الخميس، 06 مارس 2025

05:28 ص

ذكري اغتيال مهاتما غاندي رمز السلام ومقاومة الظلم في الهند

الخميس، 30 يناير 2025 01:34 ص

محمد عماد

ذكري اغتيال مهاتما غاندي

ذكري اغتيال مهاتما غاندي

في مثل هذا اليوم، 30 يناير، يمر أكثر من 75 عامًا على اغتيال الزعيم الهندي مهاتما غاندي، الذي سقط ضحية لطلقات نارية غادرة في عام 1948. كان اغتياله بمثابة صدمة هزّت العالم، فقد كان غاندي رمزًا للسلام والمقاومة السلمية ضد الاستعمار والعنف. 

قتل غاندي على يد ناثورام غودسي، الذي كان من جماعة هندوسية متطرفة عارضت سياسات غاندي في التفاوض مع المسلمين خلال تقسيم الهند. ولكن بينما كانت جنازته تودع جسده، كانت أفكاره وكلماته تظل حية، تروي أجيالاً جديدة دروسًا عن الشجاعة والتسامح.

غاب جسد غاندي، لكن تأثيره واستمرارية رسالته جعلته خالدًا في ذاكرة الإنسانية. وُلد غاندي في 2 أكتوبر 1869 في بوربندر، الهند، وكان قد بدأ دراسته في الهند قبل أن ينتقل إلى لندن لدراسة القانون. بعد تخرجه، انتقل إلى جنوب أفريقيا حيث بدأ الكفاح ضد التمييز العنصري، ليعود بعدها إلى الهند ويصبح قائدًا لثورة اللاعنف ضد الاستعمار البريطاني. وقد أطلق على أسلوبه في المقاومة "الساتياغراها"، الذي يعني التمسك بالحق من خلال العصيان المدني السلمي، وقد حقق نجاحات كبيرة بتوجيه الحركات الجماهيرية بشكل سلمي.

غاندي لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان أيضًا مفكرًا وفيلسوفًا يؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل. كان يقول: "كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم." وكثيرًا ما ترددت مقولته الشهيرة "العين بالعين ستجعل العالم كله أعمى." تلك الكلمات اختزلت فلسفته في مقاومة الظلم دون اللجوء إلى العنف.

ورغم اعتقاد البعض أن غاندي قد تجنب العنف لتحقيق أهدافه، إلا أن طريقه كان محفوفًا بالتحديات. فقد تعرض للعديد من محاولات القتل، وكان من أبرزها هجوم اغتياله في بداية عام 1948، الذي أودى بحياته بعد أن ترك إرثًا ثقافيًا وفكريًا لا يزال يشع تأثيرًا في العالم.

عقب اغتياله، خرجت أصداء كثيرة من مختلف أنحاء العالم تعرب عن الحزن لفقدان هذا القائد المُلهم. في الهند، كانت ردود الفعل مفعمة بالحزن الشديد، حيث لم يكن غاندي مجرد قائد سياسي بل كان رمزًا للقيم الإنسانية العليا. في ذلك الوقت، قال رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو: "لقد فقدنا أعظم أبناء هذه الأرض، رجلًا كان يعمل من أجل الحقيقة والمصالحة."

أما في العالم الغربي، فقد تم تأبينه كرمز للنضال السلمي، حيث أشاد العديد من الشخصيات العالمية بما قدمه من أفكار ثورية حول المقاومة السلمية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق، جون ف. كينيدي، الذي وصف غاندي بـ "أحد أعظم أبطال الإنسانية".

وفيما لم يُنقَل عن العديد من الزعماء في تلك الحقبة تعبيرات من الأسف فقط، فقد رأى آخرون في مقتله نوعًا من الانقسام الداخلي في الهند، التي كانت تواجه صراعات طائفية بعد التقسيم. لكن ذلك لم يمنع من تأكيد أن غاندي كان يحمل في قلبه رسالة توحد الشعوب بعيدة عن الصراعات.

لقد تفاعل العالم مع اغتيال غاندي بشكل متباين، إلا أن الجميع اتفق على أن غيابه ترك فراغًا عميقًا في عالم يسعى إلى العدالة والحرية. ورغم مرور عقود على مقتله، تظل أفكاره حية تردد في أرجاء العالم، مشعلة شعلة من الأمل والسلام في قلوب الملايين.

مهاتما غاندي، الذي حرر شعبه من الاستعمار، وحقق استقلال الهند بأسلوبه الفريد، لا يزال يُعتبر نموذجًا في مقاومة الظلم والحروب في كل زاوية من العالم. ورغم أن جسده قتل في لحظة غادرة، فإن إرثه بقي حيًا في مفاهيم العدالة الاجتماعية، والتسامح بين الأديان، ونبذ العنف.


توقعات الأبراج لشهر فبراير 2025: شهر مليء بالمفاجآت والتغيرات العاطفية والمهنية

توقعات الأبراج اليوم الخميس 30 يناير 2025 حظك اليوم

حدث في مثل هذا اليوم: 30 يناير – أحداث غيرت مجرى التاريخ

search