حسام عبد القادر يكتب: تأملات في واقع الصحافة والإعلام
الجمعة، 07 مارس 2025 01:19 م

حسام عبد القادر
"الصحافة ليست مجرد مهنة؛ إنها نافذة على العالم، ومغامرة نعيشها يوميا بكل تفاصيلها. خلف كل خبر أو مقال قصة، وخلف كل صورة حكاية مليئة بالتحديات والإلهام. في هذه السلسلة، سأفتح صفحات من دفتر ذكرياتي الصحفية، التي قد تكون مهمة للبعض وغير مهمة للبعض الآخر، وكل ما أستطيع الوعد به هو الصدق في كل ما سأكتب".
تأملات في واقع الصحافة والإعلام
لابد أن نستوعب أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تغير حياتنا، والأخطر أن تتحكم بها، ويوما بعد يوم التطور يفوق خيالنا، ولم نعد نعلم ما الذي سيحدث غدا، أو بمعنى أدق في اللحظات القليلة القادمة. قرأت منذ عدة أيام خبر غلق "الاسكايب" دون رجعة، والذي كان من أهم برامج المحادثات في العالم، ولكنه خرج على المعاش من فترة، والآن تم إعلان وفاته تماما، فقد أصبح غير ذي فائدة. ما الذي حدث للاسكايب؟. رغم أنه أداة من أدوات التكنولوجيا إلا أنه لم يواكب التطورات الحديثة وتفوق عليه بجدارة زووم، وجوجل ميت، وتيمز، وغيرها من البرامج، وكانت النتيجة الحتمية هي انهاء خدمته نهائيا. ومن قبله كثير من البرامج والأدوات التي انتهت وظهر غيرها، وقد يتذكر البعض برنامج "أي سي كيو" وقد استخدمته في الفترة من 1998 إلى 2000 وكان وقتها متربعا على العرش بدون منافس، وتليفون النوكيا الذي كان ملء السمع والبصر، وكان حامله يشعر بالفخر والتقدم، والأمثلة كثيرة جدا، وأنا هنا أتحدث عن أدوات وبرامج تكنولوجية نتاج ثورة التكنولوجيا نفسها. ويجب علينا أن نعلم أن من يظل محلك سر ولا يتطور سيكون مصيره مثل الاسكايب، وغيره، وأتذكر زمان في محاضراتي كنت أنصح الشباب دائما بضرورة تعلم الكمبيوتر والإنترنت، بالإضافة للغة أجنبية. هذه النصائح الآن لا تصلح أبدا، لأن الكمبيوتر والإنترنت واللغة هي متطلبات أساسية في الحياة، لم تعد مطلبا إضافيا لزيادة المهارات، من لا يملكها خارج الزمن بالفعل، فحتى النصائح تطورت وأصبحت ضرورة تعلم البرمجة، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وأدوات التكنولجيا الحديثة بشكل عام. نفس الأمر عندما تحدثت عن الصحافة الإلكترونية بداية من منتصف التسعينيات، وبدأت أكتب وأقدم محاضرات عن أهميتها وضرورتها وسط معارضة كثيرين، الآن أصبح أمرا مضحكا أن أقدم محاضرة أو أكتب مقالا عن الصحافة الإلكترونية، فقد حذفنا "مجازا" كلمة إلكترونية، نظرا لأنه لا يوجد حاليا صحافة غير إلكترونية، أما النسخ الورقية من الصحف التي تطبع حاليا فهي مجرد "حلاوة روح" ليس أكثر ولا أقل. واستطاعت التكنولوجيا أن تفرض علينا تغيير مفاهيم ومصطلحات كثيرة في الصحافة والإعلام، حتى كلمة "صحفي" و"إعلامي" فتعريفهم النظري والأكاديمي شيء، وما يحدث في الواقع شيء آخر تماما، ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، فكل من له صفحة على الفيس بوك أو قناة على اليوتيوب يطلق على نفسه صحفي أو إعلامي، ولست معترضا بالمناسبة ولا موافق، أنا أتأمل الوضع فقط، فالصح والخطأ نسبي، وبالتالي فأصحاب المهنة من كتاب وصحفيين وإعلاميين، إن لم يتطوروا سينتهوا مثلهم مثل الإسكايب. ومصطلحات مثل الراديو والتلفزيون يجب أن يعاد النظر فيها وفي تعريفاتها من جديد، وهذا دور كليات وأقسام الإعلام، فلا يجب لطالب الإعلام أن يجد أن ما يدرسه لا علاقة له بالواقع، والمناهج كلها كلام قديم لا وجود له. وأتابع حاليا قرب انتخابات نقابة الصحفيين في مصر، تلك النقابة العريقة التي أسعد وافتخر أني عضوا بها، واتأمل كيف كان كل أملي أنا وجيلي أن نحمل كارنيه هذه النقابة، وما زلت أحمله فخورا به، ولكن هل تتابع نقابة الصحفيين التطور الحاصل في الإعلام؟، وهل الشباب حاليا مهتم بالانضمام إلى نقابة الصحفيين؟ كيف يمكن أن نواجه صحفيين يكتبون أخبارهم ومقالاتهم عن طريق الشات جي بي تي؟، لماذا يحتاج الصحفي الشاب أن يذاكر ويراجع معايير الخبر والتقرير والحوار وكل فنون العمل الصحفي، ولديه من سيكتب له ما يريد خلال ثوان، وكيف سيعرفون معايير مواثيق الشرف الصحفي؟ العديد من الأسئلة تدور في ذهني ولا أجد لها إجابات، وأتمنى أن يشاركني المتابعون بآرائهم في هذا الأمر لعلنا نجد إجابات.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 16 مايو 2025
16 مايو 2025 04:06 م
استقرار أسعار الذهب اليوم الجمعة.. وعيار 21 يسجل 4565 جنيهًا
16 مايو 2025 04:02 م
أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الجمعة 16 مايو 2025
16 مايو 2025 07:00 ص
أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الأربعاء 14 مايو 2025
14 مايو 2025 09:22 ص
أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الثلاثاء 12 مايو 2025
13 مايو 2025 08:00 ص
أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الاثنين 12 مايو 2025
12 مايو 2025 08:30 ص
أكثر الكلمات انتشاراً