ترامب يتجه لإعلان الإنجليزية لغة رسمية للولايات المتحدة

في خطوة غير مسبوقة من نوعها، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوقيع على أمر تنفيذي يُعلن اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للولايات المتحدة، وهو قرار من شأنه أن يثير جدلاً واسعًا داخل البلاد. هذه الخطوة تعني إلغاء تفويض قديم يعود إلى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والذي كان يُلزم الوكالات الحكومية والمستفيدين من التمويل الفيدرالي بتقديم خدمات لغوية واسعة النطاق لغير الناطقين بالإنجليزية.

الإنجليزية كلغة وطنية لأول مرة

وفقًا لما كشفه البيت الأبيض في بيان رسمي لشبكة "إي بي سي نيوز"، فإن الأمر التنفيذي الجديد يمنح الوكالات الفيدرالية صلاحيات أوسع في تحديد متى وكيف تقدم خدماتها بلغات غير الإنجليزية، دون إلزامها بذلك كما كان في السابق. ومن الناحية القانونية، ستكون هذه المرة الأولى التي تُحدد فيها الولايات المتحدة لغة وطنية رسمية، على الرغم من كون الإنجليزية هي الأكثر استخدامًا بالفعل.

البيت الأبيض دافع عن هذه الخطوة باعتبارها وسيلة لتعزيز وحدة البلاد، مشيرًا إلى أن اعتماد الإنجليزية كلغة رسمية سيسهم في تعزيز كفاءة العمليات الحكومية، وتقليل التعقيدات البيروقراطية، إضافة إلى توفير مسار واضح للمشاركة المدنية. وجاء في ورقة حقائق أصدرها البيت الأبيض: "إنشاء اللغة الإنجليزية كلغة رسمية يعزز الوحدة الوطنية، ويؤسس للكفاءة في العمل الحكومي، ويخلق بيئة أكثر تنظيمًا للمواطنين والمقيمين".

جدل سياسي في خضم معركة أوسع

يأتي هذا القرار في إطار توجه إدارة ترامب نحو تقليص الدعم الحكومي للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التنوع والمساواة والإدماج. فمنذ اليوم الأول له في منصبه، وقع ترامب على أوامر تنفيذية تلزم الوكالات الفيدرالية بإنهاء تمويل البرامج التي تتعلق بالمساواة، كما أصدر لاحقًا أمرًا يلزم المتعاقدين الفيدراليين بعدم الترويج لقيم التنوع والشمولية.

هذا التوجه يعكس مساعي ترامب لإعادة تشكيل السياسات الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة، وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات حقوقية وسياسيين معارضين يرون أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى تهميش فئات واسعة من المجتمع، خصوصًا المهاجرين.

الولايات المتحدة: تنوع لغوي كبير

بحسب مكتب الإحصاء الأميركي، يتحدث سكان الولايات المتحدة أكثر من 350 لغة، وتعد الإسبانية، الصينية، التاغالوغية، الفيتنامية والعربية من بين اللغات الأكثر انتشارًا بعد الإنجليزية. وتشير البيانات إلى أن عدد الأشخاص الذين يتحدثون لغة غير الإنجليزية في منازلهم ارتفع من 23.1 مليون عام 1980 (حوالي 10% من السكان) إلى 67.8 مليون عام 2019 (ما يعادل 20% من السكان).

لكن في المقابل، أظهرت الإحصاءات أن عدد المتحدثين بالإنجليزية في الولايات المتحدة ازداد أيضًا، حيث ارتفع من 187.2 مليون شخص عام 1980 إلى 241 مليونًا عام 2019.

انعكاسات القرار ومستقبله

بينما يرى مؤيدو القرار أنه خطوة ضرورية للحفاظ على هوية البلاد وتعزيز الفعالية في العمل الحكومي، يرى معارضوه أنه قد يشكل عائقًا أمام ملايين الأميركيين الذين لا تعتبر الإنجليزية لغتهم الأولى، ما قد يؤثر على قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية.

الجدل حول هوية الولايات المتحدة اللغوية ليس جديدًا، لكن خطوة ترامب، إذا ما تم تنفيذها، ستكون تحولًا كبيرًا في السياسة الفيدرالية، وقد تفتح الباب أمام تحديات قانونية وسياسية طويلة الأمد. فهل ستكون هذه الخطوة نقطة تحول في سياسات الاندماج، أم أنها ستُضاف إلى قائمة القضايا الخلافية التي تعمّق الانقسام داخل المجتمع الأميركي؟

بعد مواجهة ساخنة مع وترامب..زيلينسكي يشكر امريكا و أوروبا تجدد دعمها لأوكرانيا

توتر غير مسبوق بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض: مواجهة كلامية حادة وانهيار مفاوضات المعادن

البيت الأبيض يعيد تشكيل قواعد الإعلام: من يقرر من يغطّي نشاطات ترامب؟