كارثة إنسانية في الضفة الغربية: نازحون بلا مأوى وسط تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية
الأربعاء، 26 مارس 2025 08:15 م
محمد عماد

الضفة الغربية
مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ يناير الماضي، يتفاقم الوضع الإنساني للفلسطينيين النازحين إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تحذيرات دولية من كارثة وشيكة.
وفي هذا السياق، نددت منظمة "أطباء بلا حدود"، يوم الإثنين، بالوضع "الحرج للغاية" الذي يعيشه آلاف الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم، نتيجة العمليات العسكرية المكثفة.
نزوح واسع وتدمير ممنهج
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد نزح نحو 40 ألف فلسطيني منذ 21 يناير، بعد إطلاق إسرائيل عملية "السور الحديدي"، التي قالت إنها تستهدف الجماعات المسلحة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية. لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن العملية تسببت في تهجير جماعي وتدمير واسع للبنية التحتية، مما جعل آلاف العائلات تواجه مصيراً مجهولاً.
وتُعتبر هذه الموجة من النزوح القسري الأكبر منذ عقود، وفقاً لما أكدته منظمة أطباء بلا حدود، التي وصفت الظروف المعيشية للنازحين بأنها "كارثية"، حيث يفتقدون المأوى المناسب، والخدمات الأساسية، والرعاية الصحية. كما حذرت المنظمة من أن الوضع النفسي للنازحين مقلق للغاية، بسبب تعرضهم لصدمة التهجير القسري والظروف القاسية التي يواجهونها.
إسرائيل تواصل التصعيد ومنع العودة
وتزامنت الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة في يناير، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب هناك. غير أن تل أبيب لم تتوقف عن التصعيد، بل أعلنت استمرار عملياتها العسكرية لعدة أشهر، مستهدفة بشكل خاص مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم، ومخيم جنين، حيث تعرضت البنية التحتية في هذه المناطق لدمار واسع.
وفي خطوة غير مسبوقة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في فبراير الماضي، أن العملية ستستمر طوال العام، مضيفاً أنه أصدر أوامر بمنع السكان من العودة إلى منازلهم، مع الإبقاء على وجود عسكري دائم داخل المخيمات التي تم إخلاؤها.
دعوات دولية لوقف التهجير القسري
في ظل هذا التصعيد، دعت أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدةً أن حجم الدمار والنزوح الحالي يستدعي استجابة إنسانية مكثفة. وشددت مديرة عمليات المنظمة، بريسي دي لا فيني، على أن "الناس لا يستطيعون العودة إلى منازلهم لأن القوات الإسرائيلية منعت الوصول إلى المخيمات ودمرت المنازل والبنية التحتية"، مطالبةً إسرائيل بوقف سياسات التهجير القسري فوراً.
الضفة بين الاحتلال والاستيطان
منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في عام 1967، يعيش فيها اليوم نحو 3 ملايين فلسطيني، إلى جانب قرابة 500 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية. ومع استمرار سياسة التوسع الاستيطاني والعمليات العسكرية، تتزايد المخاوف من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى تحولات جذرية في التركيبة السكانية للضفة الغربية، عبر فرض واقع جديد يجعل عودة النازحين أمراً مستحيلاً.
وفي ظل هذا المشهد المأساوي، يبقى الفلسطينيون النازحون في الضفة الغربية عالقين بين آلة الحرب الإسرائيلية وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل حقيقي ينهي معاناتهم، بينما تستمر العمليات العسكرية في حصد المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من المنازل.
أخبار ذات صلة:
صحة غزة: 830 قتيلاً منذ استئناف الضربات الإسرائيلية وارتفاع حصيلة الحرب إلى أكثر من 50 ألفاً
سلام: التطبيع مع اسرائيل مرفوض من الجميع
تسريبات "سيغنال": كشف كواليس التخطيط الأميركي لضربات ضد الحوثيين في اليمن
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في ثاني أيام عيد الفطر 2025
01 أبريل 2025 12:06 م
التفاصيل الكاملة لرسوم تحويلات إنستاباي الجديدة في إبريل 2025: ماذا يجب أن تعرف؟
01 أبريل 2025 11:57 ص
أسعار البنزين والسولار اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025
01 أبريل 2025 11:39 ص
OpenAI للذكاء الاصطناعي تحصل على تمويل قياسي بقيمة 40 مليار دولار
01 أبريل 2025 11:21 ص
تراجع إنتاج النفط الأميركي وتداعيات العقوبات على فنزويلا
01 أبريل 2025 11:15 ص
زيادة مرتقبة في أجور العاملين بالدولة اعتبارًا من يوليو 2025
31 مارس 2025 08:53 م
أكثر الكلمات انتشاراً