الأربعاء، 05 مارس 2025

06:33 ص

وكيل الأزهر: اكتمال مشروع الأزهر لكتابة المصحف الشريف قريبا

الإثنين، 17 فبراير 2025 10:35 ص

السيد الطنطاوي

خلال ملتقى الخط العربي

خلال ملتقى الخط العربي

أعلن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عن قرب اكتمال مشروع الأزهر لكتابة المصحف الشريف، وذلك ‏بعد أن استكملت معظم مراحله؛ مشيرا إلى خطوات المشروع بأنه تم الإعلان أولًا عن مسابقة لاختيار أمهر الخطاطين والمزخرفين ‏المصريين، للقيام بهذه المهمة الجليلة؛ مما أسفر في المرحلة النهائية للمسابقة عن تنافس ثلاثين خطاطًا، ‏وستة مزخرفين، قام كل خطاط منهم بكتابة جزء كامل من القرآن الكريم، ومضيفا أنه وبعد تحكيم ما تقدموا به إلى لجنة ‏التحكيم، التي ضمت شيوخ الخطاطين في مصر؛ وقع الاختيار على الأستاذ محمود السحلي؛ ليفوز بشرف ‏كتابة المصحف الشريف، وقال إنه بإتمام هذا المشروع على خير وبمشيئة من الله تعالى، يصير للأزهر الشريف ‏مصحفه الخاص به.

جاء ذلك خلال افتتاح فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بالجامع الأزهر، النسخة الثالثة ‏من ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة الإسلامية، الذي يستضيفه الجامع الأزهر، برعاية فضيلة ‏الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، بمشاركة ‏نخبة من علماء الأزهر وفناني الخط العربي، في خطوة تعكس اهتمام الأزهر بالحفاظ على التراث الفني ‏الإسلامي.‏  

وأكد وكيل الأزهر أن هذا الملتقى يأتي ضمن فعاليات الأزهر الشريف، التي يشارك بها في ظل دعم السيد ‏الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لكل حراك علمي ومجتمعي، يبث في نفوس الناس الأمل، ‏وينشر الجمال والتفاؤل. 

كما نقل فضيلته تحيات فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودعواته ‏للملتقى بالتوفيق والنجاح، مشيرا إلى أن الفنون تُعدُّ مُكوِّنًا بارزًا من مكونات الثقافة الإسلامية؛ حيث أبدع المسلمون في ‏كثير من الفنون القولية نثرًا وشِعْرًا، وأبدعوا كذلك في غيرها من الفنون عمارة وخطًّا وزخرفة. 

وأضاف: قد كان للخط ‏العربي والزخرفة نصيب وافر من هذا الإبداع، يؤكد لنا ذلك تنوع أنماطه وأشكاله، وتَعدُّد مراحل تطوره عبر ‏تاريخ الأمة، خاصة أنه قد ارتبط بشكل أساسي بكتابة المصاحف؛ فقد اعتنى المسلمون بها تزيينًا وتحلية ‏قدر عنايتهم بها تدقيقًا وضبطًا. كما ارتبط فن الخط أيضا بنَسْخ المخطوطات العلمية التي تداولها العلماء ‏وطلاب العلم؛ فلمعت في هذا المجال أسماء عدد من النُّسَّاخ، الذين اشتهروا بالضبط مع جمال الخط؛ ‏فأصبح المخطوط العربي على أيديهم في الرتبة العليا من الجمال والدقة.‏

وقال فضيلته إنه لم يَفُتِ الفنان المسلم عندما استشعر ما للخط العربي والزخرفة الإسلامية من قيمة جمالية، ‏أن يجعل من الكتابة العربية مادة مناسبة لتتزين بها العمائر الإسلامية؛ فزينت المحاريب، وجدران المساجد، ‏والمدارس، والأسبلة، والتكايا، والقصور، بآيات من كتاب الله العزيز، وأبيات من الشعر العربي، وتوقيعات ‏للخلفاء والأمراء ورجال الدولة. مشيرًا فضيلته إلى التزام الأزهر الشريف بأداء دوره المنوط به من الحفاظ ‏على هُوِيَّة الأمة ونَشْر الوعي بثقافتها الأصيلة بين أبنائها، وحرصه على أن يكون للخط العربي والزخرفة ‏الإسلامية ملتقى سنويًّا تلتقي فيه أقلام كبار عباقرة هذا الفن الإسلامي الأصيل مع أعمال شباب ‏الخطاطين؛ ليعود ذلك بالنفع على هذا المُكوِّن الثقافي الذي يُعدُّ شاهدًا من شواهد عظمة هذه الأمة، ومظهرًا ‏من مظاهر حضارتها.‏  

وأضاف: في هذا السياق، أودُّ أن أعلن لحضراتكم عن قرب اكتمال مشروع الأزهر لكتابة المصحف الشريف، وذلك ‏بعد أن استكملت جل مراحله؛ فقد تم الإعلان أولًا عن مسابقة لاختيار أمهر الخطاطين والمزخرفين ‏المصريين للقيام بهذه المهمة الجليلة؛ مما أسفر في المرحلة النهائية للمسابقة عن تنافس ثلاثين خطاطًا، ‏وستة مزخرفين، قام كل خطاط منهم بكتابة جزء كامل من القرآن الكريم، وبعد تحكيم ما تقدموا به إلى لجنة ‏التحكيم التي ضمت شيوخ الخطاطين في مصر؛ وقع الاختيار على الأستاذ محمود السحلي؛ ليفوز بشرف ‏كتابة المصحف الشريف، وبإتمام هذا المشروع على خير -بمشيئة من الله تعالى- يصير للأزهر الشريف ‏مصحفه الخاص به.‏  

وعن بقية أعمال المتسابقين الذين تأهلوا إلى المرحلة النهائية للمسابقة؛ قال فضيلته: خُصِّص لها ‏جناح في هذا الملتقى، هذا إلى جانب ما يضمه الملتقى على هامشه من ورش فنية، وندوات حوارية، يدور ‏الحديث فيها حول تاريخ كتابة المصحف الشريف، ودور الأزهر في الحفاظ على التراث الفني ‏الإسلامي، وما يحويه الجامع الأزهر من خطوط.‏. وأعلن وكيل الأزهر عن تنظيم برنامج دعوي وتثقيفي متكامل، تقام فعالياته في الجامع ‏الأزهر خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث يشمل هذا البرنامج مقارئ يومية للقرآن الكريم برواية الإمام ‏حفص عن الإمام عاصم، وأخرى بالقراءات العشر، ويشمل كذلك ملتقيات يومية فقهية وفكرية، وملتقيات ‏للمرأة، هذا إلى جانب ملتقى القضايا المعاصرة الذي سينعقد بمشيئة الله تعالى، بعد صلاة التراويح بصفة ‏يومية.‏

وقال فضيلته إن الرواق الأزهري، دشن منصته الإلكترونية لحفظ القرآن الكريم، ‏التي خصَّصها للمصريين في الخارج، وقد بدأ العمل الفعلي بها؛ لتستوعب حتى اليوم خمسمئة دارس من ‏تسع وستين دولة، موزعين على مئة غرفة افتراضية، ويقوم بالتحفيظ خلالها مئة محفظ من خيرة محفظي ‏القرآن الكريم بالرواق الأزهري؛ وذلك استكمالًا لدور الأزهر الشريف في نشر تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ‏بمنهج وسطي معتدل، يمثل صحيح الإسلام بين أبناء الأمَّة، وفي مقدمة ذلك: العناية بالقرآن الكريم حفظًا ‏وإتقانًا.‏
 

search