الإثنين، 17 مارس 2025

11:32 ص

رحيل الممثل اللبناني أنطوان كرباج عن 90 عامًا

الأحد، 16 مارس 2025 10:23 م

إسراء علي

أنطوان كرباج

أنطوان كرباج

أعلن الممثل اللبناني باسم مغنية عن وفاة الممثل اللبناني الكبير أنطوان كرباج عن عمر يناهز 90 عامًا، متأثرًا بتداعيات المرض الذي عانى منه طوال السنوات الأخيرة.

الفنان اللبناني أنطوان كرباج 

ونعاه مغنية عبر حسابه على تويتر بكلمات مؤثرة، حيث وصف الراحل بأنه "سقط عن صهوة جواده"، مؤكدًا أن جزءًا من طفولته قد رحل مع رحيله، وأضاف مغنية قائلاً: "شكرا لك على ما قدمت، شكرا لك على ما زرعت بداخلي من دروس، الأب والأخ الكبير والمعلم أنطوان كرباج، وداعًا"، الكلمات التي أطلقها مغنية تعكس حجم التأثير الكبير الذي تركه أنطوان كرباج في حياة من عرفوه، فهو لم يكن مجرد فنان، بل كان مصدر إلهام للكثيرين.

عانى أنطوان كرباج من مرض الزهايمر لعدة سنوات، وهو ما أثر بشكل كبير على حياته الشخصية والفنية، فقد الراحل قدرته على التفاعل مع محيطه الاجتماعي وأصبح بعيدًا عن الحياة التي كانت تمتلئ بالصخب والحركة، لتختتم سنوات من العطاء الفني، لكن رغم مرضه، ظل اسمه مرتبطًا بكثير من الأعمال التي أثرت في ذاكرة الجمهور العربي.

وُلد أنطوان كرباج في لبنان، وبدأ مسيرته الفنية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن أول ظهور مسرحي له لم يكن في لبنان، بل كان في المغرب، ففي عام 1959، شارك في مهرجان البحر المتوسط المسرحي من خلال المسرحية الشهيرة "أطلال وليل"، حيث لاقى أداءه إعجابًا كبيرًا من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، هذا الظهور كان بمثابة نقطة انطلاق حقيقية له في عالم المسرح العربي.

لكن المحطة الأهم في حياة أنطوان كرباج كانت مشاركته في مسرحية "الملك يموت"، حيث لعب دور الملك الذي يبلغ من العمر 100 سنة ويرفض الموت، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، لقد كانت تلك المسرحية بمثابة اختبار حقيقي لقدراته التمثيلية، حيث أظهر فيها مهاراته الاستثنائية في تقمص الشخصية والتعبير عن الصراع الداخلي لشخصية الملك، ليثبت بذلك أنه واحد من أبرز الممثلين في الساحة الفنية اللبنانية والعربية.

أما في السينما، فقد قدم أنطوان كرباج عددًا من الأفلام التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما اللبنانية، كان أول أفلامه "غارو" في عام 1965، ومن ثم قدم فيلم "سفر برلك" في 1967، وعلى الرغم من أن بداية كرباج في عالم الدراما كانت متأخرة، إلا أن دوره في مسلسل "البؤساء" عام 1974 كان بمثابة بداية جديدة في مشواره الدرامي، حيث قدم فيه أداءً مميزًا جسد من خلاله شخصية معقدة أثرت في المتابعين بشكل كبير.

تميز أنطوان كرباج بقدرته الفائقة على تجسيد الشخصيات المعقدة والعميقة، حيث كان ينقل إحساسًا حقيقيًا للمشاعر والأفكار التي يعايشها الشخص في مختلف المواقف، كما كان يعتبر من الفنانين القلائل الذين استطاعوا أن يعبروا عن روح المسرح والسينما اللبنانية بصدق واحترافية.

ورغم غيابه عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة بسبب المرض، ظل اسم أنطوان كرباج حاضراً في ذاكرة الجمهور الذي يتذكره بكل الحب والاحترام، فقد ترك بصمة فنية ستظل خالدة في تاريخ الفن اللبناني والعربي، وسيظل اسمه مرتبطًا بالأعمال التي أسهمت في تطوير الفن المسرحي والسينمائي في لبنان والعالم العربي.

إن وفاة أنطوان كرباج تمثل خسارة كبيرة للمسرح و السينما في لبنان و العالم العربي، لكنها تظل تذكرنا بعطائه الكبير وأثره العميق في مجال الفن، في وداعه، نودعه كفنان عظيم لم يقتصر أثره على أعماله الفنية، بل امتد ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفنانين.

search