الأربعاء، 05 مارس 2025

09:23 م

من هو رحيم الحسيني الأغا خان الخامس الجديد للطائفة الإسماعيلية النزارية

السبت، 08 فبراير 2025 01:42 ص

رحيم الحسيني الاغا خان الخامس الجدبد

رحيم الحسيني الاغا خان الخامس الجدبد

شهدت الطائفة الإسماعيلية النزارية، إحدى أكبر الطوائف الشيعية في العالم، حدثًا بارزًا يوم الأربعاء الماضي، حيث أصبح الأمير رحيم الحسيني الإمام الوراثي الخمسين للطائفة، خلفًا لوالده الأمير كريم الحسيني، المعروف باسم الآغا خان الرابع، والذي توفي في 4 فبراير 2025 عن عمر يناهز 88 عامًا في العاصمة البرتغالية لشبونة.

تولي الإمامة وفق التقاليد الإسماعيلية

تم تعيين الأمير رحيم الحسيني إمامًا جديدًا للطائفة الإسماعيلية وفقًا للتقاليد الدينية التي تعتمد على مبدأ "نقل الإمامة" من إمام إلى آخر عبر وصية مكتوبة تُقرأ بحضور كبار قادة الجماعة وأفراد العائلة. وبحسب الموقع الرسمي للطائفة، أقيمت مراسم التعيين في لشبونة، حيث اجتمع أفراد العائلة الإسماعيلية مع كبار ممثلي الجماعة لقراءة وصية الإمام الراحل. وبذلك أصبح الأمير رحيم يحمل لقب "آغا خان الخامس"، مواصلًا إرثًا روحانيًا يمتد لأكثر من ألف عام.

من هو الإمام الجديد للطائفة الإسماعيلية؟

وُلد الأمير رحيم الحسيني في 12 أكتوبر 1971 في مدينة جنيف السويسرية، وهو الابن الأكبر للأمير كريم الحسيني وزوجته البريطانية سالي كروكر بول. تلقى تعليمه الثانوي في أكاديمية فيليبس أندوفر بالولايات المتحدة، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في الأدب المقارن من جامعة براون عام 1995. كما أكمل برنامجًا تنفيذيًا في الإدارة بكلية إدارة الأعمال في جامعة نافارا في برشلونة عام 2006.

تزوج الأمير رحيم من عارضة الأزياء الأمريكية السابقة كندرا إيرين سبيرز في عام 2013، والتي حملت بعد زواجها لقب "الأميرة سلوى آغا خان"، وأنجب منها طفلين، الأمير عرفان (مواليد 2015) والأمير سنان (مواليد 2017). غير أن زواجهما انتهى رسميًا بالطلاق في عام 2022.

ما هي الطائفة الإسماعيلية النزارية؟

تعد الطائفة الإسماعيلية واحدة من الفرق الشيعية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، وقد انقسمت عن الشيعة الاثني عشرية بعد وفاة الإمام جعفر الصادق. تتبع الإسماعيلية النزارية تسلسلاً وراثيًا مستمرًا للأئمة، بدأ بالإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، وصولًا إلى الإمام الحالي رحيم الحسيني.

يبلغ عدد أتباع الطائفة ما بين 12 و15 مليون شخص، موزعين في أكثر من 35 دولة حول العالم، مع تركزهم في الهند، باكستان، إيران، سوريا، طاجيكستان، دول شرق إفريقيا، أوروبا وأمريكا الشمالية، إضافة إلى وجود مجتمعات صغيرة في بعض الدول العربية، ومنها الإمارات العربية المتحدة.

في سوريا، تشكل مدينة السلمية في محافظة حماة المركز الرئيسي للطائفة الإسماعيلية النزارية، إلى جانب انتشارهم في مصياف والقدموس ونهر الخوابي في محافظة طرطوس، كما انتقل عدد منهم إلى المدن الكبرى مثل دمشق وحلب.

رحيل الآغا خان الرابع.. نهاية حقبة حافلة بالإنجازات

برحيل الأمير كريم الحسيني، فقدت الطائفة الإسماعيلية قائدًا روحيًا قادها لأكثر من ستة عقود، منذ توليه الإمامة عام 1957 عقب وفاة جده الآغا خان الثالث. عُرف الراحل برؤيته التقدمية للإسلام، حيث ركّز على التنمية والتعليم والعمل الإنساني، وأسّس شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، التي تعد واحدة من أكبر المنظمات التنموية غير الربحية في العالم، وتعمل في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والثقافة والبنية التحتية، عبر أكثر من 30 دولة.

كان للآغا خان الرابع ارتباط وثيق بمصر، حيث نفذت مؤسسته العديد من المشروعات التنموية، من أبرزها حديقة الأزهر في قلب القاهرة، والتي افتُتحت عام 2005، وكذلك مشاريع ترميم مواقع أثرية إسلامية، مثل مسجد الأمير آق سنقر (الجامع الأزرق) ومجمع خاير بك، إلى جانب ترميم جزء من السور الأيوبي. كما لعب دورًا محوريًا في تطوير منطقة الدرب الأحمر، حيث ساهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان عبر برامج تعليمية وصحية.

إرث الإمامة بين الدين والتنمية

لا تقتصر مسؤولية إمام الطائفة الإسماعيلية على القيادة الروحية فحسب، بل تشمل أيضًا إدارة شبكة واسعة من المشاريع التنموية. ويُتوقع أن يستكمل الآغا خان الخامس هذا النهج، من خلال التركيز على قضايا مثل تمكين المجتمعات المهمشة، ودعم التعليم، وتعزيز الحوار بين الأديان.

تحديات المرحلة المقبلة

مع توليه المنصب، يواجه الإمام الجديد العديد من التحديات، أبرزها الحفاظ على وحدة الطائفة في ظل التغيرات العالمية، وتوسيع نطاق عمل شبكة الآغا خان للتنمية لتشمل مناطق جديدة تحتاج إلى الدعم، إضافة إلى مواكبة التحديات التي تواجه المجتمعات الإسماعيلية، خاصة في المناطق التي تعاني من الصراعات السياسية والاقتصادية.

ختامًا.. بداية عهد جديد

مع انتقال القيادة الروحية إلى الأمير رحيم الحسيني، تدخل الطائفة الإسماعيلية مرحلة جديدة في تاريخها الطويل. فبينما يودّع الإسماعيليون زعيمهم الراحل، تتجه أنظارهم إلى الإمام الجديد، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على تراث الطائفة، ودفعها نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، في إطار فلسفة تجمع بين القيم الدينية والتنمية المستدامة.

وفاة الآغا خان الرابع.. رحيل زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية والجنازة الاحد في اسوان

الأوقاف: افتتاح 44 مسجدًا جديدًا وسط حضور رسمي وشعبي واسع بمحافظات الجمهورية

تقنية "الكونفرنس" وثبوت الخلوة بين الزوجين.. المفتي يوضح الحكم

search