الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات
ندوة لعلماء الازهر الشريف للرد على القرآنيين منكري السنة بمعرض الكتاب
السبت، 01 فبراير 2025 01:49 م
السيد الطنطاوي
خلال الندوة
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، ندوة بعنوان “القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟”. شارك في الندوة كل من الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي سعد المطعني.
الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
أكد فضيلة الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، لافتا إلى أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.
وقال إن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث أنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.
وقال إن القرآنيين يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة، بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.
وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرين هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبنائنا على التوثيق، ونمكنهم من اللغة، ونربيهم على الأخلاق، حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.
ووجه فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة، ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، موضحا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، وقال “يفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين”.
وأضاف أن هناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن، في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء، يحمي السنة ويدافع عنها، ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.
وقال الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن القرآنيين تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة، تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية، من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري، باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري.
وأكد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، وأن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.
وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تعلمنا السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، موضحا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.
جدير بالذكر أن الأزهر الشريف، يشارك للعام التاسع على التوالي، بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
استقرار أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري صباح 5 فبراير 2025
06 فبراير 2025 09:15 ص
ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر إلى 47.265 مليار دولار بنهاية يناير 2025
06 فبراير 2025 09:07 ص
أكثر الكلمات انتشاراً