الأربعاء، 05 مارس 2025

01:06 ص

لغز الضباب الغامض في فلوريدا: مخاوف صحية وشكوك حول أصوله

الخميس، 13 فبراير 2025 10:58 ص

محمد عماد

ضباب غامض في كاليفورنيا

ضباب غامض في كاليفورنيا

تشهد ولاية فلوريدا الأميركية موجة جديدة من الضباب الكثيف، ولكن هذه المرة يحمل الضباب رائحة كيميائية غريبة، مما أثار قلق السكان وزاد من حدة التساؤلات حول مصدره وتأثيره على الصحة العامة. وأكد العديد من سكان الولاية، خصوصًا في مناطق جاكسونفيل وتالاهاسي، أن الضباب الحالي يختلف عن الظواهر الطبيعية المعتادة في هذا التوقيت من العام، مشيرين إلى أنه أكثر كثافة وله رائحة غير مألوفة.

تحذيرات رسمية وتخوفات شعبية

أصدرت خدمة الطقس الوطنية تحذيرات من الضباب الكثيف في بعض المناطق، لكنها لم تقدم تفسيرًا واضحًا للرائحة الكيميائية التي أبلغ عنها السكان. وقال أحد المقيمين في مقاطعة ليك: "الضباب هذه المرة ليس طبيعياً، إنه كثيف للغاية ويشبه الدخان أكثر من كونه ضبابًا عادياً". في حين قال آخر: "إنه أشبه بسحابة دخانية، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي حرائق في المنطقة".

إلى جانب القلق من طبيعة الضباب نفسه، أفاد العديد من السكان بأنهم يعانون من أعراض صحية غريبة بعد تعرضهم له، من بينها السعال، والتهاب الحلق، والاحتقان، وتهيج العين، والشعور بالخمول، إضافة إلى فقدان الشهية ومشاكل في الجهاز الهضمي. وأكد البعض أن هذه الأعراض ظهرت عليهم خلال الساعات الأولى من تعرضهم للضباب، مما زاد من مخاوفهم حول وجود ملوثات خطيرة في الهواء.

تكرار الظاهرة يزيد الشكوك

ما زاد من حدة القلق بين سكان فلوريدا أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهدون فيها مثل هذا الضباب الغامض، فقد تم الإبلاغ عن حالات مشابهة الشهر الماضي، حيث وصفه السكان آنذاك بأنه يحمل رائحة معدنية. وكانت أولى التقارير عن هذا النوع من الضباب قد بدأت في ديسمبر الماضي، عندما أبلغ سكان في مناطق متفرقة بالولايات المتحدة عن ظاهرة مماثلة، ما دفع البعض إلى التكهن بوجود أسباب غير طبيعية وراء انتشاره.

وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لطرح الفرضيات والنظريات المختلفة حول أصل هذا الضباب، حيث اعتبر بعض السكان أنه قد يكون جزءًا من هجوم كيميائي أو بيولوجي غير معلن، بينما اتهم آخرون السلطات المحلية بالتستر على حقيقة ما يحدث.

ذكريات تجربة "رذاذ البحر" تعود للواجهة

في ظل تصاعد المخاوف، أشار البعض إلى تجربة سرية نفذتها البحرية الأميركية في عام 1950، عُرفت باسم "عملية رذاذ البحر"، حيث تم رش كميات كبيرة من البكتيريا في الهواء قبالة ساحل سان فرانسيسكو لاختبار مدى قابلية المدن الكبرى للهجمات البيولوجية. وأسفرت تلك التجربة عن إصابة عدد من الأشخاص بعدوى خطيرة، مما جعل العديد من سكان فلوريدا يربطون بين ما يحدث اليوم وتلك الواقعة.

ورغم هذه المخاوف، نفى الخبراء وجود أي دليل على أن الضباب الحالي مرتبط بأي تجارب سرية أو عمليات عسكرية، مشيرين إلى أن ما يحدث قد يكون نتيجة تفاعل طبيعي بين الرطوبة والملوثات الجوية الموجودة بالفعل في المناطق الصناعية.

تفسيرات علمية وتحليلات رسمية

من جهتها، أكدت خدمة الطقس الوطنية أن الضباب الكثيف ظاهرة طبيعية في فلوريدا خلال هذا الوقت من العام، لكن الرائحة الكيميائية قد تكون ناتجة عن تراكم ملوثات جوية في ظل الظروف الجوية الرطبة. وأضافت أن الرياح الهادئة ودرجات الحرارة المنخفضة قد تؤدي إلى احتباس هذه الملوثات بالقرب من سطح الأرض، مما يجعل رائحتها أكثر وضوحًا.

كما أشار بعض المختصين في الصحة البيئية إلى أن الأعراض التي أبلغ عنها السكان يمكن تفسيرها بالفيروسات الشتوية الشائعة، مشددين على أن الضباب نفسه قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الجهاز التنفسي لدى الأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية.

السكان يطالبون بإجابات

رغم هذه التفسيرات، لا يزال الغموض يحيط بهذه الظاهرة، ولا تزال التساؤلات قائمة حول مدى تأثير الضباب على الصحة العامة. وطالب السكان السلطات بإجراء تحقيق شامل لتحديد مصدر الضباب والملوثات المحتملة التي قد تكون مسؤولة عن الأعراض التي يعانون منها.

وبينما تواصل السلطات تقصي الحقائق، يبقى سكان فلوريدا في حالة ترقب، منتظرين إجابات واضحة حول حقيقة هذا الضباب الغامض، ومدى خطورته على صحتهم ومستقبل بيئتهم.


دبى: شراكة استراتيجية بين "AFS" و "موارد للتمويل" لتعزيز الابتكار الرقمي في القطاع المالي

كوريا الشمالية تهاجم خطة ترامب حول غزة: “تفكير استعماري بائد وسخيف”

حافظ بشار الأسد يروى تفاصيل الليلة الأخيرة لعائلته فى سوريا

search