السبت، 02 نوفمبر 2024

07:25 م

محاولات إيرانية لبنانية لمواجهة الأختراق الأمني

سـ لاح الأغتيـ الات الإسـ رائيلي يتعاظم لإسكات قيادات الخصوم

الأحد، 04 أغسطس 2024 04:00 م

أحمد الأنصاري

إسكات وتحييد الخصوم  بالقـ تل

إسكات وتحييد الخصوم بالقـ تل

وسط ترقب وقلق دولي من طبيعة الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها، الذي وجهت أصابع الاتهام فيه إلى إسرائيل – رغم عدم تعليق الأخيرة على الاغتيال –، يعود للسطح تاريخ سلاح الاغتيالات الذي وظفته إسرائيل لإسكات الأصوات وتصفية قوى المطالبة بحق دولة وشعب فلسطين، أومن يهدد مصالحها وميل ميزان القوى العسكرية لصالحها في المنطقة.
وعلى مدار عقود برعت إسرائيل في استقطاب عملاء محليين للتجسس وتوفير الدعم المعلوماتي أو العملياتي على الأرض لتسهيل هجمات الاغتيال التي تنفذها، وكان لبنان وإيران – المنبرين الأكثر تراشقاً مع إسرائيل عبر حزب الله والحكومات الإيرانية المتعاقبة - الساحتين الأبرز في تاريخ هذه العمليات، فيما عجزت الأخيرتين عن خفض قدرات إسرائيل على تجنيد العملاء المحليين وتوسيع نشاطها الاستخباراتي على أراضيهما.
 

اغتيـ ال المئات 

وكانت إسرائيل – بحسب إعلان الجيش الإسرائيلي – قد أعلنت عن تنفيذ 100 عملية اغتيال في لبنان منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى، أسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي حزب الله، واغتيال 5 من كبار قادة الحزب هم صالح العاروري، ووسام الطويل، وطالب عبد الله، ومحمد ناصر، وأخرهم فؤاد شكر.


وفي إيران تضم الاغتيالات التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى إسرائيل قائمة طويلة تركزت على مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني وعلماء تابعين للمشروع النووي الإيراني، وأبرزهم محسن فخري زاده، الذي كان ضابطا في الحرس الثوري، وأستاذ فيزياء في "جامعة الإمام الحسين" بطهران، وتم تنفيذ عملية اغتياله من خلال بندقية ذاتية التدمير وضعت في شاحنه وزنها واحد طن هربها 20 عميلاً إلى الداخل الإيراني، وألقت إيران في تصريحاتها الرسمية باللوم على إسرائيل في مقتله، إلا أن إسرائيل اعتبرت اتهامات طهران مزاعم، ولا تعترف للآن بأنها وراء اغتياله.
وفي مايو 2022 أُعلن عن وفاة، العالمين الإيرانيين، عالم الفضاء أيوب انتظاري، الذي أدار مشاريع أمنية كبرى في معهد أبحاث AIO في يزد، حيث أشارت تقارير إلى تسممه، كما ظهرت أعراض تسمم نفسه على العالم النووي كامران مالابور، الذي كان يعمل في منشأة "نطنز" النووية، واتهمت إيران إسرائيل بقتلهما.
كما قتل العالم داريوش رضائي نجاد، برصاص أطلقه مجهولون كانوا على دراجة نارية في طهران في يوليو 2011، وفي يناير 2012، قُتل العالم مصطفى أحمدي روشن الذي عمل في موقع نطنز النووي، في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته، قرب جامعة العلامة الطبطبائي في شرق طهران. وأيضاً وجهت إيران أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتضم القائمة أيضاً الجنرال حسن طهراني القائد في الحرس الثوري، والعقيد حسن سيد خدايي وهو قائد كبير في الحرس الثوري، والمهندس الإيراني جاد بيجي في قاعدة بارشين العسكرية، وأوضحت تصريحات المسؤولين الإيرانيين وقتها أن طائرات مسيّرة هاجمت المنشأة التي يتم فيها تطوير صواريخ وتكنولوجيا نووية وطائرات بدون طيار، ويأتي مقتل إسماعيل هنية كأحدث حلقة في سلسلة الاغتيالات التي توجه فيها أصابع الاتهام لإسرائيل على الأراضي الإيرانية.

محاولات لمواجهة النشاط الاستخباراتي 


وفي محاولاتهما لمواجهة النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي على أراضيهما يسعى لبنان وإيران إلى تضييق الخناق على قدرات إسرائيل على استقطاب عملاء محليين بشكل دائم، ففي 2021 أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف "عناصر عميلة" لإسرائيل، وضبط أسلحة كانت معدّة للاستخدام في "أحداث شغب"، في أعقاب احتجاجات شهدتها إيران على خلفية شحّ المياه في جنوب غربي البلاد، وفي 2022 أعلنت عن اعتقال شبكة عملاء تجسس للموساد الإسرائيلي خططوا لعمليات إرهابية في مناطق حساسة داخل البلاد، كما أعدمت في 2023 مسؤول إيراني سابق في وزارة الدفاع، ويحمل الجنسية البريطانية، وقالت السلطات الإيرانية وقتها بأنه «لعب دوراً كبيراً في اغتيال العالم محسن فخري زاده"، في وقت كان وزير الاستخبارات الإيراني السابق على يونسي في العام 2021 قد أعرب عن "قلقه البالغ إزاء تسلل الاستخبارات الإسرائيلية – الموساد – إلى مختلف قطاعات الجمهورية الإيرانية، محذراً من أن المسؤولين يجب أن يقلقوا على حياتهم".
وفي لبنان ومع فضيحة التجسس الإسرائيلي على شبكات وخطوط الهاتف في لبنان، قامت الحكومة اللبنانية وقتها – بحسب التصريحات الحكومية الرسمية - بحملة واسعة ضد شبكات تجسس إسرائيلية تم خلالها توقيف أكثر من 70 شخصا بينهم عناصر من الشرطة والجيش كانوا مزودين بأجهزة تكنولوجية متقدمة. وصدر حكمان بالإعدام في حق اثنين من المتهمين، ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى (النبش عن الجواسيس الكبار) ولم يذكر أسم أحد منهم، وطالب بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة على عملاء إسرائيل بأسرع وقت ممكن، وحذّر من أنّ عدد العملاء والجواسيس تضاعف بشكل خطير في السنوات الماضية. 
في المقابل قلما تبنت إسرائيل أياً من عمليات الاغتيال المنسوبة إليها، وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل (
تعلن إيران من حين لآخر عن احتجاز أشخاص تقول إنهم يتجسسون لصالح دول أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، رغم أنها لا تقدم أدلة تدعم مثل هذه المزاعم.)، وترى صحيفة جيروزالم بوست في مقال بعنوان "الحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل" إن "تكرار مقتل شخصيات رئيسة من الحرس الثوري الإيراني داخل إيران وخارجها وبالأخص في سوريا يكشف عن نقاط ضعف واسعة في قدرات الاستخبارات الإيرانية ويؤكد على التفوق التكنولوجي لإسرائيل في المراقبة والتتبع".
هذه الأزمة في معيار التفوق الاستخباراتي بين إسرائيل وإيران وأعوانها تزيد من حدة القلق بين إنتظار الرد الإيراني كخطو ضمن سلسلة لن تتوقف من الرد المتبادل، والاحتماليات الكبيرة لتصاعد حد هذا الرد لتتحول إلى صراع أو حرب تضرب جوانب المنطقة بالكامل خصوصا مع تصعيد الولايات المتحدة لتواجدها في المنطقة وفق تصريحات وتأكيدات مسؤوليها العسكريين خلال اليومين الماضيين.

search