السبت، 02 نوفمبر 2024

09:28 م

من هي السفيرة عزيزة ؟ .. قراءة في التاريخ المشرق للمصريات

الإثنين، 05 أغسطس 2024 08:46 ص

شعيب عبد الفتاح

شعيب عبد الفتاح

شعيب عبد الفتاح

من هي السفيرة عزيزة ؟ .. أول سفيرة مصرية وعربية فى الأمم المتحدة ، حيث تولت رئاسة الأتحاد الدولى لتنظيم الأسرة بالمنظمة ، والقت محاضرات في 40 ولاية أمريكية ** رفضت تولي وزارة الشئون الاجتماعية ايام الرئيس السادات، منحتها الأمم المتحدة عام 2000 ميدالية التميز مثل الأم تريزا وأنديرا غاندى لدورها فى خدمة المرأة والأسرة السفيرة عزيزة حكاية من الزمن الجميل، هى واحدة من الماجدات المصريات والنموذج المشرق والمبهر للمرأة المصرية ، وشخصية وطنية موثرة بامتياز على المستوى المحلي والعربي والدولي اسمها الحقيقي ( عزيزة سيد شكري دحروج ). 

ولكن لماذا سميت باسم السفيرة عزيزة، وما الذي فعلته لكي تصبح أسطورة يضرب بها المثل في الحكمة والاتزان ورجاحة العقل والريادة في العمل الخيري والاجتماعي ولدت عزيزة بمدينة ميت غمر، في عام 1919م، والدها الطبيب سيد شكري دحروج، وسماها عزيزة على أسم أمه، وكان والدها هو المعلم الأول لها، وتعلمت على يديه العطاء بلاحدود، وكان والدها الطبيب يوفر كافة سبل الراحه لأمها المريضة بالزهايمر، ولها خمسة أخوة، وبسن العاشرة شاركت والدها فى رعاية الأسرة خاصة أخوها حسين الذى ولد مصاب بالصمم. وفي سنة 1938م وقف والدها بجانبها لأستكمال دراستها، و التحقت بالجامعة الأمريكية، وبعد تخرجها من الجامعة سنه 1942م، بدأت أولى خطواتها بمشوارها وأهتمت بالأعمال الخيرية كمتطوعة ، واتقنت إدارة وإنشاء الجمعيات. 

وفي عام 1951م تزوجت عزيزة هانم من أحمد حسين بك وزير الشئون الاجتماعية فى حكومة الوفد بوزارة النحاس باشا ، وبدأت معه رحلة الكفاح الاجتماعي، والتعرف على أحوال الفلاحين وحل مشكلاتهم وبدأت من قرية سنديون، وقبل الثورة بأيام تولى والدها الدكتور سيد دحروج وزارة الصحة. سافرت عزيزة هانم مع زوجها أحمد باشا حسين، لأمريكا بناء على دعوة من الأمم المتحدة، حيث دعى زوجها لدراسة التنمية الريفية بدول الكاريبى والمكسيك كما دعيت هي كخبيرة أجتماعية، وكانت أول سيدة مصرية تجوب دول العالم لإلقاء محاضرات عن العمل الاجتماعي، وألقت محاضرات في 40 ولاية أمريكية وبعد هذا تولى زوجها منصب سفير مصر بأمريكا، وتولت هي رئاسة الأتحاد الدولى لتنظيم الأسرة بالأمم المتحدة. 

وقد اطلق عليها لقب (السفيرة عزيزة) بسبب عملها في الأمم المتحدة وتمثيلها المشرف للمرأة المصرية هناك، وكان لها الكثير من الخدمات الاجتماعية، مثل تنظيم الاسرة وإنشاء حضانات خاصة بالاطفال فى القرى المصرية. وتعود السفيرة الى مصر عام 1958 وتطبق تجربة تنظيم الاسرة في الريف عبر الحضانات واعتمدت على الشخصيات العامة في القرى مثل ( منادى القرية ) وكان دوره مهما جدا في مساعدتنا,-كما تقول- وكان ذكيا وكأنه إعلامي محترف, فكان يعلن أولا عن وجود علاج لمن تعاني مشاكل صحية ثم خدمة للراغبات في الإنجاب, أي لا يبدأ بالإعلان عن تنظيم الأسرة, لذا اعتبرت ( منادى القرية ) أنجح اعلامي عرفته وتحكى السفيرة عزيزة"بدأت الجمعيات الأهلية تطلب تصاريحا لافتتاح عيادات بها لتنظيم الاسرة , فشكلنا لجنة مشتركة لتجميع الجهود وتبادل الخبرات, ونتيجة ما حققناه من نجاح تم اختياري لرئاسة الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وبعد ذلك أسسنا جمعية تنظيم الأسرة بالقاهرة التي أصبحت لها فروعا أو جمعيات مماثلة في كل المحافظات, وبعدها أسسنا جمعية أسرة المستقبل في عام 1977 بينما كانت “عزيزة” تحقق على أرض الواقع حلمها بإنشاء اولى عيادات تنظيم الأسرة ذات الخدمات المتكاملة ، لم تترد فى رفض منصب وزير الشؤون الاجتماعية الذى عرضه عليها رئيس الوزراء ممدوح سالم.. حتى بعد أن سمعت أن الرئيس أنور السادات نفسه كان يقف بقوة وراء ترشيحها للمنصب. وواصلت جهودها كمتطوعة حتى عند رئاستها لوفد مصر عام1978 في المنتدي الدولي للمرأة والسكان والتنمية ..وبعدها بعام واحد كانت تشارك فى وضع اللمسات الاخيرة لصياغة اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وهى الفترة التى شهدت كذلك رئاستها الإتحاد الدولى لتنظيم الأسرة من 1977 وحتى 1983.قبل أن تحصل عام2000 على جائزة الإتحاد لإنجازاتها الرائدة وتتوجها منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة بميداليتها المرموقة.لتضعها بجوار “الأم تريزا” و”أنديرا غاندى”..إعترافا بدورها فى تغيير وضع “المرأة” و”الاسرة” كلها محليا وعالمياتنظيم الأسرة." رحم الله السفيرة عزيزة التى رحلت عن عالمنا فى 19يناير 2015 .وتركت سيرة ومسيرة..تتعلم وتستفاد منها أجيال وأجيال وتستحق في يوم المرآة العالمي تكريما جديدا .

search