الخميس، 06 فبراير 2025

01:41 م

ما هو تطبيق DeepSeek الصيني للذكاء الاصطناعي ..كيف يعمل وسبب خوف أميركا

الثلاثاء، 28 يناير 2025 09:52 ص

محمد عماد

تطبيق ديب سيك الصيتي

تطبيق ديب سيك الصيتي

أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "DeepSeek" زلزالاً تقنياً داخل الأوساط التكنولوجية العالمية، بعد تصدره قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجر "أبل" في الولايات المتحدة خلال أيام قليلة من إطلاقه على أجهزة "آيفون". هذه الصدمة التكنولوجية جاءت بالتزامن مع نجاح التطبيق أيضًا في دخول قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا على متجر "جوجل بلاي" المخصص لهواتف "أندرويد"، ليصبح منافسًا مباشرًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل "ChatGPT" التابع لشركة "OpenAI".

انقطاعات مفاجئة واهتمام عالمي
تزامن هذا النجاح الكبير مع تعرّض موقع شركة "DeepSeek" لانقطاعات مفاجئة يوم الاثنين، بعد أن أصبحت أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها الأعلى تصنيفًا بين التطبيقات المجانية على متجر "أبل" في الولايات المتحدة. وأعلنت الشركة الصينية الناشئة، التي تتخذ من مدينة هانغتشو مقرًا لها، أنها تمكنت من حل المشكلات المتعلقة بواجهة برمجة التطبيقات، والتي أعاقت تسجيل الدخول لبعض المستخدمين. ويُذكر أن هذا الانقطاع يُعد الأطول الذي تشهده الشركة منذ حوالي 90 يومًا، ما يبرز التحديات التقنية التي تواجهها وسط هذا النجاح السريع.

تكنولوجيا مبتكرة بتكلفة منخفضة
"DeepSeek" هي شركة صينية ناشئة تأسست عام 2023 على يد ليانغ وينفنغ، الذي يُعد رئيس صندوق التحوط الكمي "High-Flyer" المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وتتميز الشركة بتركيزها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، معتمدة على تقنيات مبتكرة تُقلل من التكلفة والموارد المطلوبة للتطوير.

يُعد تطبيق "DeepSeek" مميزًا عن غيره من أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد على تقديم استجابات مدعومة بشرح منطقي يوضح كيف تم الوصول إلى الإجابة. هذا النهج الجديد يضفي شفافية على عملية الذكاء الاصطناعي، ويمنح المستخدمين ثقة أكبر في الأداة. كما تُتيح الشركة للمطورين ترخيصًا خاصًا لبناء تطبيقاتهم الخاصة اعتمادًا على تقنياتها.

أداء "DeepSeek" في مواجهة المنافسين
حقق نموذج "DeepSeek R1" أداءً منافسًا لنماذج متقدمة مثل "GPT" التابع لـ"OpenAI" و"Meta AI"، مع تميزه بكفاءة عالية وتكلفة أقل. وأشارت تقارير إلى أن تكلفة تطوير هذا النموذج الصيني تمثل جزءًا بسيطًا من النفقات التي تحتاجها شركات مثل "OpenAI" و"ميتا"، ما يُثير تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع.

وفقًا لاختبارات معيارية، تفوق "DeepSeek R1" في مجالات متعددة مثل الرياضيات (AIME 2024)، المعرفة العامة (MMLU)، وأداء الأسئلة والأجوبة (AlpacaEval 2.0). كما احتل مرتبة متقدمة على لوحة المتصدرين الخاصة بـ"Chatbot Arena" التابعة لجامعة كاليفورنيا بيركلي.

تداعيات التقدم الصيني على التكنولوجيا الأميركية
أثار النجاح السريع لـ"DeepSeek" قلقًا متزايدًا في الولايات المتحدة، خصوصًا أن واشنطن سبق أن فرضت قيودًا صارمة على تصدير التقنيات المتطورة إلى الصين، مثل أشباه الموصلات المتقدمة (GPUs)، بهدف إبطاء تقدم البلاد في مجالات الذكاء الاصطناعي.

لكن التطور المذهل الذي أظهره "DeepSeek" يعكس قدرة المهندسين الصينيين على تجاوز هذه القيود والتركيز على تطوير تقنيات أكثر كفاءة باستخدام موارد محدودة. وعلى الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول البنية التحتية التي استخدمتها الشركة الصينية ما زالت غير معروفة، فإن الإنجازات التي حققتها تشير إلى أن القيود التجارية الأميركية لم تفلح بشكل كامل في كبح طموح الصين التكنولوجي.

مستقبل المنافسة بين الصين وأميركا
إن صعود "DeepSeek" إلى الواجهة يمثل تحولًا كبيرًا في ميزان القوى داخل قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث كانت الشركات الأميركية تهيمن على المشهد بفضل تقنياتها المتطورة واستثماراتها الضخمة. ومع ذلك، فإن قدرة الصين على تقديم تقنيات متقدمة بتكاليف منخفضة قد تُعيد رسم خريطة المنافسة العالمية في هذا المجال.

من ناحية أخرى، يُثير هذا التطور تساؤلات حول مدى استعداد الشركات الأميركية لمواجهة هذه التحديات الجديدة. وقد دعا بعض الخبراء إلى ضرورة التركيز على الابتكار والكفاءة بدلاً من الاعتماد فقط على الاستثمار الضخم في البنية التحتية التكنولوجية.

استثمارات جديدة لمواجهة التحديات
ردًا على التهديد المتزايد من الصين، أعلنت شركات أميركية كبرى مثل "ميتا" عن خطط استثمارية ضخمة لتعزيز بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأكد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، أن الشركة ستستثمر 65 مليار دولار خلال العام الجاري لبناء مراكز بيانات جديدة واستقطاب خبراء متخصصين.


يعكس صعود "DeepSeek" مدى التحول الكبير الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث أصبحت الصين منافسًا قويًا للولايات المتحدة في هذا المجال الحيوي. وبينما تسعى الشركات الأميركية إلى تعزيز قدراتها للحفاظ على تفوقها، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للصين أن تستمر في تحدي الهيمنة التكنولوجية الأميركية، أم ستجد واشنطن طرقًا جديدة للحفاظ على ريادتها؟


تطبيق DeepSeek الصيني يتسبب في 600 مليار دولار خسائر للشركات الأمريكية

الأوقاف تنظم ندوة توعوية عن مواجهة الأفكار الهدامة بمعرض الكتاب

ترامب يخشي "ديب سيك": نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني يشعل المنافسة ويهز وول ستريت

search