الخميس، 06 مارس 2025

12:12 م

اشتباكات عنيفة في الخرطوم: الجيش يسعى لاستعادة قاعة الصداقة وسط تصاعد المعارك

الجمعة، 14 فبراير 2025 10:23 ص

محمد عماد

الحرب في السودان

الحرب في السودان

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، تصعيدًا عسكريًا جديدًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط قاعة الصداقة، التي تبعد أقل من كيلومترين عن القصر الرئاسي. وتخللت المعارك انفجارات ضخمة، فيما تصاعدت سحب الدخان من القاعة، وسط قتال عنيف قرب جسر سوبا، شرق المدينة.

قاعة الصداقة.. موقع استراتيجي في قلب المعارك

تعد قاعة الصداقة أحد أبرز المراكز الثقافية والاقتصادية في الخرطوم، حيث تضم قاعات مؤتمرات وصالات معارض ومسرحًا وسينما، وتقع على مقربة من القصر الرئاسي، ما يجعلها موقعًا استراتيجيًا في الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ونقلت قناة إخبارية عربية عن مصادر مطلعة، أن الجيش يسعى لاستعادة القاعة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، إضافة إلى مواقع أخرى محيطة بها، في محاولة للتقدم باتجاه القصر الرئاسي بوسط الخرطوم. وتزامن ذلك مع تصاعد أعمدة الدخان من القاعة، ما أثار تساؤلات حول الجهة التي أشعلت النيران فيها.

اتهامات متبادلة حول إحراق القاعة

وفقًا لتقارير إعلامية سودانية، فإن قوات الدعم السريع أضرمت النيران في قاعة الصداقة، بهدف إعاقة تقدم الجيش السوداني، والتغطية على انسحاب قواتها من مواقع استراتيجية، مثل جزيرة توتي وبرج الفاتح.

وأشارت التقارير إلى أن هذا "العمل التخريبي" يهدف إلى حجب الرؤية عن قناصة الجيش السوداني، المتمركزين في منتزه المقرن وبرج "البرجين"، ما يمنح قوات الدعم السريع فرصة للتراجع من دون التعرض لنيران القوات الحكومية.

تصعيد عسكري بعد أيام من الهدوء

بحسب قناة "الجزيرة"، فإن الاشتباكات الحالية تأتي بعد أيام من الهدوء النسبي في الخرطوم، حيث كان الجيش يعمل على التقدم نحو العاصمة من عدة محاور، أبرزها:

المحور الجنوبي والشرقي: حيث تحركت قوات الجيش عبر منطقة جياد وصولًا إلى الباقير والمدخل الغربي لجسر سوبا. ومحور شرق النيل: حيث تمكنت القوات من التقدم حتى المدخل الشرقي للجسر، في محاولة لتطويق قوات الدعم السريع وتأمين مواقع استراتيجية جديدة.

الوضع الميداني والتداعيات

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة المعارك داخل الخرطوم، لا سيما بعد عودة القصف العنيف إلى مناطق كانت قد شهدت هدوءًا نسبيًا خلال الأيام الماضية.

ويحذر محللون عسكريون من أن استمرار الاشتباكات في قلب العاصمة قد يؤدي إلى دمار واسع في البنية التحتية، فضلًا عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي قريب.

إلى أين تتجه الأوضاع؟

مع استمرار القتال في الخرطوم، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الجيش السوداني على حسم المعركة واستعادة القصر الرئاسي، أم أن قوات الدعم السريع ستنجح في إعادة ترتيب صفوفها وشن هجمات مضادة؟

في ظل هذه التطورات، يبدو أن السودان لا يزال بعيدًا عن تحقيق الاستقرار، حيث تتجه الأوضاع نحو مزيد من التصعيد العسكري، في غياب أي جهود جادة لإيقاف نزيف الحرب المستمرة منذ شهور.


البنية التحتية في السودان: خسائر هائلة ومستقبل غامض

السودان وروسيا يتفقان على إنشاء قاعدة بحرية روسية وسط توترات إقليمية

واشنطن بوست: إسرائيل تدرس ضرب إيران عسكريًا وسط تصاعد التوترات

search