوث العلمية في دمشق، في مؤشر واضح على تصعيد شامل في السياسة العسكرية الإسرائيلية تجاه الداخل السوري.

ويبدو أن الجنوب السوري يقف على أعتاب مرحلة جديدة من المواجهة، مع غياب أي بوادر دولية واضحة للتهدئة أو إعادة ضبط قواعد الاشتباك، وسط تساؤلات كثيرة حول مستقبل المنطقة في ظل انهيار النظام المركزي في دمشق.

search