محمد حامد يكتب: الأفلام المسيحية فى مصر إبداع خارج الأضواء
الثلاثاء، 11 مارس 2025 11:47 ص

محمد حامد
بعد الحديث فى المقال السابق عن الأفلام الدينية فى السينما المصرية، نلقى الضوء فى هذا المقال على جانب آخر من الإنتاج السينمائى الدينى، وهو الأفلام الدينية المسيحية. ورغم أن هذه الأفلام لم تحظَ بالشهرة والانتشار الجماهيرى، إلا أنها تمثل جزءاً مهماً من التراث السينمائى المصرى.
تعود بداية الأفلام المسيحية فى مصر إلى منتصف السبعينات من القرن العشرين فى محافظة البحيرة، بمبادرة من طبيب العيون الدكتور ماهر رياض، الذى كان يهوى التصوير وذلك بدعم من الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح آنذاك، بهف أن تكون هذه الأفلام وسيلة إيضاح وتسلية وتعليم لأبناء الكنيسة. ثم توالت الأفلام بعد ذلك وتم انتاج العديد منها لكنها لم تُعرض على نطاق واسع، نظراً للطابع الخاص الذى يميز هذه الأفلام، حيث كانت تُنتَج خصيصًا للعرض داخل الكنائس القبطية. واعتمدت هذه الأفلام بشكل كبير على الإنتاج المستقل، أو دعم الكنيسة المصرية الوطنية، التى حرصت على تقديم قصص مستوحاة من الكتاب المقدس وسير القديسين بأسلوب درامى وتعليمى، يخاطب المجتمع المسيحى.
ورغم قلة هذه الأفلام، إلا أن بعضها ترك أثراً قوياً داخل الأوساط الدينية القبطية. وكانت بداية الأفلام القبطية الطويلة بفيلم "الأنبا إبرام" (1988)، والذى كتبه السيناريست شنودة جرجس، وأخرجه مدير التصوير المعروف ماجد توفيق، والذى كان صاحب أكبر عدد من الأفلام القبطية برصيد (32) فيلم على مدار (24) عاماً، بدأها بإخراج فيلم "الأنبا لإبرام" وختمها بفيلم "الراعى" (2012) عن قصة حياة البابا شنودة الثالث.
أما المخرج الشهير سمير سيف، فقد قام بإخراج فيلم "مارمينا العجايبى" بدون أجر، بالإضافة إلى إخراج خمسة أفلام أخرى ومسلسل، وفيلم تسجيلى قصير هو "مدارس الحياة"، والذى تم عرضه فى الاحتفالية المئوية لمدارس الأحد.
وقد شارك العديد من الفنانين والفنانات المشاهير فى هذه الأفلام، مما أعطاها قوة واستمرارا، ومن أبرزهم الفنانة القديرة سناء جميل، حيث شاركت فى بطولة فيلمين هما "أبانوب النهيسى" و"مارجرجس أمير الشهداء"، وكذلك الفنان جورج سيدهم الذى شارك فى بطولة تسعة أفلام من أشهرها دور الوزير اليهودى فى فيلم "القديس سمعان الخراز". كما شارك الفنان يوسف داوود فى بطولة خمسة عشر فيلماً، أبرزها دور دقليديانوس فى فيلم "مارجرجس أمير الشهداء".
أما الفنان هانى رمزى، فقد اشترك فى بطولة خمسة أفلام أشهرها فيلم "ضالاً فوجد" عام (1995)، وقد شاركه البطولة الفنان لطفى لبيب الذى بدوره شارك فى خمسة عشر فيلماً من إنتاج الكنيسة القبطية. ونصل إلى الفنان ماجد الكدوانى الذى شارك فى بطولة عشرين فيلماً، أشهرها دور القديس فى فيلم "الراهب أندراوس الصموئيلى"، وفيلم "ضيف من السماء"، بالإضافه أنه كان صوت الراوى فى عدة أعمال.
من أشهر من شارك فى هذه الأفلام أيضاً الفنان جميل برسوم، وهو الأكثر مشاركة حيث شارك فى بطولة 56 فيلماً، الفنان ماهر لبيب 35 فيلم، والفنان سمير فهمى 33 فيلم، والفنان فريد النقراشى 30 فيلم، والفنان عماد الراهب 25 فيلم. وقد لا يعلم الكثير منا أن الفنان إبراهيم نصر بطل الكاميرا الخفية وبطل شمس الزناتى وأكس لارج، قد شارك فى العديد من الأفلام الدينية المسيحية.
ومن الفنانات نجد أن الفنانة الراحلة نادية رفيق، قد شاركت فى بطولة أربعين فيلماً أهمهم دورها فى فيلم "ام الغلابة"، بالإضافة إلى الفنانات هالة صدقى، وتريز دميان، وعواطف تكلا، وإيفا، وغيرهن من النجمات المعروفات.
وإذا بحثنا فى هذه النوعية من الأفلام، نجد أن هناك فيلم أسمه "الهارب" عن القديس أنسيمس من انتاج أنيس عطية، وهو العمل الوحيد لمخرج مسلم هو "يس إسماعيل يس"، وقد شارك فى الفيلم ممثلون مسلمون، منهم غسان مطر، وميمى جمال، وعمرو عبدالجليل، وماجدة الخطيب وسهام جلال. وبالطبع لم تكن هذه المشاركة الوحيدة لفنيين أو ممثلين مسلمين فى الأفلام القبطية. فقد شارك الملحن محمد نوح بتأليف موسيقى فيلم "مارمرقس الرسول"، كما شارك مدير التصوير سمير فرج فى تصوير فيلم "الأنبا شنودة رئيس المتوحدين". وكذلك شاركت الفنانة دلال عبدالعزيز والفنان محمود قابيل وروجينا بالتمثيل فى فيلم "بطرس الرسول صخرة الإيمان". كما شارك الفنان أحمد حلاوة فى فيلم "القمص فلتاؤس السريانى نسر البرية"، كما شاركت الفنانة ليلى جمال فى فيلم "لمن هذا الكرسى؟"، وفى فيلم "ضالاً فوجد".
ورغم قلة انتشار الأفلام المسيحية، إلا أنها تظل جزءاً هاماً من السينما الدينية فى مصر، حيث تحمل قيماً روحية وتراثية للمجتمع القبطى. ومع تطور وسائل الإعلام وتوسع المنصات الرقمية، قد يكون هناك أمل في منح هذه الأفلام فرصة أكبر، للوصول إلى جمهور أوسع، سواء من خلال العروض السينمائية المحدودة أو عبر الإنترنت. كما يمكن لصنّاع السينما، التفكير فى إنتاج أفلام دينية بتقنيات حديثة ومعالجة سينمائية أعمق، مما قد يسهم فى تقديم هذه الأعمال لجمهور أوسع داخل وخارج مصر، ويعيد تسليط الضوء على هذا اللون الفريد من الفن السينمائى.
وجدير بالذكر هنا، أن السينما المصرية منذ نشأتها وحتى الآن قد تعاملت مع الشخصيات المصرية بدون أى حساسية، ودون النظر إلى ديانة أبطالها: مسلمين أو مسيحيين أو يهود. فنجد أن أول فيلم روائى مصرى "برسوم يبحث عن وظيفة" للمخرج محمد بيومى يحكى عن الصديقين المعلم برسوم والشيخ متولى، وما يعانيه الإثنان من فقر وجوع حيث يعيشان نفس الظروف. وظلت أفلام السينما تتوالى مثل أفلام “شالوم الترجمان”، و"شالوم الرياضى"، و"فاطمة وماريكا وراشيل"، و"حسن ومرقص وكوهين" وغيرهم من الأفلام وصولا لفيلم "حسن ومرقص" للنجمين عادل إمام وعمر الشريف، والذى أخرجه رامى إمام، وكلها تظهر الروح الواحدة التى تجمع أطياف المجتمع المصرى دون تمييز، حتى وإن شابها بعض الخلافات العادية والطبيعية فى لحظة ما، فإنها سرعان ما تعود أفضل من ذى قبل.
مصادر:
كتاب "السينما القبطية" للناقد والكاتب نادر عدلى.
الموقع الرسمى للسينما القبطية.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025
11 مارس 2025 06:00 ص
47.91 مليار دولار صادرات الإمارات الرقمية
10 مارس 2025 10:09 م
كيف استلف رصيد من أورنج بسهولة عبر خدمة سلفني؟
10 مارس 2025 09:29 م
طرق حجز تذاكر القطارات إلكترونيًا في 2025.. وسائل دفع جديدة لتسهيل السفر
10 مارس 2025 09:00 م
مصر تحصل على الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد وسط تحسن اقتصادي
10 مارس 2025 08:53 م
سعر طن الأسمنت اليوم الأحد 9 مارس 2025
09 مارس 2025 06:00 ص
الأكثر قراءة
-
كلمات أغنية 'بخاف" لـ أحمد سعد من مسلسل سيد الناس
-
حظك اليوم: توقعات الأبراج ليوم الأربعاء 12 مارس 2028
-
الأهلي يكشف موقفه بعد الانسحاب أمام الزمالك والخطوات القادمة
-
مراسل أون سبورت يكشف مفاجأة بشأن موقف الأهلي من قمة الزمالك
-
خصم 6 نقاط وغرامة مالية.. تعرف على نص لائحة رابطة الأندية بعد انسحاب الأهلي من القمة
أكثر الكلمات انتشاراً