الثلاثاء، 01 أبريل 2025

11:28 ص

اكتشاف أنواع جديدة من الخلايا الدهنية قد يغير فهمنا للسمنة

الأحد، 16 مارس 2025 09:55 م

محمد عماد

علاج السمنة

علاج السمنة

كشف فريق من العلماء عن أنواع فرعية غير معروفة سابقًا من الخلايا الدهنية في جسم الإنسان، ما قد يسهم في فهم أعمق للسمنة وتأثيرها على الصحة، وفقًا لدراسة نُشرت في دورية Nature Genetics ونقلها موقع Live Science.

آفاق جديدة لعلاج السمنة

تشير نتائج الدراسة إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة تستهدف هذه الخلايا، مما قد يساعد في تقليل تأثيرات السمنة مثل الالتهاب ومقاومة الأنسولين. وصرّحت الباحثة المشاركة في الدراسة، إستي ييغر لوتيم، أستاذة علم الأحياء الحاسوبي بجامعة بن غوريون، قائلة: "العثور على هذه الأنواع الفرعية من الخلايا الدهنية أمر مدهش، ويفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية واعدة".

وفي هذا السياق، علّق دانييل بيري، أستاذ علوم التغذية بجامعة كورنيل، والذي لم يشارك في الدراسة، قائلاً: "الدهون أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد سابقًا، وهذا الاكتشاف يغير فهمنا لوظيفتها وتأثيرها على الصحة".

دور الدهون في الجسم أكثر تعقيدًا مما يُعتقد

على مدار العقود الماضية، أثبتت الأبحاث أن الأنسجة الدهنية لا تقتصر على تخزين الطاقة فقط، بل تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي والتواصل مع الدماغ والعضلات والكبد. وأوضحت ييغر لوتيم: "إذا حدث خلل في الأنسجة الدهنية، فقد يؤثر ذلك على وظائف الجسم الأخرى".

لماذا لا تتساوى جميع الدهون؟

لطالما عرف العلماء أن الدهون الزائدة ترتبط بمخاطر صحية، ولكن ليس كل الدهون متشابهة. فالدهون الحشوية، التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية، تعتبر أكثر خطورة من الدهون الموجودة تحت الجلد. إذ ترتبط الدهون الحشوية بارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري وأمراض الكبد، كما أنها تُعرف بكونها أكثر التهابًا من الدهون تحت الجلد، ما يزيد من تأثيراتها السلبية على الصحة.

رسم خريطة الخلايا الدهنية

كجزء من مشروع عالمي لرسم خريطة لجميع خلايا جسم الإنسان، قام الباحثون ببناء "أطلس خلوي" للخلايا الدهنية باستخدام تقنية متقدمة تُعرف بـsnRNA-seq، والتي تتيح تحليل الجينات النشطة داخل الخلايا. ومن خلال هذا النهج، تمكّن العلماء من تحديد أنواع جديدة من الخلايا الدهنية تؤدي وظائف غير متوقعة.

اكتشاف خلايا دهنية غير تقليدية

أثناء فحص عينات من الدهون الحشوية وتحت الجلد مأخوذة من 15 شخصًا خضعوا لجراحات بطنية، وجد الباحثون أن معظم الخلايا الدهنية كانت تقليدية، لكن نسبة صغيرة منها كانت "غير كلاسيكية"، وأظهرت نشاطًا جينيًا غير معتاد.

ومن بين هذه الخلايا، اكتشف العلماء:

  • الخلايا الدهنية المولدة للأوعية الدموية: تفرز بروتينات تساعد في تكوين الأوعية الدموية.
  • الخلايا الدهنية المرتبطة بالمناعة: تنتج بروتينات تلعب دورًا في وظائف الجهاز المناعي.
  • الخلايا الدهنية المتصلة بالمصفوفة خارج الخلية: تسهم في دعم الهياكل الخلوية.

كيف تؤثر هذه الخلايا على الصحة؟

يرى نيكلاس ميغهرت، أستاذ الغدد الصماء في معهد كارولينسكا بالسويد، أن هذه الخلايا قد تساهم في "إعادة تشكيل" الأنسجة الدهنية، وهو أمر مهم في عمليات التمثيل الغذائي وتغيرات الوزن. وأضاف أن أي خلل في هذا التوازن يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب وأمراض أخرى مرتبطة بالسمنة.

الصلة بين الدهون والجهاز المناعي

كشفت الدراسة أن الخلايا الدهنية غير التقليدية في الدهون الحشوية أكثر ارتباطًا بالجهاز المناعي مقارنة بتلك الموجودة تحت الجلد. وهذا قد يفسر سبب كون دهون البطن أكثر خطورة على الصحة، إذ إنها تحفز الاستجابات الالتهابية التي تساهم في الأمراض المزمنة مثل مقاومة الأنسولين والسكري.

تطبيقات مستقبلية

تشير ييغر لوتيم إلى أنه إذا تمكن العلماء من ربط هذه الخلايا الدهنية بالأمراض البشرية، فقد يكون من الممكن تطوير علاجات جديدة تقلل من الالتهابات وتساعد في التنبؤ بخطر مقاومة الأنسولين لدى المصابين بالسمنة. وتختم قائلة: "هذا البحث يمكن أن يُحدث ثورة في فهمنا للسمنة ويؤدي إلى استراتيجيات علاجية أكثر فعالية في المستقبل".

نحو مستقبل أكثر صحة

يبقى هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق لدور الدهون في الجسم، وقد يساعد في تطوير علاجات مستهدفة للحد من تأثيرات السمنة. ومع استمرار الأبحاث، قد نصل إلى حلول جديدة لمكافحة واحدة من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم اليوم.

أخبار ذات صلة:

دراسة تكشف مفاجآت صادمة عن تأثير الأطعمة المُصنَّعة على الجسم

دراسة طبية حديثة تكشف دقة الذكاء الاصطناعي في رصد اضطرابات القلب

دراسة حديثة: الفطر قد يكون سلاحًا فعالًا في مواجهة الإنفلونزا

search