الثلاثاء، 01 أبريل 2025

11:26 ص

دراسة حديثة: الإفراط في استهلاك الملح قد يؤدي إلى الاكتئاب

الأربعاء، 26 مارس 2025 08:21 م

محمد عماد

خطورة الملح

خطورة الملح

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة مباشرة بين النظام الغذائي الغني بالصوديوم وظهور أعراض الاكتئاب، وذلك عبر آلية مناعية تلعب دورًا حاسمًا في التأثير على الصحة النفسية.

 ووفقًا للبحث الذي نشرته مجلة "المناعة"، فإن تناول كميات كبيرة من الملح قد يحفز إنتاج بروتين يسمى "IL-17A"، وهو بروتين سبق أن ارتبط بالاكتئاب في دراسات سريرية أجريت على البشر.

كيف يؤثر الملح على الصحة النفسية؟

أجرى العلماء تجاربهم على مجموعة من الفئران التي تم تقسيمها إلى مجموعتين: الأولى تناولت نظامًا غذائيًا عادياً، بينما خضعت الثانية لنظام غذائي عالي الصوديوم (HSD) لمدة خمسة أسابيع، وهو الإطار الزمني المستخدم عادةً لدراسة تأثير الصوديوم الزائد على الجسم.

وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت كميات كبيرة من الملح بدت أقل نشاطًا وأكثر خمولًا، وهي سلوكيات تتطابق مع أعراض الاكتئاب. وبمزيد من البحث، اكتشف العلماء أن خلايا مناعية معينة، تُعرف باسم "خلايا T-غاما دلتا"، هي المصدر الرئيسي لإنتاج بروتين IL-17A، حيث تبين أنها مسؤولة عن 40% من إنتاج هذا البروتين لدى الفئران التي خضعت للنظام الغذائي عالي الصوديوم.

المثير في الأمر أن إزالة هذه الخلايا المناعية من الفئران قلل بشكل واضح من الأعراض الاكتئابية، مما يؤكد دورها الحاسم في تحفيز الاكتئاب نتيجة الإفراط في استهلاك الملح.

تداعيات صحية ومخاطر أوسع

لا تقتصر المخاطر الصحية لاستهلاك الملح الزائد على الاكتئاب فقط، بل تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز المناعي العصبي. وتعد هذه الدراسة إضافة مهمة للأبحاث التي تربط التغذية بالصحة النفسية، مما يسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في العادات الغذائية اليومية.

وفي هذا السياق، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور شياوجون تشين، من جامعة نانجينغ الطبية:
"تدعم هذه النتائج فكرة أن تقليل استهلاك الملح يمكن أن يكون إجراءً وقائيًا فعالًا ضد الأمراض النفسية. كما تفتح آفاقًا جديدة لاستراتيجيات علاجية تستهدف بروتين IL-17A للحد من الاكتئاب".

وأضاف:
"نأمل أن تشجع هذه الدراسة على مزيد من النقاش حول إرشادات استهلاك الصوديوم، وأثره على الصحة النفسية، إلى جانب مخاطره المعروفة على القلب والأوعية الدموية."

ماذا بعد؟ الحاجة إلى مزيد من الأبحاث

رغم أهمية هذه النتائج، يؤكد العلماء أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية لفهم كيفية تفاعل الجهاز المناعي مع العوامل الغذائية، وتحديد ما إذا كانت هذه التأثيرات مشابهة لدى البشر. كما يأمل الباحثون أن تسهم هذه الاكتشافات في تطوير أدوية جديدة تستهدف بروتين IL-17A أو خلايا T-غاما دلتا، مما قد يوفر علاجًا فعالًا لحالات الاكتئاب الناجمة عن سوء التغذية.

 

وتشكل هذه الدراسة ناقوس خطر بشأن العادات الغذائية غير الصحية، خاصة في ظل تزايد استهلاك الأطعمة الغنية بالصوديوم عالميًا. فبينما كان الملح يُنظر إليه سابقًا على أنه مجرد عامل مؤثر في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، تكشف هذه الأبحاث عن دوره المحتمل في التأثير على الحالة النفسية والمزاجية، مما يجعل ضبط استهلاكه ضرورة صحية ملحّة.

اخبار ذات صلة:


وجبة إفطار رمضان اليوم.. طاجن لحم بالبصل – أرز أبيض – شوربة كريمة دجاج – سلطة فواكه – تشيز كيك مانجو (تفاصيل)

الهربس يهدد صحة وسلامة الأطفال.. أضراره وطرق الوقاية منه

وجبة إفطار رمضان اليوم.. سمبوسك – برياني دجاج – شوربة المشروم – سلطة يونانية – كنافة بالقشطة (تفاصيل)

search