خلال ملتقى الفكر الإسلامي لليوم الثاني من رمضان
علماء الأوقاف: الصيام مدرسة إيمانية ترتقي بالنفوس وتحقق التقوى
الإثنين، 03 مارس 2025 11:22 ص
السيد الطنطاوي

ملتقى الفكر الإسلامي
عقدت وزارة الأوقاف، ملتقى الفكر الإسلامي في ثاني أيام شهر رمضان المبارك، ليشهد أجواءً روحانية وإيمانية عامرة، في إطار الدور الدعوي والتثقيفي الذي تضطلع به الوزارة، وحرصها على إثراء النشاط العلمي خلال الشهر الكريم، وجاء الملتقى ضمن الفعاليات المتواصلة التي تُقام في مساجد مصر بمختلف المحافظات، بهدف نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز القيم الإيمانية في نفوس الصائمين.
وأكد العلماء المشاركون في الملتقى، أن الصيام يُعد مدرسة إيمانية تربي النفس، وتهذب الأخلاق، وترتقي بالروح، حيث جعل الله الغاية منه تحقيق التقوى، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وأن التقوى تعني امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وهو ما يتحقق بالصوم، إذ يُدرّب المسلم على كبح الشهوات، وضبط النفس، ومجاهدة الهوى، مما يجعله في مرتبة عالية من الصفاء الإيماني والقرب من الله.
وأشار العلماء إلى أن شهر رمضان، يمثل فرصة عظيمة للعبادات والطاعات التي يرتقي بها العبد إلى أعلى المنازل والدرجات، وأن الصيام يغرس في النفس معاني الرحمة والتراحم، إذ يشعر الصائم بحال الفقراء والمحتاجين، فيندفع إلى مساعدتهم ومد يد العون إليهم، ليحقق التكافل الاجتماعي، الذي يُعد من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
وشدد العلماء على أن الجود والكرم من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم طوال العام، لكنها تتأكد في رمضان، تأسّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان أجود الناس، وأكثر ما يكون جودًا في رمضان، كما جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس -رضي الله عنه-: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ”.

وأوصى العلماء، بضرورة اغتنام شهر رمضان في الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة، من صلاة وذكر ودعاء وقراءة للقرآن، وأكدوا أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد إلى تهذيب الجوارح، وصيانة اللسان من الغيبة والنميمة، وحفظ القلب من الحقد والضغينة، حتى يكون الصائم ممن ينالون المغفرة والعتق من النار.
واختتم الملتقى بتأكيد العلماء أن رمضان هو شهر التغيير والتجديد، وهو فرصة للتقرب إلى الله، والتزود بالتقوى، حتى يستمر أثره في حياة المسلم بعد انقضاء الشهر الكريم، فيظل على صلة دائمة بطاعة الله وعبادته، تحقيقًا لمقصد الصيام الأعظم، وهو تزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، والارتقاء بالروح نحو معارج الكمال الإيماني.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
موعد صرف مرتبات شهر مارس 2025 وجدول الحد الأدنى للأجور
03 مارس 2025 03:20 م
استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الإثنين 3 مارس 2025
03 مارس 2025 12:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً