الخميس، 06 فبراير 2025

05:07 ص

"أبطال فيصل".. قصة إنقاذ بطولية لأطفال من حريق مروع

الإثنين، 03 فبراير 2025 12:05 م

محمد عماد

ابطال حريق فيصل

ابطال حريق فيصل

لم يكن يتوقع كريم ناصر أن يتحول مروره العابر في أحد شوارع فيصل إلى لحظة فارقة في حياة ثلاثة أطفال كانوا على شفا الموت. لكن الصدفة قادته إلى مشهد لم يستطع تجاهله، حيث تجمّع العشرات أسفل بناية يتصاعد منها الدخان، وصيحات الاستغاثة تتردد من الطابق الحادي عشر. دون تردد، اندفع كريم، ليجد نفسه أمام واحدة من أكثر التجارب تأثيرًا في حياته.

اللحظات الأولى: قرار بلا تفكير

يسترجع كريم تلك الدقائق العصيبة  خلال مداخلة هاتفية في برنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على شاشة ON.  قائلاً: "لم أكن أعرف ما يحدث بالضبط، لكن رؤية الأطفال وهم يستغيثون كانت كافية لأن أدفع نفسي نحو الطابق العاشر، حيث بدأ الطريق لإنقاذهم." ما لم يكن يعلمه حينها، أن شخصًا آخر، شاب يدعى محمد شعبان، كان يندفع هو الآخر نحو البناية، رغم أنهما لم يلتقيا من قبل.

يقول كريم: "لم أعرف محمد من قبل، التقينا لأول مرة في بلكونة الطابق العاشر، وكأن القدر جمعنا في هذه اللحظة فقط لننقذ هؤلاء الصغار."

مأساة طفل تحولت إلى كارثة

داخل الشقة، كانت ألسنة اللهب تلتهم كل شيء. وكما تبيّن لاحقًا، كان السبب مجرد لحظة عبث بريئة من طفل لم يتجاوز العامين والنصف، التقط ولاعة سجائر وأشعلها، دون أن يدرك أن سرير والدته سيتحول في ثوانٍ إلى مصدر نار انتشر في المكان بأكمله.

كان الطفلان الصغيران، وهما صبي بعمر عامين ونصف وفتاة تبلغ خمس سنوات، قد فقدا وعيهما بسبب كثافة الدخان، بينما بقيت الفتاة الكبرى، جنة، البالغة من العمر تسع سنوات، تقاوم الرعب وتصرخ طلبًا للمساعدة.

عملية الإنقاذ: مخاطرة بلا تفكير

يحكي كريم كيف حاول في البداية كسر باب الشقة، لكن دون جدوى. فاضطر للبحث عن طريق آخر، حيث تمكن من التواصل مع جنة، محاولًا تهدئتها وسط حالة الفزع التي كانت تعيشها.

"كانت مرعوبة، خائفة على إخوتها أكثر من خوفها على نفسها، حاولتُ أن أهدئها بأي طريقة، وطلبتُ منها أن تتماسك حتى أتمكن من مساعدتها."

في تلك الأثناء، كان محمد شعبان قد صعد أيضًا إلى البلكونة، وتمكّن الثنائي من الدخول للشقة عبر شرفة الطابق العاشر. وهناك، بدأت لحظة الحسم.

"عندما دخلنا، كان المشهد لا يوصف، الدخان يملأ المكان، والطفلان لا يتحركان. أخذتُهم واحدًا تلو الآخر، كنت خائفًا أن يحدث أي خطأ، لكن لم يكن هناك وقت للتفكير، فقط كنت أتحرك بدافع إنقاذهم."

لحظات انهيار بعد النجاة

بعد إنزال الأطفال الثلاثة بسلام، بدأت مشاعر التوتر والرهبة تطغى على كريم. "كنت مرعوبًا بعد انتهاء كل شيء، لم أستوعب كيف تمكنا من إنقاذهم. شعرت بأن قلبي سينفجر من شدة الانفعال."

وبعد دقائق، تم نقل الأطفال إلى المستشفى، حيث تلقوا الرعاية الطبية اللازمة. ويقول كريم: "شعرت براحة لم أشعر بها من قبل عندما علمت أنهم بخير."

"أي شخص كان سيفعلها"

بالنسبة لكريم، لا يرى في نفسه بطلًا، بل يؤكد: "هذه الأمور لا تحتاج إلى شكر، أي شخص في مكاني كان سيفعل الشيء نفسه، وربما أكثر." لكنه لم ينسَ الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه محمد شعبان، قائلاً: "وجوده كان نعمة من الله، فلولا مساعدته، لما كنت قادرًا على فعل شيء وحدي.".

رسالة إلى المجتمع

ما حدث في فيصل ليس مجرد قصة إنقاذ، بل رسالة تحمل في طياتها قيم التضامن والإنسانية. فوسط زحام الحياة اليومية، وبرغم الصعوبات، لا يزال هناك أشخاص مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل الآخرين. وكما قال كريم: "الإنسانية لا تحتاج إلى تفكير، فقط تحتاج إلى قلب ينبض بالرحمة."


الأوقاف تشارك في المؤتمر العلمي الدولي الأول للتربية الإيجابية

وزارة الصحة تقدم أكثر من 16 ألف خدمة طبية لرواد معرض الكتاب

وزارة النقل: الخط الملاحي «رورو» يتميز بسرعة وصول البضائع بأقل تكلفة بين مصر وإيطاليا

search