الثلاثاء، 04 مارس 2025

10:38 م

تفاصيل تشييع حسن نصر الله وهاشم صفى الدين

الأحد، 23 فبراير 2025 01:38 م

باسم ياسر

جنازة حسن نصر الله وهاشم صفى الدين

جنازة حسن نصر الله وهاشم صفى الدين

احتشد عشرات الآلاف من أنصار حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الأحد، لتشييع الأمين العام الراحل للجماعة، حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر الماضي، ونائبه هاشم صفى الدين، بعد خمسة أشهر من مقتلهما.

نصر الله: قائد في قلب المقاومة

حسن نصر الله، الذي قاد حزب الله لأكثر من عقدين من الزمن، يعتبر أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين في الشرق الأوسط. خلال فترة قيادته، نجح في تحويل حزب الله من مجرد فصيل مسلح إلى قوة إقليمية ذات تأثير كبير في الصراعات بالمنطقة، لا سيما في مواجهة إسرائيل. 

لكن اغتياله في أواخر سبتمبر خلال اجتماع في مخبأ في الضاحية الجنوبية لبيروت، ألقى بظلاله على مستقبل الجماعة وأدى إلى تصعيد جديد في النزاع بينها وبين إسرائيل.

الجنازة الشعبية: توافد الحشود من مختلف أنحاء المنطقة

في صباح الأحد، امتلأ ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، أكبر الملاعب في لبنان، بعشرات الآلاف من الأشخاص الذين جاءوا للمشاركة في الجنازة الشعبية. 

هذا المكان، الذي يقع في قلب معقل حزب الله، شهد تجمعات ضخمة من محبي نصر الله والمقاومة، الذين حملوا صور قائدهم الراحل ورايات حزب الله. وفي تقريرها، أفادت قناة "المنار" التابعة لحزب الله بأن "مدينة كميل شمعون الرياضية امتلأت بعشرات الآلاف من محبي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذين جاءوا للمشاركة في تشييع رمزين من رموز المقاومة، الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين استشهدا بغارات إسرائيلية غادرة خلال العدوان على لبنان".

وأضافت القناة في تقريرها: "في قلب هذه اللحظات الحزينة، التي طغى عليها الألم والمشاعر الجياشة، حمل المشاركون رايات حزب الله والأعلام اللبنانية، مرفوعة بفخر، مع صور الشهيدين اللذين طبعوا تاريخ المقاومة".

 هذه اللحظات كانت بمثابة إعلان عن أن حزب الله، رغم الصعوبات التي يواجهها، لا يزال قوياً ويحظى بولاء شديد من أنصاره.

وفود إقليمية وحضور دولي بارز

كان للحضور الدولي دور كبير في هذه المراسم، حيث وصل إلى بيروت وفود من عدة دول إقليمية داعمة لحزب الله. من أبرز الشخصيات التي حضرت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي مثل الرئيس الإيراني في المراسم، بالإضافة إلى وفد عراقي رفيع المستوى يضم شخصيات سياسية ودينية، فضلاً عن ممثلين عن جماعة الحوثي اليمنية. كما وصل إلى بيروت رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، وعائلات شخصيات إيرانية بارزة، بما في ذلك عائلة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، والوزير السابق حسين أمير عبد اللهيان، إلى جانب القائد العسكري السابق لقوات "فيلق القدس" قاسم سليماني.

تأثيرات الاغتيال: اختبار قوة حزب الله

يعد اغتيال حسن نصر الله بمثابة ضربة قاصمة لحزب الله، الذي تعرض لعدة خسائر كبيرة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ما ألحق أضرارًا فادحة في صفوف قيادته ومقاتليه.

 إلا أن هذه الجنازة كانت بمثابة اختبار لإظهار القوة والقدرة على الاستمرار في مواجهة التحديات، سواء كانت من إسرائيل أو من القوى الدولية الأخرى.

ومع حضور هذه الوفود الإقليمية والدولية، كان الهدف من الجنازة إيصال رسالة مفادها أن حزب الله لا يزال في قلب معادلة الصراع الإقليمي، وأنه مستعد لاستكمال الطريق الذي بدأه نصر الله وزملاؤه.

search