الإثنين، 17 مارس 2025

11:41 ص

مجلس وزاراء دول التعاون الخليجي يشيد باستضافة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي

السبت، 08 مارس 2025 01:30 م

السيد الطنطاوي

ملك البحرين وشيخ الازهر

ملك البحرين وشيخ الازهر

أشاد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، في دورته الثالثة والستين بعد المائة، والمنعقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، أشاد باستضافة مملكة البحرين للنسخة الأولى من مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، خلال شهر فبراير الماضي، برعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، وحضور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، ومشاركة أكثر من 400 من العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي. 

وقد نصت المادة 47 من البيان الختامي للاجتماع على إشادة المجلس الوزاري، باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي في فبراير، برعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، تحت شعار: "أمَّة واحدة، ومصير مشترك"؛ لتعزيز وحدة الكلمة، ونبذ الفرقة والخلاف، والتمسك بقيم الدين الإسلامي الحنيف، وترسيخِ التضامن والتقارب بين المذاهب الإسلامية.

وقد توج هذا المؤتمر، الذي نظَّمه الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، ومجلس حكماء المسلمين، بإطلاق ميثاق "نداء أهل القبلة" والذي يُعدُّ وثيقة مبادئ جامعة؛ لتعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة كافة؛ من أجل التأكيد على وحدة الأمَّة ولمِّ شملها، في مواجهة التحديات المختلفة.
ومن جهة أخرى، وعن دور الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي الإسلامي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، خلال حديثه بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن الأزهر كان له دور كبير في هذا الحوار منذ فترة مبكرة مع علماء الشيعة، وأن فكرة «دار التقريب» نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام ١٩٤٩م، واستمرت هذه الدار حتى ١٩٥٧م، وأصدرت تسعة مجلدات، تضم أكثر من (٤٠٠٠) صفحة، مبينًا أنه ستتم محاولة إعادة الوضع من جديد، لكن على مصارحة وأخوة.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أهمية وضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي والرأي الآخر، مشيرا إلى أنه حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا، وقال إن هذا المحور هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي.

وأوضح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال حديثه بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن أول شيء هو وقف التنابز، مؤكدًا أن هذا التنابز جعل من الشعب الواحد أعداء، وأن إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار وقوي التأثير، وهذا ما يريده العدو ويحرص عليه حرصًا شديدًا؛ حيث إنه يعتمد على مبدأ «فرِّق تسد»، موضحًا أن الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي وهو الاختلاف في الفكر، فقد يكون له مآلات خطيرة.

وأضاف شيخ الأزهر، أن الأمة الإسلامية تمتلك الكثير من مقومات الوحدة، أولها المقومات الجغرافية؛ فالأمة العربية تجمعها لغة واحدة، كما أننا كمسلمين بتعدادنا الذي يتخطى المليار ونصف مسلم، عقيدتنا واحدة، ونعبد إلهًا واحدًا، ونتجه إلى قبلة واحدة، ولدينا قرآن واحد ما اختلفنا فيه، وأن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية والإلهية، والتي منها حديث قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا- فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته»، موضحا أن أعداء المسلمين ليس من مصلحتهم أن يتوحد المسلمون؛ لأنهم يؤمنون بأن المسلمين لو توحدوا سيمثلون مصدر قوة، فهم يحاولون قدر إمكانهم وقدر مكرهم، أن يبقى المسلم كالغريق، عندما يغطس يرفعونه قليلًا؛ كي يتنفس، ثم يرجعونه مرة أخرى، وهكذا، موضحًا أنه لا يخرجنا من ذلك إلا الوحدة، بمعنى أن يكون لنا في مشاكلنا الكبرى رأي واحد.

search