الأربعاء، 05 مارس 2025

05:10 ص

حافظ بشار الأسد يروى تفاصيل الليلة الأخيرة لعائلته فى سوريا

الثلاثاء، 11 فبراير 2025 03:21 م

باسم ياسر

حافظ بشار الأسد

حافظ بشار الأسد

ظهر حساب منسوب إلى حافظ بشار الأسد، نجل الرئيس السوري السابق، على منصتي "إكس" و"تليجرام"، ليسرد وقائع ليلة الخروج من دمشق، وذلك قبل دخول الفصائل المعارضة إلى العاصمة وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي دام ما يقارب نصف قرن.

سرد غير متوقع

تضمنت التدوينات، التي نُشرت ثم حُذفت لاحقًا، تفاصيل مذهلة حول الساعات الأخيرة للأسد في دمشق. 

وفقًا لما ورد في الحساب، لم يكن هناك أي خطة مسبقة لمغادرة العاصمة، بل لم يكن هناك حتى خطة احتياطية للمغادرة من سوريا ككل. 

ورغم عدم إمكانية التحقق من صحة الحساب، فقد أكدت الناشطة الكندية الأميركية إيفا كارين بارلتليت، المعروفة بدعمها لنظام الأسد، أن الحساب يعود فعلًا لحافظ بشار الأسد، وأعادت نشر التفاصيل.

مقدمات الانهيار

أوضح الحساب المنسوب لحافظ الأسد أن سوريا مرت بظروف خطيرة على مدى 14 عامًا، مشيرًا إلى أن من كان ينوي الهروب قد فعل ذلك منذ وقت طويل، خاصةً في السنوات الأولى للحرب حينما كانت دمشق شبه محاصرة وتتعرض للقصف اليومي، بينما كانت الجماعات المسلحة على مقربة من العاصمة.

في أواخر نوفمبر 2024، كان حافظ الأسد في موسكو لأغراض دراسية تتعلق برسالة الدكتوراه الخاصة به، بينما كانت والدته أسماء الأسد في العاصمة الروسية منذ الصيف للعلاج بعد عملية جراحية. 

وفي الأول من ديسمبر، عاد حافظ إلى دمشق لمشاركة والده وأخيه كريم الظروف المتوترة هناك، بينما بقيت والدته وأخته زين في موسكو.

التصعيد العسكري والهروب المفاجئ

مع وصول المعارضة إلى مشارف دمشق يومي 7 و8 ديسمبر، كانت الأمور في العاصمة لا تزال تبدو تحت السيطرة نسبيًا، إذ قدم كريم الأسد امتحانًا في المعهد العالي للعلوم التطبيقية، وكانت زين الأسد قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق في اليوم التالي.

 إلا أن الشائعات سرعان ما انتشرت حول هروب العائلة خارج البلاد، مما دفع حافظ لنشر صورة له في حديقة النيربين بحي المهاجرين لنفي الأخبار.

لكن التحولات الدراماتيكية بدأت مساء 7 ديسمبر، عندما تفاجأ النظام بانسحابات الجيش من حمص وحماة وحلب وريف إدلب، وهو ما لم يكن متوقعًا، وفقًا لما أورده الحساب.

 لم يكن هناك أي تحضيرات لمغادرة العاصمة حتى منتصف الليل عندما وصل مسؤول روسي إلى مقر إقامة الرئيس وأبلغه بضرورة الانتقال إلى اللاذقية نظرًا لخطورة الوضع.

رحلة عبر الليل نحو المجهول

تحركت العائلة الرئاسية باتجاه مطار دمشق الدولي عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، حيث التقت هناك بالعم ماهر الأسد.

 وفقًا لما ورد في الرواية، كان المطار خاليًا من الموظفين، حتى برج المراقبة كان غير مأهول، مما يعكس حجم الفوضى في تلك اللحظات.

 ثم تم نقل العائلة على متن طائرة عسكرية روسية إلى قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.

لكن الوضع في اللاذقية لم يكن بأفضل حال. فبمجرد وصولهم، كان يُفترض أن ينتقلوا إلى استراحة رئاسية تبعد أكثر من 40 كيلومترًا عن القاعدة، إلا أن كل محاولات التواصل مع العاملين هناك باءت بالفشل، وسط أخبار عن انسحابات متتالية للقوات السورية وسقوط المواقع العسكرية.

أمر روسي بإخلاء الأسد إلى موسكو

في ظل استمرار القصف بالطائرات المسيّرة على قاعدة حميميم وتصاعد إطلاق النار في محيطها، تلقت العائلة تحذيرًا من قيادة القاعدة الروسية بشأن خطورة البقاء هناك. 

عندها، بدأت الاتصالات مع موسكو، التي أمرت بإخلائهم فورًا إلى روسيا. وبحلول مساء 8 ديسمبر، أقلعت طائرة عسكرية روسية إلى موسكو، وعلى متنها الرئيس السوري السابق وأفراد عائلته.

بيان بشار الأسد: محاولة لتبرير الرحيل

في 16 ديسمبر، نشر بشار الأسد بيانًا أكد فيه أنه لم يغادر سوريا بناءً على خطة مسبقة، وأنه بقي في دمشق حتى الساعات الأخيرة قبل أن ينتقل إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية. 

وأضاف أن انهيار الجبهات العسكرية وسقوط المواقع أدى إلى قرار انتقاله إلى موسكو، نافيًا أن يكون قد طلب اللجوء أو أن يكون قد فكر في التنحي.

موسكو ومصير الأسد

بعد هروبه إلى روسيا، أثيرت تساؤلات عدة حول مصير الأسد. فقد منحته موسكو اللجوء بعد أن كانت داعمه الرئيسي في مواجهة المعارضة لسنوات طويلة. 

غير أن الإدارة الجديدة في سوريا برئاسة أحمد الشرع لم تتجاهل الملف، إذ أُثيرت قضية محاسبة الأسد خلال مباحثات مع الوفد الروسي في يناير 2025، وهو ما أثار تكهنات حول إمكانية تسليمه في المستقبل.

ما بعد الأسد: مستقبل سوريا الجديد

مع انهيار النظام السابق، دخلت سوريا مرحلة جديدة غير مسبوقة في تاريخها الحديث. التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة هائلة، بدءًا من إعادة بناء المؤسسات، ومرورًا بترتيب علاقاتها الخارجية، وانتهاءً بالتعامل مع الملفات الأمنية والاقتصادية الشائكة.

المعارضة المسلحة التي دخلت دمشق بقيادة أحمد الشرع تواجه الآن اختبار الحكم بعد أن كانت في موقع القتال، في وقتٍ تتطلع فيه الدول الإقليمية والدولية لمعرفة كيف ستتطور الأوضاع في سوريا بعد خروج عائلة الأسد من المشهد.

search