الجفاف يضرب القطاع الفلاحي المغربي: تراجع أعداد الماشية وانخفاض الإنتاج الزراعي
الجمعة، 14 فبراير 2025 10:40 ص
محمد عماد

الثروة الحيوانية في المغرب
كشف وزير الفلاحة المغربي، أحمد البواري، عن تراجع أعداد الأبقار والأغنام في المغرب بنسبة 38% مقارنة بآخر إحصاء رسمي أُجري قبل تسع سنوات، وذلك بسبب الجفاف المتواصل الذي يضرب البلاد منذ ستة أعوام متتالية.
جفاف متفاقم وتأثيرات كارثية على الزراعة
أوضح البواري، في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، أن شحّ الأمطار خلال الموسم الحالي بلغ 53% أقل من متوسط الثلاثين عامًا الماضية، مما أدى إلى نقص حاد في الموارد المائية، وارتفاع مستويات التصحر، وانخفاض كميات الأعلاف الطبيعية للمواشي. وأضاف أن هذا النقص أثّر على إنتاج اللحوم الحمراء، مما دفع الحكومة إلى زيادة واردات الماشية للحفاظ على استقرار الأسواق المحلية.
كما أدى الجفاف إلى تراجع نسبة امتلاء خزانات السدود الوطنية إلى 26%، في وقت جرى إعطاء الأولوية لتزويد المدن بالمياه الصالحة للشرب على حساب المزارع، الأمر الذي أثر سلبًا على إنتاج المحاصيل الأساسية، مثل القمح والشعير.
زيادة واردات الماشية واللحوم الحمراء
لمواجهة هذا التحدي، اتخذت الحكومة المغربية إجراءات استثنائية، حيث ألغت الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة على واردات الماشية واللحوم الحمراء لعام 2025، وذلك في محاولة لضبط الأسعار وضمان الإمدادات الكافية للسوق المحلية.
ووفقًا للبوارى، استورد المغرب حتى الآن 124 ألف رأس من الأغنام، و21 ألف رأس من الأبقار، و704 أطنان من اللحوم الحمراء، وذلك لتعويض النقص الحاد في الإنتاج المحلي.
تدهور موارد المياه في أهم المناطق الزراعية
تشير البيانات الرسمية إلى أن منطقة دكالة، وهي من أبرز المناطق الزراعية في المغرب، تعاني من نسبة امتلاء سدود لا تتجاوز 2%، فيما بلغت النسبة في منطقة سوس ماسة 15%، وهو ما يعكس حجم الأزمة التي يواجهها المزارعون.
وفي ظل هذه الظروف، تسعى الحكومة إلى تسريع مشاريع تحلية المياه كحل استراتيجي لتعويض النقص الحاد في الموارد المائية، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالجفاف.
محاصيل الحبوب في خطر
رغم الصعوبات المناخية، بلغت المساحة المزروعة بالمحاصيل الأساسية، مثل القمح اللين والقمح الصلب والشعير، نحو 2.6 مليون هكتار، مقارنة بـ2.4 مليون هكتار في العام الماضي. ومع ذلك، حذّر البواري من أن نمو هذه المحاصيل سيظل مرهونًا بمستوى التساقطات المطرية حتى نهاية مارس، مما يضع الإنتاج الزراعي في وضع غير مستقر.
وكان إنتاج الحبوب في المغرب قد انخفض بنسبة 43% العام الماضي، حيث لم يتجاوز 3.1 مليون طن، وهو ما زاد من الضغوط على الاقتصاد الزراعي، الذي يُعتبر أحد القطاعات الحيوية في البلاد.
أزمة مستمرة وحلول محدودة
في ظل استمرار شحّ الأمطار وانخفاض المخزون المائي، يواجه القطاع الزراعي المغربي تحديات غير مسبوقة، مما يجعل الحاجة إلى استراتيجيات بديلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. وبينما تراهن الحكومة على تحلية المياه وزيادة الواردات لتخفيف الأزمة، يبقى مستقبل الزراعة المغربية مرتبطًا بعوامل مناخية غير مضمونة، وتحديات اقتصادية تتطلب حلولًا مستدامة.
العراق يتنازل عن 256 مليون دولار من ديون النفط المستحقة على موزمبيق
الاتحاد الإفريقي: الحرب في السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم
اشتباكات عنيفة في الخرطوم: الجيش يسعى لاستعادة قاعة الصداقة وسط تصاعد المعارك
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
سعر الدولار اليوم الخميس مقابل الجنيه المصري
06 مارس 2025 01:55 ص
الاقتصاد الإماراتي يواصل نموه القوي بالأنشطة غير النفطية
05 مارس 2025 07:01 م
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري في ختام التعاملات اليوم الاربعاء
05 مارس 2025 06:44 م
أكثر الكلمات انتشاراً