الأربعاء، 02 أبريل 2025

04:41 م

كشف أثري استثنائي في معابد الكرنك: العثور على جرة فخارية تحوي كنوزًا ذهبية

الجمعة، 14 فبراير 2025 09:02 ص

محمد عماد

كشف اثري جديد

كشف اثري جديد

في إنجاز أثري جديد يضاف إلى سجل الاكتشافات في معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، تمكنت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة في الموقع من العثور على آنية فخارية متوسطة الحجم تحتوي على مجموعة نادرة من المشغولات الذهبية والأحجار الكريمة، وذلك أثناء أعمال التنقيب التي تُجرى بالقرب من المتحف المفتوح داخل المعبد.

وأكد مصدر مسؤول في معابد الكرنك - بحسب وسائل إعلام محلية مصرية- أن هذا الكشف يُعد الأول من نوعه في تاريخ الحفائر بالمعبد، حيث لم يسبق العثور على مثل هذه المقتنيات الثمينة داخل الموقع. وأوضح أن الجرة المكتشفة كانت مدفونة على عمق 60 سنتيمترًا أسفل سطح الأرض، ضمن منطقة صناعية تم الكشف عنها مؤخرًا داخل المعبد. وبعد تنظيفها، تبين أنها تحوي عددًا من الخواتم والجعارين والتمائم، بالإضافة إلى حبات من الخرز المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة.

وأضاف المصدر أن الفحص الأولي يشير إلى أن هذه القطع الأثرية قد تعود إلى الفترة المتأخرة من التاريخ المصري القديم أو العصر البطلمي، إلا أن المزيد من الدراسات والتحليلات لا تزال جارية لتحديد العمر الدقيق لهذه المقتنيات. ومن المقرر أن يتم عرض نتائج هذا الكشف على المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار تمهيدًا للإعلان الرسمي عن تفاصيله خلال الأيام المقبلة.

وأشار التقرير الأثري إلى أن الجرة الفخارية لم تُكتشف بمفردها، بل جاءت ضمن مستوطنة صناعية متكاملة تمتد على مساحة 2400 متر مربع تقريبًا، أي حوالي 40 مترًا عرضًا و60 مترًا طولًا. وقد كشفت أعمال الحفائر عن مجموعة من المباني المشيدة من الطوب اللبن، والتي يرجح أنها كانت ورشًا صناعية تخدم معابد الكرنك. كما تم العثور على خمسة أفران للحرق، بالإضافة إلى مخازن للغلال مصنوعة من الفخار، وأدوات طحن الحبوب، وآبار مياه مشيدة بالطوب اللبن، مما يعكس طبيعة الحياة الاقتصادية والصناعية داخل المعبد خلال الفترات التاريخية المختلفة.

ويعتقد الباحثون أن هذه المستوطنة الصناعية استُخدمت على مدى عدة عصور، بدءًا من العصر المتأخر مرورًا بالعصر البطلمي، واستمرارًا حتى الفترة البيزنطية. ويأمل علماء الآثار في أن تسفر الحفائر المستقبلية عن مزيد من الأدلة التي قد تربط هذه المنطقة بفترة الدولة الحديثة، مما سيضيف بعدًا جديدًا لفهم تاريخ معابد الكرنك.

ويُعد هذا الكشف الأثري ذا أهمية استثنائية، إذ من المتوقع أن يسهم في تغيير الرؤية العلمية حول طبيعة معابد الكرنك ودورها عبر العصور. كما سيوفر للباحثين معلومات أعمق حول الأنشطة الاقتصادية التي كانت تُمارَس في المعبد، مما يساعد في إعادة بناء صورة شاملة عن الحياة داخل هذا الصرح الديني العظيم.

search