الخميس، 06 مارس 2025

03:24 م

السودان وروسيا يتفقان على إنشاء قاعدة بحرية روسية وسط توترات إقليمية

الجمعة، 14 فبراير 2025 10:10 ص

محمد عماد

القواعد الروسية

القواعد الروسية

أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، الأربعاء، عن توصل الخرطوم وموسكو إلى اتفاق نهائي بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على الأراضي السودانية.

وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الشريف مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، حيث أكد الوزير السوداني أن "الاتفاق تم التوصل إليه بالكامل، ولا توجد أي عقبات تعترض تنفيذه".

اتفاق متجدد بعد سنوات من المفاوضات

يمثل هذا الاتفاق خطوة حاسمة في مفاوضات استمرت لسنوات بين البلدين، حيث كان قد تم توقيع اتفاق أولي خلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير. إلا أن هذا الاتفاق دخل في مرحلة مراجعة بعد الإطاحة بالبشير عام 2019، مع إعلان قادة الجيش السوداني أنهم يدرسون مدى جدوى المضي قدمًا في المشروع.

خلال الأشهر الماضية، سعت روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع الأطراف المتنازعة في السودان، حيث زار مسؤولون روس مدينة بورتسودان، التي أصبحت مركزًا استراتيجيًا للجيش السوداني منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد قبل نحو عامين.

قاعدة بحرية في البحر الأحمر: المصالح الروسية والدوافع السودانية

بحسب تقارير سابقة، فإن موسكو كانت قد عرضت على السودان إقامة محطة لوجستية بحرية على البحر الأحمر مقابل تزويد الخرطوم بالأسلحة والذخائر. ويسعى السودان إلى تأمين دعم عسكري ومصادر تسليح لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، في حين ترى روسيا في هذا الاتفاق فرصة استراتيجية لتعزيز وجودها العسكري في منطقة البحر الأحمر، ذات الأهمية الجيوسياسية الكبيرة.

تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه موسكو إلى توسيع نفوذها البحري، خاصة بعد تزايد الضغوط الدولية والعقوبات الغربية المفروضة عليها نتيجة حربها في أوكرانيا. ومن شأن هذه القاعدة أن تمنح روسيا منفذًا استراتيجيًا جديدًا في القارة الإفريقية، ما يعزز قدرتها على مراقبة الممرات البحرية الحيوية التي تمر عبر البحر الأحمر، أحد أهم المسارات التجارية في العالم.

انعكاسات إقليمية ودولية

من المتوقع أن يثير الاتفاق السوداني-الروسي ردود فعل إقليمية ودولية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية التي تراقب بقلق متزايد تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا. وكانت واشنطن قد أعربت في وقت سابق عن مخاوفها من أي اتفاق قد يتيح لموسكو إنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة التوازن الأمني في المنطقة.

في المقابل، يرى محللون أن السودان يسعى إلى تنويع شراكاته الدولية في ظل تعقيدات الحرب الأهلية التي يواجهها، حيث يحاول الحصول على دعم سياسي وعسكري من عدة جهات، بما في ذلك روسيا.

مستقبل القاعدة الروسية في السودان

لم يكشف المسؤولون السودانيون أو الروس عن التفاصيل الدقيقة للاتفاق، بما في ذلك الجدول الزمني لتنفيذه أو طبيعته التشغيلية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تشير إلى تحول مهم في العلاقات السودانية-الروسية، وسط مشهد سياسي وأمني مضطرب في السودان والمنطقة بشكل عام.

تبقى الأسئلة قائمة حول مدى تأثير هذا الاتفاق على الحرب الأهلية في السودان، وعلى توازن القوى في البحر الأحمر، وما إذا كانت الأطراف الدولية ستتدخل لمحاولة عرقلة أو إعادة توجيه هذا المشروع وفقًا لمصالحها الاستراتيجية.

ضرب إيران عسكريًا وسط تصاعد التوترات

الشرطة الألمانية تكشف هوية منفذ حادث الدهس في ميونيخ

شاحنات تحمل "منازل متنقلة" تصطف في معبر رفح استعدادًا لدخول غزة

search