الأربعاء، 12 مارس 2025

10:18 م

البيت الأبيض يعيد تشكيل قواعد الإعلام: من يقرر من يغطّي نشاطات ترامب؟

الأربعاء، 26 فبراير 2025 08:47 ص

محمد عماد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه سيتولى بنفسه تحديد الصحفيين المسموح لهم بتغطية نشاطات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متجاهلاً بذلك الدور التقليدي لجمعية مراسلي البيت الأبيض، التي كانت مسؤولة لعقود عن تنظيم مشاركة الصحفيين في الفعاليات الرئاسية.

نزاع قانوني وإجراءات تصعيدية

يأتي هذا القرار في أعقاب نزاع قانوني بين البيت الأبيض ووكالة أسوشيتد برس، التي تم منع مندوبيها من دخول المكتب البيضاوي والطائرة الرئاسية. السبب وراء هذا التوتر هو إصرار الوكالة على استخدام تسمية "خليج المكسيك"، رغم إصدار ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتغيير الاسم إلى "خليج أميركا".

تصريحات رسمية: إعادة السلطة إلى الجمهور

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، دافعت عن القرار، مؤكدة أن جمعية مراسلي البيت الأبيض كانت "تملي" لسنوات طويلة من يمكنه الانضمام إلى مجموعة الصحفيين الذين يحصلون على امتيازات خاصة. وأضافت في تصريحاتها:

"ليس بعد الآن. نحن نعيد السلطة إلى الأشخاص الذين يقرأون صحفكم، يشاهدون برامجكم، ويستمعون إلى محطاتكم الإذاعية."

وأوضحت ليفيت أن المسؤولين الإعلاميين في البيت الأبيض هم من سيحددون قائمة الصحفيين الذين يحق لهم تغطية نشاطات الرئيس مستقبلاً.

إدانة من جمعية مراسلي البيت الأبيض

في المقابل، ندّدت جمعية مراسلي البيت الأبيض بالقرار، حيث وصف رئيسها يوجين دانييلز هذه الخطوة بأنها "تمزّق استقلالية الصحافة الحرة في الولايات المتحدة"، معتبرًا أنها تمنح الحكومة سلطة غير مسبوقة لاختيار الصحفيين الذين يغطون نشاطات الرئيس.

من يُسمح لهم بالدخول؟

رغم هذا القرار المثير للجدل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن وسائل الإعلام التقليدية ستظل قادرة على حضور الفعاليات الرئاسية، ولكنها أضافت أن البيت الأبيض سيتيح الفرصة أيضًا لمؤسسات إعلامية جديدة لم تُتح لها هذه الفرصة سابقًا، في إشارة إلى احتمال منح منصات إعلامية محافظة أو داعمة لترامب نفوذًا أكبر في التغطية الصحفية.

المعركة القضائية مستمرة

لم يمر القرار دون تصعيد قانوني، حيث سعت وكالة أسوشيتد برس إلى استصدار أمر قضائي يعيد صحفييها إلى البيت الأبيض، لكن قاضيًا أميركيًا رفض طلب الوكالة بالعودة الفورية، وبدلاً من ذلك، حدّد جلسة استماع الشهر المقبل للنظر في القضية بشكل موسع.

انعكاسات القرار: ضربة للشفافية أم إعادة هيكلة؟

يُنظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها محاولة لتقييد وسائل الإعلام غير الموالية لترامب، وإعطاء مساحة أكبر لمنافذ إعلامية داعمة له. ورغم تأكيد البيت الأبيض أن الإجراء يهدف إلى تحقيق "مزيد من التنوع الإعلامي"، إلا أن معارضيه يعتبرونه ضربة مباشرة لمبدأ حرية الصحافة، وتقليصًا للدور الرقابي للإعلام على الإدارة الأميركية.

ومع استمرار النزاع بين البيت الأبيض ووسائل الإعلام، يبقى السؤال المطروح: هل يمهّد هذا القرار لتغييرات أوسع في علاقة الإدارة الأميركية بالصحافة، أم أنه مجرد معركة جديدة في الصراع الدائر بين ترامب والإعلام التقليدي؟

النادي الثقافي المصري الأمريكي يحتفي بيوم المرأة العالمي بأمسية أدبية استثنائية

المحافظون في ألمانيا يحققون فوزًا تاريخيًا ويستعدون لتشكيل الحكومة الجديدة

تفاصيل تشييع حسن نصر الله وهاشم صفى الدين

search