وفاة الآغا خان الرابع.. رحيل زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية والجنازة الاحد في اسوان
السبت، 08 فبراير 2025 01:19 ص

وفاة الآغا خان الرابع.. رحيل زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية والجنازة الاحد في اسوان
فقدت الطائفة الإسماعيلية النزارية قائدها الروحي الأمير كريم الحسيني، المعروف بالآغا خان الرابع، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة عن عمر ناهز 88 عامًا. برحيله، تنتهي مرحلة قيادية استمرت لأكثر من ستة عقود، شهدت خلالها الطائفة توسعًا في أعمالها التنموية والخيرية، وتعزيزًا لعلاقتها بمختلف الدول، خاصة مصر، التي ظلت على مدار القرون مركزًا روحيًا وتاريخيًا لأتباع الطائفة.
نشأة الأمير كريم الحسيني ومسيرته في زعامة الطائفة.

وُلد كريم الحسيني في 13 ديسمبر 1936 في مدينة جنيف السويسرية لعائلة تمتد جذورها إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو النسب الذي تفتخر به الطائفة الإسماعيلية، التي تعد أحد الفروع الشيعية البارزة. جاء توليه قيادة الطائفة في سن العشرين، خلفًا لجده الآغا خان الثالث، ليصبح الإمام التاسع والأربعين في التسلسل القيادي للطائفة. منذ ذلك الحين، لعب دورًا رئيسيًا في تطوير الطائفة دينيًا وثقافيًا واقتصاديًا، معتمدًا على مبدأ الجمع بين الدين والتنمية كأساس لنمو المجتمعات التي يعيش فيها أتباعه.
_1805_011436.jpg)
العلاقة الوثيقة بين الطائفة الإسماعيلية ومصر
تمتد العلاقة بين الطائفة الإسماعيلية النزارية ومصر إلى أكثر من ألف عام، منذ عهد الدولة الفاطمية، التي أسسها المُعز لدين الله الفاطمي عام 969 ميلادية. وبعد سقوط الدولة الفاطمية، استمرت العلاقة من خلال ولاء الإسماعيليين لـنزار بن المستنصر بالله، الخليفة الفاطمي الذي أُقصي عن الحكم لصالح شقيقه المستعلي بالله، وهو الحدث الذي أدى إلى انقسام الإسماعيلية إلى فرعين رئيسيين: النزارية والمستعلية.

تعززت هذه العلاقة في العصر الحديث عندما قرر الآغا خان الثالث، جد الإمام الراحل، الإقامة في محافظة أسوان للعلاج من الروماتيزم، حيث وجد في مناخها الدافئ عاملًا مساعدًا لتحسين حالته الصحية. بمرور الوقت، أصبحت أسوان مقرًا رمزيًا للطائفة، حيث بُني ضريح الآغا خان الثالث هناك، وهو نفس المكان الذي سيُدفن فيه الآغا خان الرابع، تنفيذًا لوصيته.

الأمير رحيم الحسيني.. الإمام الجديد للطائفة
مع رحيل الآغا خان الرابع، تولى ابنه الأمير رحيم الحسيني إمامة الطائفة كالإمام الخمسين، وفقًا لوصية والده. يُتوقع أن يُدفن الإمام الراحل في مدينة أسوان يوم الأحد المقبل، عقب إقامة مراسم جنائزية في المركز الإسماعيلي بالعاصمة البرتغالية لشبونة يوم السبت، بحضور شخصيات بارزة وزعماء الطائفة الإسماعيلية من مختلف أنحاء العالم.
شبكة الآغا خان للتنمية.. إرث خالد في العمل الخيري
يعد تأسيس شبكة الآغا خان للتنمية عام 1967 أحد أعظم إنجازات الإمام الراحل. استطاع من خلال هذه الشبكة بناء واحدة من أكبر المؤسسات التنموية غير الربحية في العالم، حيث تعمل في 30 دولة، وتوظف أكثر من 80 ألف شخص، وتدير مشاريع في مجالات التعليم، الصحة، الطاقة، والزراعة.
ساهمت هذه الشبكة في إقامة المدارس والمستشفيات، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة، خاصة في المناطق النائية والفقيرة في أفريقيا وآسيا. بفضل هذه الجهود، تحولت العديد من المجتمعات التي تعاني من الفقر والتهميش إلى مناطق قادرة على الاعتماد على نفسها، وهو ما كان أحد الأهداف الرئيسية للإمام الراحل.

إحياء التراث الإسلامي في مصر.. مساهمات بارزة للطائفة
لم تقتصر جهود الطائفة الإسماعيلية النزارية على العمل التنموي فحسب، بل امتدت أيضًا إلى مجال إحياء التراث الإسلامي، حيث لعبت مؤسسة الآغا خان للثقافة دورًا مهمًا في مصر، من خلال عدة مشاريع أبرزها:
- حديقة الأزهر، التي تعتبر أحد أكبر المشروعات البيئية في القاهرة، والتي تحولت إلى متنزه عام يجذب آلاف الزوار يوميًا.
- ترميم مسجد الأمير آق سنقر، المعروف باسم "الجامع الأزرق"، والذي تعرض لأضرار بالغة جراء زلزال عام 1992، قبل أن تتكفل المؤسسة بإعادة ترميمه.
- تطوير مجمع خاير بيك في الدرب الأحمر، كجزء من مشروع متكامل لترميم المواقع التاريخية في القاهرة الإسلامية.
كما ساهمت الطائفة في تمويل مشروع مسار القاهرة التاريخية، الذي يربط بين المعالم الأثرية الإسلامية في منطقة الدرب الأحمر، بالشراكة مع الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي.

مؤسسة البيجوم أم حبيبة.. دور اجتماعي في أسوان
في محافظة أسوان، حيث يرتبط اسم الطائفة بقوة، تواصل مؤسسة البيجوم أم حبيبة، التي تأسست عام 1991، تقديم خدماتها في مجالات الزراعة، الأمن الغذائي، والتعليم، وتمكين المرأة. تعكس هذه المؤسسة رؤية الإمام الراحل في تحسين مستوى معيشة المجتمعات الفقيرة، وتعزيز التنمية المستدامة.
شغف بالخيول الأصيلة وسباقات الفروسية
بعيدًا عن دوره كزعيم روحي، كان الآغا خان الرابع شغوفًا برياضة الفروسية وسباقات الخيول الأصيلة، حيث امتلك واحدة من أشهر مزارع تربية الخيول في العالم. حققت خيوله إنجازات كبيرة في سباقات الديربي الإنجليزي، والبطولات الأوروبية الكبرى، ما عزز مكانته بين أبرز ملاك الخيول عالميًا.

رحيل يترك فراغًا.. ومستقبل الطائفة بين الاستمرارية والتحديات
برحيل الآغا خان الرابع، تفقد الطائفة الإسماعيلية زعيمًا كان له دور محوري في الحفاظ على توازن الطائفة بين جذورها الدينية وانخراطها في التنمية الحديثة. ومع تولي الأمير رحيم الحسيني قيادة الطائفة، تتجه الأنظار إلى مستقبل الإسماعيليين في ظل التغيرات العالمية، ومدى قدرتهم على مواصلة نهج الإمام الراحل في الجمع بين الإيمان والعمل التنموي.
يظل إرث الآغا خان الرابع شاهدًا على رؤيته الإنسانية العميقة، التي جعلت منه قائدًا دينيًا وإنسانيًا استثنائيًا، وسيظل تأثيره ملموسًا عبر المشاريع التنموية والتراثية التي ساهم فيها على مدار عقود طويلة.
الأوقاف: افتتاح 44 مسجدًا جديدًا وسط حضور رسمي وشعبي واسع بمحافظات الجمهورية
تقنية "الكونفرنس" وثبوت الخلوة بين الزوجين.. المفتي يوضح الحكم
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
سعر الدولار اليوم الخميس مقابل الجنيه المصري
06 مارس 2025 01:55 ص
الاقتصاد الإماراتي يواصل نموه القوي بالأنشطة غير النفطية
05 مارس 2025 07:01 م
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري في ختام التعاملات اليوم الاربعاء
05 مارس 2025 06:44 م
أكثر الكلمات انتشاراً