الخميس، 06 مارس 2025

02:58 م

البنية التحتية في السودان: خسائر هائلة ومستقبل غامض

الجمعة، 14 فبراير 2025 10:17 ص

محمد عماد

الحرب في السودان

الحرب في السودان

حذر خبراء ومسؤولون في منظمات دولية ومحلية من التداعيات الكارثية للدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية والمنشآت العامة في السودان جراء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

 وأدى النزاع المستمر إلى تدمير واسع النطاق في مختلف القطاعات الأساسية، مما ترك أكثر من 60% من مناطق البلاد بلا خدمات صحية أو تعليمية، وفقًا لتقديرات رسمية وتقارير دولية.

حجم الدمار: انهيار القطاعات الحيوية

تشير التقارير إلى أن القصف الجوي والمعارك البرية، إلى جانب عمليات النهب الواسعة، لم تقتصر تأثيراتها على البنية التحتية الخدمية فقط، بل امتدت إلى المرافق الحيوية مثل شبكات المياه والكهرباء، مما أدى إلى انقطاع واسع للخدمات الأساسية. وشملت الأضرار أيضًا تدمير أكثر من أربعة جسور رئيسية، وانهيار ما يزيد عن 200 مبنى عام وتاريخي، إضافة إلى مئات الآلاف من المنازل، مما تسبب في نزوح ملايين الأشخاص.

كما تأثرت البنية التحتية الزراعية بشكل كبير، حيث تعرضت الأراضي والمزارع لأضرار جسيمة، ما ينذر بمزيد من التدهور في الإنتاج الزراعي وارتفاع معدلات الفقر والجوع. وتقدر الخسائر المباشرة للحرب بما يتراوح بين 180 و200 مليار دولار، بينما تتجاوز الخسائر غير المباشرة 500 مليار دولار، وهو ما يعادل قرابة 40 ضعف الناتج المحلي الإجمالي السنوي للسودان، الذي يبلغ نحو 36 مليار دولار.

مستقبل الاقتصاد وإعادة الإعمار

ويشير محللون أن إعادة بناء البنية التحتية تتطلب استثمارات ضخمة، وهو أمر صعب المنال في ظل تراجع الاحتياطات النقدية وهروب رؤوس الأموال من البلاد، بالإضافة إلى العقوبات الدولية التي تعيق تدفق المساعدات والاستثمارات الخارجية.

أزمة إنسانية متفاقمة

ألقت الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية بظلالها على الجهود المبذولة لمكافحة الجوع وانعدام الأمن الغذائي، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة. ومع تضرر قطاع الكهرباء والمياه في معظم مدن البلاد، اضطرت المجموعات الطوعية التي تدير المطابخ الخيرية، المعروفة باسم "التكايا"، إلى تغيير أولوياتها من تقديم الوجبات اليومية لآلاف الجوعى إلى البحث عن حلول لتوفير مياه الشرب للمتضررين.

ويعتمد ملايين النازحين والعالقين في مناطق النزاع على تلك المبادرات الطوعية، إلا أن التحديات التي تواجهها هذه الجهود أصبحت أكثر تعقيدًا مع تفاقم أزمة المياه وانقطاع الكهرباء، مما يهدد بانهيار هذه المبادرات في ظل غياب الدعم الحكومي أو الدولي الكافي.

تأثير الحرب على القطاع الزراعي

تعد الزراعة أحد أهم القطاعات الاقتصادية في السودان، إلا أن الحرب أثرت بشكل خطير على إنتاج الحبوب، حيث انخفض بنسبة 46% خلال الموسم الماضي، وفقًا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو". ويعتمد معظم المزارعين السودانيين على الكهرباء في ريّ محاصيلهم، ما يجعل استمرار تدمير البنية التحتية عاملاً رئيسيًا في تراجع الإنتاج الزراعي بشكل أكبر خلال الموسم الحالي، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة غذائية غير مسبوقة.

إلى أين يتجه السودان؟

في ظل استمرار الحرب دون بوادر لحل قريب، يواجه السودان تحديات هائلة تتطلب جهودًا محلية ودولية لإعادة بناء ما تهدم، وإنقاذ ملايين المتضررين من شبح المجاعة والعطش. لكن مع غياب حلول سياسية واضحة، وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني، تبقى التساؤلات مفتوحة حول قدرة السودان على تجاوز هذه المحنة، وما إذا كان سيتمكن من استعادة استقراره في المستقبل القريب.


السودان وروسيا يتفقان على إنشاء قاعدة بحرية روسية وسط توترات إقليمية

واشنطن بوست: إسرائيل تدرس ضرب إيران عسكريًا وسط تصاعد التوترات

الشرطة الألمانية تكشف هوية منفذ حادث الدهس في ميونيخ

search