ما هي ظاهرة انشطار الدوامة القطبية: موجة برد قارس تضرب الدول العربية حتى نهاية الأسبوع

تشهد منطقة شرق البحر المتوسط، بما في ذلك بلاد الشام والعراق وشمال السعودية ومصر، ظاهرة مناخية نادرة تُعرف بـ "انشطار الدوامة القطبية"، ما يؤدي إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج في بعض المناطق. مع هذه الموجة القطبية القوية، يستعد سكان هذه الدول لاستقبال تيارات هوائية باردة قادمة مباشرة من القطب الشمالي، في حدث جوي غير معتاد خلال هذا التوقيت من العام.

ما هي الدوامة القطبية؟

الدوامة القطبية هي نظام دائري من الرياح الباردة يدور حول القطب الشمالي في طبقات الجو العليا. تعمل هذه الدوامة كحاجز طبيعي يمنع الهواء البارد من التحرك جنوبًا نحو المناطق المعتدلة والدافئة. تكون هذه الدوامة قوية خلال فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة بشدة في القطب الشمالي، لكنها أحيانًا تتعرض لاضطرابات تؤدي إلى انقسامها، مما يسمح للهواء القطبي بالاندفاع نحو خطوط العرض الأدنى، ما يسبب موجات برد قاسية كما يحدث حاليًا في الشرق الأوسط.

كيف يحدث انشطار الدوامة القطبية؟

بحسب أستاذ علم المناخ والأرصاد الجوية بجامعة لينكولن في بريطانيا، إدوارد حنا، فإن انشطار الدوامة القطبية هو عملية اضطراب في الغلاف الجوي تؤدي إلى انقسامها إلى دوامتين أصغر، مما يؤدي إلى انتشار الهواء البارد جنوبًا، وتأثر مناطق واسعة من العالم بهذه الظاهرة. وأشار مركز "طقس العرب" إلى أن وجود منطقة ضغط جوي مرتفع فوق الدوامة القطبية يتسبب في انقسامها، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء البارد بقوة نحو مناطق مثل أمريكا الشمالية وأوراسيا، وهو ما نشهده حاليًا في دول شرق المتوسط.

التأثيرات المتوقعة في الدول العربية

تشمل تأثيرات هذه الموجة القطبية انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، وتساقطًا للثلوج، ورياحًا قوية تزيد من الشعور بالبرد القارس. وقد أطلقت الأرصاد الجوية في الأردن اسم "جلمود" على هذه العاصفة، بينما سُمّيت بـ"آدم" في لبنان. ووفقًا لخبراء الأرصاد، فإن هذه الموجة تعد الأقوى منذ سنوات بسبب شدتها وطول مدتها.

بلاد الشام والعراق:

• يتوقع تساقط الثلوج على المرتفعات في الأردن وسوريا ولبنان والعراق، مع تراكمات ملحوظة في بعض المناطق.
• درجات الحرارة قد تنخفض إلى ما دون الصفر في بعض المناطق الداخلية، مع تشكل الصقيع والانجماد.
• رياح قوية قد تزيد من الإحساس بالبرودة، مع تحذيرات من اضطرابات مرورية نتيجة الانزلاقات الجليدية.

شمال السعودية:

• انخفاض كبير في درجات الحرارة، مع فرص لتساقط الثلوج على مرتفعات تبوك والمناطق الشمالية من المملكة.
• رياح باردة تزيد من قسوة الطقس، خاصة في المناطق الصحراوية.

مصر:

• رغم تأثر مصر بالموجة القطبية، إلا أن الطقس سيكون جافًا مع برودة شديدة، خاصة خلال الليل.
• قد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق، مع توقعات بتشكل الصقيع على المزروعات.
• اضطراب في حركة الملاحة البحرية، مع ارتفاع أمواج البحر المتوسط إلى 2-3 أمتار.

العلاقة بين الدوامة القطبية والتغير المناخي

يعتقد بعض العلماء أن ظاهرة انشطار الدوامة القطبية قد تكون مرتبطة بالتغير المناخي، حيث يشير الباحثون إلى أن ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي قد يؤدي إلى زيادة عدم استقرار الدوامة القطبية، مما يجعل موجات البرد القارس أكثر شيوعًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة.

عالمة الغلاف الجوي إيمي بتلر من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) توضح أن بعض النماذج المناخية تشير إلى أن ذوبان الجليد البحري قد يؤثر على استقرار الدوامة القطبية، لكن العلاقة لا تزال غير مؤكدة.

توصيات للتعامل مع الموجة القطبية

نظرًا لشدة البرودة المتوقعة، ينصح خبراء الأرصاد والمراكز المختصة باتخاذ الإجراءات التالية:

• ارتداء ملابس ثقيلة، خاصة للأطفال وكبار السن لتجنب التعرض لمشكلات صحية بسبب البرد القارس.
• تجنب الخروج في الأوقات التي تكون فيها الرياح شديدة، خاصة بالقرب من اللوحات الإعلانية والأشجار العالية.
• الحذر أثناء القيادة في المناطق التي يتساقط فيها الثلج أو تتشكل فيها طبقات الجليد.
• حماية المزروعات من الصقيع باستخدام وسائل التدفئة المناسبة، حيث أصدرت وزارة الزراعة المصرية تحذيرات للمزارعين بهذا الشأن.

متى تنتهي هذه الموجة؟

بحسب توقعات الأرصاد الجوية، فإن هذه الموجة القطبية ستستمر حتى نهاية الأسبوع، مع توقعات بانحسار تدريجي للبرد القارس اعتبارًا من يوم 26 فبراير. ومع ذلك، من المحتمل أن تستمر درجات الحرارة المنخفضة لعدة أيام أخرى قبل أن تعود إلى معدلاتها الطبيعية.

تشير هذه الظاهرة الجوية إلى مدى تعقيد وتأثير الأنظمة المناخية على حياتنا اليومية، حيث تجلب الدوامة القطبية معها تحديات كبيرة تتطلب استعدادًا جيدًا. وبينما تستعد الدول العربية لمواجهة هذه الموجة القطبية القوية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير التغير المناخي على تكرار مثل هذه الظواهر في المستقبل.

العاصفة القطبية "جلمود" تضرب دولًا عربية.. برد قارس وثلوج كثيفة

احتجاز بلوجر تركي شهير بتهم التحريض والكراهية ضد أردوغان والسوريين

من هو محمد شاهين قيادى حماس الذي اغتالته إسرائيل؟