الأربعاء، 05 مارس 2025

06:13 ص

الزلازل تضرب إثيوبيا بقوة غير مسبوقة.. هل يشكل سد النهضة قنبلة موقوتة؟

الأحد، 16 فبراير 2025 01:00 م

محمد عماد

زلزال اثيوبيا اليوم

زلزال اثيوبيا اليوم

أثار الزلزال الأخير الذي ضرب إثيوبيا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر حالة من القلق في الأوساط العلمية، خاصة أنه يعد الأكبر الذي تشهده المنطقة منذ 64 عامًا. هذا الحدث الزلزالي دفع العديد من الخبراء إلى التساؤل حول أسبابه وتداعياته المحتملة، خصوصًا في ظل النشاط الزلزالي غير المسبوق الذي تشهده البلاد مؤخرًا.

وفي هذا السياق، صرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، خلال حديثه لبرنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية "القاهرة والناس"، بأن إثيوبيا شهدت تصاعدًا ملحوظًا في النشاط الزلزالي خلال الأشهر الماضية، حيث تم تسجيل 120 زلزالًا في شهر يناير الماضي فقط، بالإضافة إلى 77 زلزالًا في ديسمبر، ليصل إجمالي الهزات الأرضية المسجلة خلال شهرين إلى 180 زلزالًا، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 3 و5 زلازل سنويًا بقوة 4 درجات أو أكثر.

وأوضح شراقي أن هذا النشاط غير الاعتيادي قد يكون مرتبطًا بعوامل جيولوجية معقدة، لكنه لم يستبعد وجود صلة محتملة بين هذا الاضطراب الزلزالي وبين سد النهضة، مشيرًا إلى ضرورة إجراء دراسات علمية دقيقة لتأكيد هذا الارتباط. ومع ذلك، أشار إلى أن السلطات الإثيوبية لم تسمح لمكتب الدراسات الفرنسي "BRL"، المتخصص في دراسات السدود، بتنفيذ أبحاث ميدانية حول تأثير السد على النشاط الزلزالي في المنطقة.

وأشار الخبير الجيولوجي إلى أن سد النهضة، الذي يحتوي حاليًا على نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، يشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا في حال تعرضه لأي تصدع أو انهيار، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى طوفان كارثي يهدد ملايين البشر في السودان، ويحدث دمارًا واسع النطاق في المناطق الواقعة على مجرى النيل.

كما حذر شراقي من أن تكرار الزلازل في محيط السد قد يؤدي إلى زعزعة استقراره، خاصة أن إثيوبيا سبق أن شهدت زلازل بلغت شدتها 6.5 درجات على مقياس ريختر. واستشهد بوقوع زلزال بقوة 4.4 درجات بالقرب من السد في 8 مايو 2023، ما يثير تساؤلات حول مدى تحمل السد لمثل هذه الهزات الأرضية في المستقبل.

وأكد أن الأوضاع الراهنة تتطلب تحركًا علميًا جادًا لدراسة المخاطر المحتملة، مشددًا على أهمية الشفافية في تبادل المعلومات الجيولوجية والزلزالية المتعلقة بسد النهضة، نظرًا لكونه مشروعًا يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.

في ضوء هذه المعطيات، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة البنية الإنشائية لسد النهضة على الصمود أمام الزلازل المستقبلية، وما إذا كانت السلطات الإثيوبية ستسمح بإجراء أبحاث مستقلة حول تداعيات السد على النشاط الزلزالي في المنطقة. وبينما يستمر النشاط الزلزالي في التصاعد، تظل العيون شاخصة نحو التطورات المقبلة، في انتظار إجابات قد تكون حاسمة لمستقبل ملايين البشر في دول حوض النيل.

وبحسب الإحصائيات، فقد شهدت المنطقة المحيطة بإثيوبيا خلال العقد الماضي وقوع 422 زلزالًا بقوة 4 درجات فأكثر ضمن نطاق 300 كيلومتر، بمعدل سنوي بلغ 42 زلزالًا، أي ما يعادل ثلاثة زلازل شهريًا. وتظهر البيانات أن زلزالًا قويًا يضرب المنطقة كل ثمانية أيام تقريبًا.

وقد شهد عام 2025 وحده عددًا غير معتاد من الزلازل القوية، حيث تم تسجيل 213 زلزالًا بنفس القوة خلال العام، وكان أقواها بقدر 6 درجات على مقياس ريختر. هذا النشاط الزلزالي المكثف يثير المزيد من المخاوف حول مستقبل المنطقة ومدى تأثر المنشآت الكبرى، وعلى رأسها سد النهضة، بهذه التغيرات الجيولوجية.


طقس اليوم الأحد وغدًا الاثنين انخفاض درجات الحرارة ليلا

حدث في مثل هذا اليوم 16فبراير اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

فضل العمرة في شهر شعبان.. دار الإفتاء توضح

search