الأربعاء، 05 مارس 2025

03:43 ص

الصين تمنع خبراء الذكاء الاصطناعي من السفر إلى الولايات المتحدة: خطوة احترازي

السبت، 01 مارس 2025 07:25 م

محمد عماد

الذكاء الاصطناعي الصيني

الذكاء الاصطناعي الصيني

وسط التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين في مجالي الاقتصاد والتكنولوجيا، يبدو أن بكين تتخذ تدابير غير مسبوقة لحماية تفوقها في الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح محورًا رئيسيًا في المنافسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

فبحسب تقرير خاص لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أصدرت السلطات الصينية تعليمات غير رسمية لكبار رجال الأعمال والباحثين في قطاع الذكاء الاصطناعي بتجنب السفر إلى الولايات المتحدة، خشية تسريب معلومات حساسة قد تمنح منافسيها ميزة استراتيجية.

حماية الأسرار التكنولوجية أم لعبة سياسية؟

تشعر بكين بقلق متزايد من أن خبراء الذكاء الاصطناعي الصينيين الذين يسافرون إلى الخارج قد يكشفون عن تقدم البلاد التكنولوجي، سواء بشكل مباشر أو عبر الاختراقات الأمنية التي قد يتعرضون لها أثناء وجودهم في الولايات المتحدة. كما يخشى المسؤولون الصينيون من أن يتم احتجاز المسؤولين التنفيذيين واستخدامهم كأدوات ضغط في المفاوضات التجارية، على غرار قضية مينغ وانزو، المديرة المالية لشركة هواوي، التي تم احتجازها في كندا عام 2018 بناءً على طلب من واشنطن.

وبينما تعمل الصين على تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، يرى قادة البلاد أن الحد من تواصل الخبراء مع نظرائهم في الولايات المتحدة وحلفائها يمثل خطوة ضرورية لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، وحماية الصناعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأشباه الموصلات.

لا حظر رسمي.. لكن توجيهات صارمة

بحسب مصادر مطلعة، فإن القرار ليس حظرًا رسميًا، ولكنه يأتي في شكل توجيهات غير معلنة صادرة عن السلطات في المراكز التكنولوجية الكبرى مثل بكين، وشنغهاي، وتشجيانغ – وهي الأخيرة مقر لشركات عملاقة مثل علي بابا وديب سيك.

وبينما لم يتم الإعلان رسميًا عن هذه التعليمات، كشفت مصادر في القطاع أن السلطات الصينية تحث كبار التنفيذيين على عدم السفر إلى الولايات المتحدة وحلفائها، إلا في حالات الضرورة القصوى. وإذا قرر أحدهم السفر، فإنه يُطلب منه تقديم تقرير مفصل عن زيارته، وشرح من التقى بهم، وما تمت مناقشته خلال الرحلة.

انعكاسات القرار على التعاون العلمي والتجاري

وفقًا لمصادر قريبة من صناعة التكنولوجيا، فإن هذه القيود بدأت تؤثر على المشاركة الصينية في الفعاليات الدولية. على سبيل المثال، رفض ليانج وينفينج، مؤسس شركة ديب سيك الرائدة في الذكاء الاصطناعي، دعوة لحضور قمة الذكاء الاصطناعي في باريس التي عقدت في فبراير/شباط الماضي. وفي واقعة أخرى العام الماضي، ألغى مؤسس إحدى الشركات الناشئة الكبرى في الصين زيارته إلى الولايات المتحدة بعد أن تلقى تعليمات من السلطات في بكين.

هل تتجه الصين إلى العزلة التكنولوجية؟

تأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة أوسع تنتهجها الصين لتعزيز السيادة التكنولوجية وتقليل المخاطر المرتبطة بالتعاون مع الغرب، لا سيما بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين، مثل الرقائق الإلكترونية المتقدمة.

لكن رغم هذه التدابير، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه السياسات إلى تعزيز التفوق التكنولوجي الصيني، أم أنها ستخلق فجوة متزايدة بين الصين والعالم في مجال التعاون العلمي والابتكار؟ في ظل سباق عالمي محموم للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، لا شك أن أي خطوة تقيد تبادل المعرفة والتعاون الدولي قد تكون سلاحًا ذا حدين.

وكيل وزارة البترول: خطة للتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الأعمال وتعزيز مهارات القيادة

"الدراسات العليا والبحوث" يبحث دور الجامعات في تنفيذ إستراتيجية الذكاء الاصطناعي

شركة xAI التابعة لإيلون ماسك تكشف عن روبوت المحادثة الذكي Grok-3

وزارة الاتصالات تطلق فعاليات تقييم جاهزية مصر للذكاء الاصطناعى المسؤول

search