حكاوي رمضان .. انسحاب منتخب مصر من تصفيات كأس العالم 1938 لهذا السبب

شهر رمضان المبارك، دائمًا ما يأتي بالعديد من الذكريات الرياضية ويحمل أحداث كروية رمضانية لا يمكن نسيانها، ومن تلك الأحداث، حكاية انسحاب مصر من تصفيات كأس العالم 1938.

يعرف المصريون جيدًا قصص الفشل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم؛ من الخسائر والتعادلات في المباريات السهلة، إلى سوء الحظ في المباريات الصعبة، حيث يقتربون من تحقيق الحلم ثم يفقدونه. ومع ذلك، كانت هناك مرات عديدة كانت فيها أسباب عدم تأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم بعيدة عن كرة القدم.

خلال الفترة من ثلاثينيات القرن الماضي حتى نهاية الستينيات، اعتذرت مصر أو انسحبت من المشاركة في التصفيات في عدة مناسبات، ومن أبرزها مقاطعتها لكأس العالم 1966 الذي أقيم في إنجلترا، احتجاجًا على قرار الفيفا الذي ينص على تأهل فريق واحد فقط من قارتي آسيا وأفريقيا بعد التصفيات بينهما.

أما تعد حكايتنا الأساسية في هذا التقرير هي انسحاب منتخب مصر من كأس العالم 1938.

انسحاب مصر من كأس العالم 1938

خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم نسخة عام 1938،قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركة منتخب مصر في التصفيات الأوروبية للمونديال. وأسفرت القرعة عن مواجهة منتخب مصر لمنتخب رومانيا، حيث تقرر إقامة المباراتين ذهابًا وإيابًا في ديسمبر من عام 1937، والذي تزامن مع شهر رمضان المبارك.

رفض الاتحاد المصري خوض المباريات خلال شهر رمضان احترامًا لصيام اللاعبين، ولخشيتهم من تأثير الصيام على أدائهم ولياقتهم البدنية، وطلبوا تأجيل المباراتين إلى ما بعد انتهاء الشهر الكريم.

لكن الاتحاد الدولي رفض هذا الطلب، وأصر الاتحاد المصري على عدم اللعب في رمضان، مما اعتبره الاتحاد الدولي انسحابًا من التصفيات.

تشير بعض الروايات إلى أن رفض اللعب أثناء نهار رمضان كان ذريعة من الاتحاد المصري، الذي لم يكن لديه الموارد المالية الكافية لتغطية تكاليف سفر المنتخب إلى رومانيا.

بغض النظر عن الأسباب، فقد خسرت مصر فرصة المشاركة للمرة الثانية لأسباب تتعلق بالدين والمال.

تاريخ انسحاب مصر من كأس العالم 

شهد عام 1930 إقامة أول بطولة عالمية لكرة القدم تحت مسمى كأس العالم، والتي استضافتها أوروجواي. كان من المقرر أن تشارك مصر في هذه النسخة الأولى مع المنتخبات الأوروبية والأمريكية.

ومن المثير أن البطولة خصصت سفينة تُدعى "كونتي فيردي" لنقل المنتخبات إلى أوروجواي، لكن مصر ويوغوسلافيا لم تتمكنا من اللحاق بها. انتظرت مصر ويوغوسلافيا سفينة أخرى تحمل اسم "كاليفورنيا الترفيهية" في مارسيليا، لكن تأخرت مصر بسبب عاصفة، مما اضطر المنتخب للاعتذار عن المشاركة.

أما في نسختي كأس العالم 1942 و1946، فقد تم إلغاء البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية، وتحولت الملاعب إلى مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين والضحايا.

عادت البطولة في عام 1950، ونظراً للدمار الذي خلفته الحرب في أوروبا، قررت اللجنة المنظمة إقامة البطولة في البرازيل. وقبل بدء التصفيات، أدركت مصر أنها ستتحمل تكاليف سفر مرتفعة، فقررت الانسحاب من التصفيات لتوفير النفقات،  اللجنة المنظمة للمونديال إقامته بعيداً عن القارة العجوز وجاء الاختيار على البرازيل.

اللجنة المنظمة لكأس العالم قررت إقامة البطولة بعيداً عن القارة الأوروبية، وتم اختيار البرازيل كمكان لاستضافتها.

قبل بدء التصفيات، أدركت مصر أنها ستتحمل تكاليف باهظة للسفر، لذا قررت الانسحاب من التصفيات لتوفير النفقات.

كأس العالم 1954.. الخسارة أمام إيطاليا (ذهاباً وإياباً)  

شهدت نسخة كأس العالم 1954 مواجهة منتخب مصر مع إيطاليا في التصفيات، رغم عدم وجود تصفيات قارية في ذلك الوقت. حضر منتخب إيطاليا احتفالاً كبيراً بحضور الرئيس محمود نجيب، وانتهت المباراة الأولى بخسارة مصر 2-1، بينما خسرت في المباراة الثانية 5-1.

كأس العالم 1958.. انسحاب بسبب الكيان الصهيوني  

في نسخة 1958، كان من المقرر أن تواجه مصر قبرص في بداية التصفيات، لكن قبرص انسحبت. تأهلت مصر لمواجهة السودان في الدور الثاني من التصفيات، بينما كانت أندونيسيا ستواجه الكيان الصهيوني المحتل، لكن أندونيسيا قررت الانسحاب. في ذلك الوقت، كان قد مر عام على العدوان الثلاثي ضد مصر، فقررت مصر والسودان الانسحاب، مما ترك الكيان الصهيوني في مواجهة ويلز التي حسمت بطاقة التأهل.

كأس العالم 1962.. الرياح الموسمية تجبر مصر على الانسحاب 

جاءت نسخة 1962، ووقعت في بداية التصفيات، واجهت مصر منتخب السودان، لكن للأسف تزامن موعد المباراة مع الرياح الموسمية. 

قدمت مصر طلبًا رسميًا لتأجيل المباراة، لكن الفيفا رفض ذلك، مما دفع مصر إلى اتخاذ قرار بالانسحاب، وتبعتها السودان في نفس الخطوة، ليغادر الفريقان التصفيات.

كأس العالم 1966.. انسحاب مصر بأمر جمال عبدالناصر 

حصلت إنجلترا على حق استضافة مونديال 1966، مما دفع الرئيس جمال عبدالناصر إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من البطولة احتجاجًا على الاحتلال البريطاني المستمر لبعض الدول الأفريقية. 

وبذلك، لم تشارك مصر، بالإضافة إلى انسحاب العديد من المنتخبات الأفريقية من هذه النسخة.

كأس العالم 1970.. انسحاب مصر بسبب حرب أكتوبر

في هذه النسخة، قررت مصر عدم المشاركة بسبب ظروف حرب أكتوبر ضد الكيان الصهيوني.

كأس العالم 1994.. حادثة "الطوبة" مع زيمبابوي

في عام 1993، واجه المنتخب المصري نظيره الزيمبابوي في مباراة حاسمة للتأهل إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 1994، والتي أقيمت في استاد القاهرة. 

تمكن منتخب الفراعنة من التقدم 2-1، لكن المباراة ألغيت بسبب حادثة "الطوبة" الشهيرة التي أصابت مدرب زيمبابوي. 

وبعد تقديم شكوى، تقرر إعادة المباراة على ملعب محايد في مدينة ليون الفرنسية.

كأس العالم 2010.. موقعة أم درمان

في هذه النسخة، خاض منتخب مصر مباراة فاصلة مع نظيره الجزائري لتحديد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب أفريقيا. حيث تساوى الفريقان في عدد النقاط والأهداف المسجلة والمستقبلة، مما استدعى إقامة مباراة فاصلة في أم درمان بالسودان, خسر المنتخب المصري أمام الجزائر بهدف سجله عنتر يحيى، مما حال دون تأهل الفراعنة إلى مونديال جنوب أفريقيا.

كأس العالم 2014.. فضيحة غانا

في نسخة التصفيات هذه، حقق منتخب مصر انتصارات متتالية في جميع مبارياته بدور المجموعات، مما أتاح له الوصول إلى المباراة النهائية أمام غانا. لكن المنتخب المصري تعرض لفضيحة كروية بعد خسارته أمام غانا بنتيجة 6-1 في مباراة الذهاب، بينما تمكن الفراعنة من الفوز في مباراة الإياب بهدفين مقابل هدف. ومع ذلك، تأهلت غانا إلى مونديال البرازيل 2014 بمجموع المباراتين 7-3.

كأس العالم 2022.. الإخفاق أمام السنغال

وأخيراً، لم يتمكن منتخب مصر من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر، بعد خسارته أمام السنغال في الدور النهائي من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال. حيث أخرجت ركلات الترجيح المنتخب المصري من المنافسة، بعد أن انتهت المباراة بالتعادل، لتبتسم الحظوظ لأسود التيرانجا بنتيجة 3-1.