الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 2.7 مليار دولار لدعم سوريا بعد الإطاحة بالأسد

في خطوة تهدف إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين عن تخصيص مساعدات مالية بقيمة 2.5 مليار يورو (ما يعادل 2.7 مليار دولار) للبلاد على مدار عامي 2025 و2026.

وخلال مؤتمر المانحين السنوي الذي تستضيفه بروكسل، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمواصلة دعمه للسوريين داخل البلاد وفي أماكن اللجوء، مشيرةً إلى أن "السوريين بحاجة إلى مزيد من الدعم، سواء إذا كانوا لا يزالون في الخارج أو قرروا العودة إلى ديارهم".

وأضافت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية تعمل على رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، لا سيما تلك المتعلقة بالقطاع المصرفي، لتسهيل عمليات التحويلات المالية ووصول السوريين إلى النظام المصرفي العالمي. كما كشفت عن خطط لتنظيم مؤتمر في دمشق هذا العام، يهدف إلى تعزيز دور المجتمع المدني في إعادة بناء البلاد.

تحولات في المشهد السياسي السوري والمساعدات الدولية

ويأتي هذا التعهد الأوروبي في ظل تحولات سياسية وأمنية متسارعة في سوريا، حيث تسعى الحكومة السورية المؤقتة، التي تولت السلطة بعد سقوط الأسد، إلى تأمين الدعم الدولي لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تواجه البلاد تحديات إنسانية وأمنية كبيرة، خاصةً بعد موجة العنف الأخيرة التي شهدتها المناطق الساحلية. ووصفت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الوضع في سوريا بأنه "وقت احتياجات ماسة وتحديات كبرى"، لكنها أكدت أنه أيضاً "وقت للأمل"، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 10 مارس/آذار الجاري لدمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة الجديدة.

من جانبه، حذر جير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، من أن أعمال العنف الأخيرة قد تؤثر سلباً على حجم التعهدات المالية المقدمة لسوريا، مشيراً إلى أن تراجع التمويل يرجع أيضاً إلى الأزمات العالمية الأخرى، مثل الحروب في السودان وغزة وأوكرانيا.

انخفاض المساعدات لسوريا مقارنة بالسنوات السابقة

وعلى الرغم من التزام الاتحاد الأوروبي، فإن التوقعات تشير إلى أن التعهدات المالية خلال مؤتمر هذا العام ستكون أقل مما كانت عليه في السنوات السابقة. ففي العام الماضي، أسفر المؤتمر عن تعهدات بقيمة 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار)، منها 2.12 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي وحده لعامي 2024 و2025.

ويرجع هذا التراجع جزئياً إلى قرار الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، تقليص مساعداتها الإنسانية والتنموية، مما أحدث فجوة كبيرة في التمويل الدولي. وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، حجة لحبيب، أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الشعب السوري، لكنه لا يستطيع سد الفجوة التي تركها الآخرون".

احتياجات إنسانية متزايدة وأزمة اقتصادية خانقة في سوريا

وفقاً لتقديرات الاتحاد الأوروبي، يحتاج نحو 16.5 مليون شخص داخل سوريا إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 12.9 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الغذاء. كما تفاقمت الأوضاع المعيشية بسبب الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انهيار قيمة الليرة السورية، مما دفع غالبية السكان إلى ما دون خط الفقر.

ومع تزايد الاحتياجات الإنسانية، يتراجع حجم الدعم الدولي، وهو ما وصفه بيدرسن بأنه "مأساة حقيقية"، مؤكداً أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل سوريا ومسار تعافيها الاقتصادي والاجتماعي.

وفي ظل هذه التطورات، من المنتظر أن يشارك وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، في المؤتمر إلى جانب وزراء من الدول الأوروبية والعربية وممثلي المنظمات الدولية، حيث يسعى الجميع إلى وضع خارطة طريق لمستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.

أخبار ذات صلة:

قتلي ومصابين في اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وحزب الله على الحدود اللبنانية

الاتحاد الأوروبي يعقد مؤتمرًا للمانحين لدعم سوريا وسط تحديات اقتصادية وإنسانية

حرائق الغابات تهدد محمية طبيعية قرب أثينا.. واليونان تكافح لمنع انتشارها