الإثنين، 31 مارس 2025

12:42 م

وفاء أنور تكتب: إنهم يستحقون محبتكم

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 10:46 م

وفاء أنور

وفاء أنور

هناك أنواع من البشر تحلو الحياة بقربهم، قد تجدهم في طريق حياتك إن كنت محظوظًا ستجدهم، ستعثر عليهم، ستحبهم بمجرد رؤيتك لهم أو حتى إن كنت بعيدًا عنهم، ستجد نفسك ودون إذن منك تميل إليهم، تتبنى أراءهم، تؤيد وجهات نظرهم، فهم يشبهونك من الداخل، يمثلونك جيدًا ويعبرون عنك.

كأنهم قد اقتسموا معك جزءًا من صفاتك النادرة وسط عالم يعج بالمادية المفرطة، ببساطة لأنهم يشعرون بك، ستجد أنك لا تملك من أمر نفسك  شيئًا أمامهم إلا الاستسلام أمام مخزون وداعتهم الهائل وعمق قبولهم وجاذبيتهم، تفخر بكونهم قريبين منك، تسعد بهم وتسعى بنفسك لإسعادهم، كأنهم قد امتلكوك بمجرد حديثك معهم أو من أول لقاء لك معهم.

تتساءل كثيرًا وتتحير أسئلتك معك، ثم تفاجأ بعدها بأنك غير قادر على العثور على تفاسير لهذه الأحاسيس التي تشعر بها تجاههم، تمر إشارات قبولهم لتجتاح عقلك الذي يثير أفكارك الباحثة عن سر  تمسكك بهم.

كلما راودك شعورك بارتفاع رصيد محبتهم لديك يحضرك شعور آخر ينبئك بأن أمرهم متروك بأكمله إلى الله -مولاهم- الذي ألقى عليهم من محبته ما شاء كي يزينهم، بعد أن كتب لهم القبول في الأرض ومنحهم قدر منه يكفيهم، ويفيض ليكفي غيرهم.

هؤلاء هم الذين نحبهم من أعماق قلوبنا، أولئك الذين نتحير كثيرًا في وصفهم، كأنهم أنصاف ملائكة سكنت أنوراهم أرواحنا، فهم يشبهون في ذلك شعاعات شمس نفذت بهدوء، تسللت برقة وعبرت بخفتها نوافذ قلوبكم منعكسة ببهائها على وجوه كل من يعرفهم فيبادر بحبهم.

هؤلاء الذين حظوا بنصيب ضخم من لين قلب ومن حسن خلق، إنهم الصادقون في مشاعرهم، الثابتين على مواقفهم، هؤلاء هم صمام أمان دنيانا، وجودهم يخبرنا بأن الخير ما زال قائمًا بيننا إنهم قليلون لكنهم ما زالوا حاضرين.

ستعرفونهم كلما نفذ إليكم نورهم، نورهم النابع من صفاء أرواحهم، ستحبونهم مهما باعدت بينكم وبينهم المسافات، فجميل صفاتكم سيجذبهم إليكم، وسيجذبكم إليهم حلو حديثهم.

search