الثلاثاء، 04 مارس 2025

10:56 م

وزير الثقافة الإسرائيلي يهاجم فيلم "لا أرض أخرى" بعد فوزه بالأوسكار.. محاولة لتشويهنا

الإثنين، 03 مارس 2025 04:37 م

إسراء علي

فيلم لا أرض أخرى

فيلم لا أرض أخرى

فوز فيلم "لا أرض أخرى" (No Other Land) بجائزة الأوسكار في دورتها الـ97 ألقى بظلاله على السياسة الثقافية الإسرائيلية، وأثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية.

الفيلم الوثائقي الذي أخرجه المخرج الفلسطينيّ الإسرائيليّ، يركز على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة، حيث تكشف كاميرا الفيلم عن عمليات الهدم التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد المنازل والمباني في هذه المنطقة، إلى جانب صراع الفلسطينيين من أجل الحفاظ على مجتمعهم ووجودهم في وجه الممارسات القمعية التي تمارسها إسرائيل.

كما يبرز الفيلم جهود الناشطين الفلسطينيين، الذين يحاولون منع عمليات الهدم والتشريد التي تمارسها القوات الإسرائيلية، مما يجعل القصة أكثر درامية وحساسية في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تعتبر هذه الجائزة في الأوسكار، تتويجًا لفيلم يفضح الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال، وهو ما دفع العديد من المسؤولين الإسرائيليين للتعبير عن استيائهم من هذا التقدير الدولي.

أحد أبرز ردود الفعل كان لوزير الثقافة الإسرائيلي، ميكي زوهار، الذي وصف فوز الفيلم باللحظة "الحزينة" في عالم السينما، مؤكداً أن الفيلم يُعزز رواية مضادة للرواية الإسرائيلية.

زوهار أضاف في تعليقه على منصة "إكس" أن صناع الفيلم اختاروا تصوير الأحداث بشكل "غير منصف"، مختصرين السياق التاريخي والسياسي، وعدم تسليط الضوء على تعقيدات الواقع الإسرائيلي.

واعتبر أن هذا النوع من الأعمال يضر بشكل كبير بصورة إسرائيل في المجتمع الدولي ولا يُعد إبداعًا، بل مجرد "تخريب" للصورة التي حاولت إسرائيل بناءها طوال سنوات.

كما أشار الوزير إلى أن حرية التعبير يجب أن تُستخدم بشكل إيجابي وموضوعي، وليس كأداة لتشويه سمعة إسرائيل، وقد اقترح زوهار أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتبنى تشريعات جديدة توجه الموارد العامة نحو دعم وترويج الأعمال الثقافية التي تلامس قضايا المجتمع الإسرائيلي بدلاً من تمويل الأعمال التي تعتبرها تلحق الأذى بمصالح البلاد على الساحة الدولية.

وجاءت تعليقاته وسط أجواء مشحونة بعد أحداث مأساوية مثل مجزرة 7 أكتوبر، والصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، وهو ما زاد من حساسية الموضوع.

ومن جهة أخرى، في خطابهم أثناء تسلمهم الجائزة، شدد صناع الفيلم على الرسالة الإنسانية التي يحملها العمل، مؤكدين أن هدفهم هو إبراز الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال، ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات جدية" لوقف ما وصفوه بـ "الظلم والتطهير العرقي" الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي.

كما أكدوا على أن الفيلم لا يعرض ممارسات الجيش الإسرائيلي من منظور سياسي ضيق، بل من منظور إنساني بحت، هدفه تسليط الضوء على معاناة المواطنين الفلسطينيين.

تزامن فوز الفيلم مع تصاعد الجدل في إسرائيل حول حرية التعبير والفن، حيث يرى البعض أن هذه الأعمال يمكن أن تسهم في نشر الحقيقة حول ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، بينما يرى آخرون أنها تعزز الصراع وتزيد من الانقسامات بين المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني.

ويمثل هذا الجدل صراعًا مستمرًا بين الاعتراف بالحقيقة كما يراها بعض الفلسطينيين و رفض هذه الحقيقة من جانب البعض الآخر، الذين يعتبرونها تهديدًا لصورة إسرائيل في العالم.

من جهة أخرى، يتساءل العديد من النقاد والمحللين، عن دور السينما و الفن في النزاعات السياسية والصراعات الاجتماعية.

هل يجب أن يُستخدم الفن كأداة لتصحيح الصور النمطية، أم كوسيلة لحماية صورة الدول الكبرى على الساحة الدولية؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، لكن من الواضح أن فيلم "لا أرض أخرى" قد نجح في إثارة نقاشات جادة على المستوى العالمي حول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في المنطقة.

search