الخميس، 06 مارس 2025

05:55 ص

الاتحاد الإفريقي: الحرب في السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم

الجمعة، 14 فبراير 2025 10:31 ص

محمد عماد

الحرب في السودان

الحرب في السودان

وصف مسؤولون في الاتحاد الإفريقي، اليوم الثلاثاء، النزاع المستمر في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، محذرين من تداعياته الكارثية على المدنيين، لا سيما الأطفال الذين يعاني مئات الآلاف منهم من سوء التغذية الحاد.

حرب بلا نهاية ونزوح غير مسبوق

منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت الاشتباكات العنيفة في نزوح حوالي 12 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الاتحاد الإفريقي ولجنة الإنقاذ الدولية. وقد أدت المواجهات إلى تدمير واسع للبنية التحتية وانهيار الخدمات الأساسية، مما جعل الأوضاع الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.

وفي هذا السياق، قال محمد بن شمباس، رئيس اللجنة الإفريقية المعنية بالسودان، عبر منصة "إكس"، إن الحرب "عرقلت إيصال المساعدات الإنسانية، وتسببت في نقص حاد في الغذاء، وفاقمت أزمة الجوع في البلاد".

وأضاف أن "الأطفال والنساء يتعرضون لانتهاكات متواصلة، فيما يعاني كبار السن والمرضى من غياب الرعاية الطبية الأساسية"، مشددًا على أن هذه الأزمة الإنسانية هي "الأسوأ عالميًا".

تفاقم سوء التغذية وسط الأطفال

من جانبه، حذر ولسون ألميدا أداو، المسؤول في الاتحاد الإفريقي المعني برعاية الأطفال، من الزيادة الحادة في حالات سوء التغذية بين الأطفال. وأوضح في منشور عبر "إكس" أن عدد الأطفال الذين تلقوا علاجًا لسوء التغذية في المستشفيات السودانية خلال عام 2024 تجاوز 431 ألف طفل، مع ارتفاع نسبة المرضى الذين يعانون سوء التغذية بنسبة 44% مقارنة بالعام الماضي.

وأشار أداو إلى تقارير متزايدة عن انتهاكات خطيرة في مناطق النزاع، تشمل هجمات على المدارس والمستشفيات، وتجنيد الأطفال قسريًا، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

أزمة دارفور: منع المساعدات يزيد المعاناة

في ظل هذا الوضع المتردي، يواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تقاسم السيطرة على البلاد؛ حيث يفرض الجيش نفوذه على شمال السودان، بينما تبسط قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم مناطق إقليم دارفور.

وفي تطور خطير، اتهمت الأمم المتحدة، الاثنين، قوات الدعم السريع بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في دارفور، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة في الإقليم الذي يعاني سكانه من أوضاع معيشية مأساوية.

الحل الوحيد: الحوار السياسي

وسط تصاعد العنف وانهيار الأوضاع الإنسانية، أكد محمد بن شمباس أن "الحل العسكري لن ينهي الحرب في السودان"، مشددًا على أن "وحده الحوار السياسي الداخلي يمكن أن يضع حدًا لهذه الأزمة".

ومع استمرار القتال بين الفصائل المتناحرة، يزداد الضغط الدولي على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، إلا أن الطريق نحو وقف إطلاق النار وإحلال السلام في السودان لا يزال طويلًا وشاقًا، في ظل تعنت الأطراف واستمرار الأعمال القتالية.

إلى أين تتجه الأوضاع؟

مع دخول الحرب السودانية عامها الثاني، تبدو الأزمة أبعد ما تكون عن الحل، حيث تستمر المعاناة الإنسانية في التصاعد، ويواجه ملايين المدنيين خطر المجاعة، والتشريد، والعنف المسلح.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل سينصاع الفرقاء السودانيون للضغوط الدولية ويجلسون إلى طاولة الحوار، أم أن البلاد ستظل غارقة في دوامة النزاع والتدمير؟

البنية التحتية في السودان: خسائر هائلة ومستقبل غامض

السودان وروسيا يتفقان على إنشاء قاعدة بحرية روسية وسط توترات إقليمية

واشنطن بوست: إسرائيل تدرس ضرب إيران عسكريًا وسط تصاعد التوترات

search