الخميس، 06 فبراير 2025

04:01 ص

وداعاً عامر التوني... صوت المولوية الذي لن يُنسى

الأحد، 02 فبراير 2025 07:52 م

آيه بدر

عامر التوني

عامر التوني

في مشهد مهيب، ودّع محبو الفن الصوفي والمنشدين في مصر والعالم العربي أحد أبرز رموزه، المنشد عامر التوني، مؤسس فرقة المولوية المصرية، الذي رحل عن عالمنا ظهر الأحد، تاركاً خلفه إرثاً فنياً وثقافياً سيظل شاهداً على رحلته الاستثنائية في عالم الإنشاد الصوفي.

مسيرة عامر التوني... رحلة صوفية بدأت منذ 1994

أسس عامر التوني فرقة المولوية المصرية عام 1994، واضعاً نصب عينيه هدفاً سامياً: إحياء ونشر التراث المولوي المصري وإبرازه كجزء أصيل من الهوية الثقافية والفنية للبلاد. لم تكن فرقته مجرد مجموعة موسيقية، بل تجربة روحية متكاملة تعيد إلى الأذهان أجواء التصوف العميقة من خلال الإنشاد، والرقص الدائري، والإيقاعات الروحانية التي تأخذ الجمهور في رحلة تأملية تتجاوز حدود الزمن والمكان.

آخر ظهور فني... وداع غير متوقع

قبل أيام قليلة من رحيله، وقف التوني على مسرح بلازا 1 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث قدم وصلة إنشادية أبهر بها جمهوره. لم يكن يدرك أحد أن تلك الليلة ستكون وداعه الأخير، فقد ترك بصمته بإنشاداته العذبة وسط تصفيق وحفاوة الحاضرين، وكأنها رسالة خفية بأن صوته سيظل يتردد حتى بعد رحيله.

أعمال خالدة في ذاكرة الفن الصوفي

عرفت فرقة المولوية المصرية بأغانيها الروحانية التي تمزج بين المديح الصوفي والكلمات العذبة والمقامات الموسيقية العريقة. ومن أشهر الأعمال التي قدمتها:

"تضيق بنا الدنيا"

"متى يا حبيب القلب"

"لأجل النبي"

"لاموني يا رسول الله"

"يا طارق الباب"

"طلع البدر علينا"


هذه الأناشيد لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل كانت بوابة لعالم روحي عميق، يتيح للمستمع فرصة الغوص في معاني الحب الإلهي والتأمل في معاني الوجود.

المولوية... فن يجسد الفلسفة الصوفية

كان عامر التوني يؤمن بأن المولوية ليست مجرد رقصة، بل حالة صوفية تعبر عن رحلة الإنسان الروحية نحو الكمال. وقد أوضح في لقاءات سابقة أن فكرة الدوران المولوي مستوحاة من حركة الكواكب حول الشمس، حيث يرفع الراقص يده اليمنى نحو السماء، ويخفض اليسرى نحو الأرض، في تعبير عن الاتصال بين الروح والمادة، بين السماء والأرض، وبين العبد وخالقه.

إرث فني خالد

على مدار ثلاثة عقود، استطاع التوني أن يحول المولوية المصرية إلى ظاهرة عالمية، حيث جابت فرقته العديد من الدول العربية والغربية، ناشرةً الفن الصوفي الأصيل، ومؤكدةً على ثراء الثقافة المصرية وقدرتها على التأثير والإلهام.

اليوم، برحيل عامر التوني، يفقد العالم الصوفي أحد أبرز أعمدته، لكن صوته وإنشاداته ستظل خالدة في قلوب محبيه، وستبقى فرقته شاهدة على مسيرته الطويلة في نشر هذا الفن الروحاني العريق.

رحم الله عامر التوني، وأسكنه فسيح جناته.

إقرأ أيضاً:

بسبب إطلالتها الجريئة.. ميرنا جميل تتصدر محركات البحث وتثير الجدل!

بعد نجاح "جت سليمة".. رحاب الجمل تشارك دنيا سمير غانم في "عايشة الدور"

search