النادي الثقافي المصري الأمريكي يحتفي بيوم المرأة العالمي بأمسية أدبية استثنائية

في ليلة استثنائية امتزجت فيها الكلمة بالإحساس، والفكر بالإبداع، احتفى النادي الثقافي المصري الأمريكي في نيويورك بيوم المرأة العالمي في أمسية أدبية استثنائية جمعت بين سحر الأدب ووهج التجربة الإنسانية، حيث استضاف النادي الكاتبتين البارزتين أمل الروبي ونجلاء العمري اللتين قدّمتا للحضور جرعة ملهمة من الإبداع والرؤى العميقة التي تروي حكاية المرأة العربية في المهجر. 
وجاءت هذه الاحتفالية لتعكس التقدير لدور المرأة في صياغة الوعي الثقافي والمجتمعي، في حضور عربي واسع ضم نخبة من المفكرين والإعلاميين والشخصيات العامة.

صوت المرأة يتحدث للعالم

افتتحت الأمسية الكاتبة المصرية أمل الروبي، التي اصطحبت الحضور في رحلة عبر محطات حياتها المتعددة، وتنقلاتها بين نيويورك، والنمسا، والسعودية، ومصر، قبل أن تعود إلى أمريكا، حيث شكّلت هذه التنقلات ملامحها الأدبية، وزرعت فيها حسًّا إنسانيًا عميقًا انعكس في أعمالها. 
وتحدثت الروبي عن الكتابة كنافذة مفتوحة على العالم، وجسر يصل الماضي بالحاضر، ويحمل الأحلام إلى المستقبل
وكشفت الروبي عن أثر هذه التنقلات على تشكيل هويتها الأدبية وصقل رؤيتها للحياة، مما انعكس في أعمالها الأدبية التي تميزت بثراء التجربة وتنوّع الأساليب.

أما الكاتبة اليمنية نجلاء العمري، فقد نقلت للحضور تجربة مختلفة ولكن لا تقل إلهامًا، حيث تحدثت عن نشأتها بين اليمن وأمريكا، والتحديات التي واجهتها كامرأة عربية في مجتمع محافظ، استطاعت أن تتحدى القوالب النمطية وتحقق ذاتها وسط بيئتين ثقافيتين مختلفتين ولم يكن طريقها سهلًا، لكن عزيمتها القوية جعلتها نموذجًا يُحتذى به في التحدي والنجاح، لتصبح مصدر فخر لأسرتها ولمجتمعها.

نقاشات ثرية

لم يكن اللقاء مجرد حديث عن التجارب الشخصية، بل تحوّل إلى ساحة حوار ثري، حيث أُتيح للحاضرين طرح أسئلتهم والتفاعل مع الكاتبتين في نقاش مفتوح، اتسم بالصراحة والعمق. أدار اللقاء الإعلامي القدير الدكتور عصام البدري، الذي استطاع بحنكته أن يجعل الحوار ينبض بالحيوية والتفاعل، ليترك أثرًا لا يُنسى في نفوس الحاضرين.

حضور عربي متميز وإشادة بجهود النادي

اتخذت الأمسية طابعًا عربيًا أصيلًا، حيث حضر ممثلون عن مصر، العراق، سوريا، لبنان، اليمن، وتونس، في صورة تجسد روح الوحدة الثقافية العربية في المهجر، وسط دعوات بأن يُصبح اسم النادي “النادي الثقافي المصري العربي الأمريكي”، ليعبر عن هويته الشاملة التي تجمع أبناء الأمة العربية في الغربة.

وكان الحضور الإعلامي في قلب الحدث، حيث شارك في التغطية الإعلامية شخصيات بارزة، من بينهم الأستاذ محمد الكارخي، الأستاذ ماك شرقاوي، الدكتور إيهاب إيهاب، والإعلامية إنعام الطحان، إلى جانب شخصيات عامة وممثلي المجتمع المدني الذين عبّروا عن إعجابهم بمستوى النقاش وجودة الطرح الأدبي والثقافي.

لمسة وفاء وعرفان

أجمع الحاضرون على الإشادة بالدور الكبير للمهندس طارق سليمان، الذي لم يدّخر جهدًا في دعم النادي وأنشطته، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات الثقافية تعزز جسور التواصل بين المثقفين العرب في المهجر. كما شهدت الأمسية مشاركة لعدد من رجال وسيدات الأعمال، كان من بينهم المهندس محمد عبد المنعم حسن، عضو جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، الذي أشاد برؤية النادي وأهميته في تقديم صورة مشرّفة للثقافة العربية في الولايات المتحدة.

ختام بروح الأمل وترقب اللقاء القادم

اختُتمت الاحتفالية وسط أجواء من البهجة والنقاشات المثمرة، حيث عبّر الجميع عن سعادتهم بهذا اللقاء الذي شكّل نقطة مضيئة في المشهد الثقافي العربي في أمريكا. ومع توديع الحضور، كان الوعد قائمًا بلقاء جديد في إفطار رمضان مساء الأحد 9 مارس، ليظل النادي الثقافي المصري الأمريكي منصة للإبداع العربي، وجسرًا يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.