الأربعاء، 05 مارس 2025

06:29 ص

ذكري اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون

الأحد، 16 فبراير 2025 01:16 م

محمد عماد

ذكري اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون

ذكري اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون

تحل اليوم الذكرى الثالثة بعد المئة على واحد من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، وهو اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر، وذلك في الرابع من نوفمبر عام 1922. 

اكتشافٌ أحدث ضجة عالمية لم تهدأ حتى يومنا هذا، نظرًا لأن المقبرة تعد الوحيدة بين مقابر الفراعنة التي وُجدت محتوياتها كاملة تقريبًا، دون أن تمتد إليها أيدي اللصوص.

قاد هذا الاكتشاف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي كان يعمل بتمويل من اللورد كارنارفون، أحد أبرز هواة جمع الآثار في ذلك الوقت. وبعد سنوات من البحث والتنقيب المضني، حالفهما الحظ أخيرًا في خريف عام 1922، عندما عثر فريق التنقيب على درجات تؤدي إلى مدخل المقبرة رقم 62 في وادي الملوك. لم يكن أحد يدرك حينها أن هذه البوابة الصغيرة ستفتح على كنز أثري لا يقدر بثمن.

في السادس عشر من فبراير عام 1923، أصبح كارتر أول إنسان يدخل الغرفة الداخلية للمقبرة منذ أكثر من 3000 عام، ليجد نفسه أمام مشهد مذهل: آلاف القطع الأثرية المكدسة بإحكام، من المجوهرات والأسلحة والعروش الذهبية إلى الملابس ومستحضرات التجميل والتماثيل، بل حتى ألعاب الطفولة الخاصة بالفرعون الصغير. بلغ إجمالي عدد القطع الأثرية المكتشفة أكثر من 5000 قطعة، شكلت نافذة فريدة على حياة المصريين القدماء، لا سيما في البلاط الملكي.

لم يكن استخراج الكنوز مهمة سهلة؛ فقد استغرق الأمر عدة سنوات لنقل وفهرسة هذه القطع الثمينة. بدأ العمل الفعلي في تنظيف الغرفة الأمامية للمقبرة في ديسمبر 1922، واستغرق حوالي سبعة أسابيع، قبل أن يتم فتح غرفة الدفن رسميًا في منتصف فبراير 1923. وفي الثاني عشر من فبراير 1924، رُفع الغطاء الجرانيتى للتابوت الملكي، في واحدة من أكثر اللحظات إثارة في علم الآثار.

لكن الاكتشاف لم يخلُ من الجدل، إذ سرعان ما انتشرت شائعات حول "لعنة الفراعنة" بعد وفاة اللورد كارنارفون في الخامس من أبريل 1923، أي بعد أشهر قليلة من فتح المقبرة. وعلى الرغم من أن وفاته كانت بسبب عدوى ناتجة عن لسعة بعوضة، إلا أن الصحافة العالمية التقطت الخيط وبدأت في نشر قصص خرافية عن لعنة تحل بكل من يجرؤ على اقتحام مقبرة الملك الذهبي.

المقبرة نفسها، رغم ثرائها العظيم، متواضعة الحجم مقارنة بمقابر ملوك الدولة الحديثة الآخرين، وهو ما يعكس فترة حكم توت عنخ آمون القصيرة التي لم تتجاوز تسع سنوات. يثير هذا الأمر تساؤلات حول الكنوز التي ربما دُفنت مع فراعنة أقوياء مثل تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، لو لم تتعرض مقابرهم للنهب عبر العصور.

لا يزال اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون واحدًا من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، حيث ساعد على إعادة تشكيل فهمنا للحضارة المصرية القديمة، وأثار شغف العالم بالمومياوات والفراعنة. واليوم، تبقى كنوز الملك الشاب شاهدًا على عظمة مصر القديمة، حيث تُعرض أبرز القطع في المتحف المصري الكبير، لتواصل إبهار الأجيال المتعاقبة.


الزلازل تضرب إثيوبيا بقوة غير مسبوقة.. هل يشكل سد النهضة قنبلة موقوتة؟

طقس اليوم الأحد وغدًا الاثنين انخفاض درجات الحرارة ليلا

حدث في مثل هذا اليوم 16فبراير اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

search