حسام عبد القادر يكتب: الصحف الرائدة والقراء الشباب
السبت، 22 مارس 2025 09:31 م

الكاتب حسام عبد القادر
"الصحافة ليست مجرد مهنة؛ إنها نافذة على العالم، ومغامرة نعيشها يوميا بكل تفاصيلها. خلف كل خبر أو مقال قصة، وخلف كل صورة حكاية مليئة بالتحديات والإلهام. في هذه السلسلة، سأفتح صفحات من دفتر ذكرياتي الصحفية، التي قد تكون مهمة للبعض وغير مهمة للبعض الآخر، وكل ما أستطيع الوعد به هو الصدق في كل ما سأكتب".
الصحف الرائدة والقراء الشباب
هل يقرأ الشباب؟ هو سؤال قديم وجديد في الوقت نفسه، وسيظل موجودا مع تعاقب الأجيال، بغض النظر عن التطور التكنولوجي من عدمه، بل هو يمتد إلى مشكلة صراع الأجيال، وعلى مستوى العادات والتقاليد وكل مناحي الحياة، وإذا شاهدنا أفلام الأبيض والأسود التي نفذت في الستينيات سنجد الآباء يقولون جملة "أدي عمايل شباب اليومين دول" وهي جملة اعتراضية تعبر عن غضبهم من تصرفات الشباب التي لا تناسبهم "هذا في الخمسينيات والستينيات"، وهكذا تظل هذه الجملة تتكرر حتى يومنا هذا.
ولكن ما الذي اختلف حاليا عن الماضي؟ بكل تأكيد هي التكنولوجيا وتطورها الرهيب الذي أصبح لحظيا، ولم نعد نلاحقه، فقبل عام 2011 كان يطلق على شباب الفيس بوك "الشباب السيس" استهانة بهم وبقدراتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية، ثم فجأة حدثت ثورة 2011 بكل ما لها وما عليها، ولكن هؤلاء الشباب "السيس" قاموا بثورة وكان استخدام السوشيال ميديا جزءا أساسيا من هذه الثورة حتى أطلق البعض عليها "ثورة الفيس بوك"، وهو ما لم يلتفت إليه البعض قبل 2011، ولكن ماذا فعل "الكبار" بعد 2011، هل فهموا التقنية؟ هل استوعبوا أهمية التكنولوجيا وتأثيرها علينا وعلى حياتنا، هل واكبوا التطور التكنولوجي؟ وبالمناسبة، ماذا يعني مواكبة التطور التكنولوجي؟
https://www.almsryalaan.com/article/22841/حسام-عبد-القادر-يكتب-المهنية-بين-الصحفي
https://www.almsryalaan.com/article/22841/حسام-عبد-القادر-يكتب-المهنية-بين-الصحفي
ليس معنى أن لدي صفحة على الفيس بوك والانستجرام، وقناة على اليوتيوب والتيك توك، أو موقعا إلكترونيا، أني مواكب التكنولوجيا الحديثة.
يجب علينا أن نفهم طبيعة الوسيط الجديد، وتقنياته وكيف يجب استخدامه ومخاطبة قطاع كبير من مستخدميه، فلا يجب ألا ننقل محتوى منشور في وسيط إعلامي إلى وسيط إعلامي آخر مختلف عنه في الصفات والتقنيات بل يجب أن نعدل هذا المحتوى لجعله مواكبا للوسيط الجديد، وهو مع الأسف ما لم تفعله وسائل إعلام عديدة تعتبر "رائدة" ولها باع كبير ولكنها لم يعد لها وجود حقيقي في المجتمع، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن الصحف الورقية القديمة واكبت التكنولوجيا بنقل المادة الموجودة في الجريدة الورقية إلى الموقع الإلكتروني، وهم بذلك يظنون أنهم واكبوا التكنولوجيا!
لذلك أصبحنا نجد موقعا إلكترونيا أو "ابلكاشن" جديدا لم يتعد وجوده عدة سنوات، وقد تكون شهورا ويحظى بمشاهدات بالملايين بينما صحف ورقية وإلكترونية عريقة وصاحبة "ريادة" تصدر لمجرد إثبات الوجود فقط.
وأخص بالذكر جريدة الأهرام، التي دار حولها جدل كبير في الآونة الأخيرة، بسبب بوست نشره الكاتب الصحفي الكبير أنور الهواري يقول فيه: “قابلت مصادفة شباب في العشرينيات، دارت بيننا دردشة، قلت لهم صحفي من الأهرام، طلعوا ميعرفوش الأهرام ولا أي صحيفة غيرها، واحد منهم قال ليه متعملوش إعلانات عشان الناس تعرفكوا؟!!”
ورغم ردود الفعل الكبيرة جدا تجاه هذا البوست، إلا أن رد فعل الكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق كان هو الأقوى والأعنف مما سبب غضبا كبيرا، لأنه قال "مش محتاجين نعمل إعلانات للبهايم". وهو ما كان سقطة كبيرة له لأنه أهان الشباب بهذا الوصف المشين.
بالمناسبة وصلت أهمية جريدة الأهرام في وقت من الأوقات، أن الناس كانت تعتبر من لا ينشر نعيه في الأهرام أنه لم يمت، في إشارة لأهمية الجريدة وتأثيرها على الحياة في المجتمع المصري.
وبالتأكيد كان لبوست الهواري ورد سرايا ردود واسعة في الأوساط الصحفية والثقافية بشكل عام، كما تراوحت ردود الفعل على طبيعة إقبال الشباب على القراءة والثقافة، واختلفت الآراء.
ولكن لابد أن نتأمل بهدوء ما يحدث من حولنا مع جيل كبير من الشباب هو من سيتولى المسؤولية في كل مناحي الحياة خلال سنوات قليلة، وقد طلبت في مقال سابق بعنوان "تأملات في الصحافة والإعلام" ضرورة مراجعة المهنة من نقابة الصحفيين، ومراجعة مناهج الإعلام التي تدرس للشباب، فالصحف الرائدة لم تتطور ولم تطور الصحفيين أيضا بالمناسبة.
أرجو ألا ندفن رؤوسنا في الرمال، وأن نعترف بالوضع الحالي للإعلام وعلى وسائل الإعلام "الرائدة" أن تحل مشاكلها بدلا من إلقاء اللوم على الشباب، فالشباب بخير ويطلع ويأخذ خبراته التي يراها تناسبه، بطريقته الخاصة وليس بطرقنا نحن التقليدية.
أعلنها صراحة مرة أخرى، الصحف الورقية الموجودة حاليا وحتى تبعاتها من إصدارات بأي شكل من الأشكال في غرف الإنعاش على الأجهزة الإكلينيكية تحتاج طوق النجاة وإلا فلننزع الأجهزة وندفنها إلى غير رجعة.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
عروض كارفور مصر لشهر رمضان 2025: تخفيضات ضخمة حتى 7 أبريل
23 مارس 2025 04:51 م
سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 23 مارس 2025
23 مارس 2025 04:05 م
سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 23 مارس 2025
23 مارس 2025 03:51 م
سعر الجنيه الإسترليني أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 23 مارس 2025
23 مارس 2025 03:46 م
سعر اليورو أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 23 مارس 2025
23 مارس 2025 12:28 م
سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 23 مارس 2025
23 مارس 2025 12:22 م
أكثر الكلمات انتشاراً